لجأت بلدية الحماية جنوب ولاية برج بوعريريج، إلى العدالة للفصل في قضية هدم نصب تذكاري مخلد لمعركة (فيرمة العمري) بمنطقة السوليت في قرية مشتة فطيمة، بعدما أثارت موجة استياء و سخط كبيرين بين المواطنين و أفراد الأسرة الثورية، فيما أكد مدير المجاهدين، على أن عملية الهدم جاءت بناء على قرار تحويل النصب إلى مكان آخر.
و في رده على ما ورد في بيان للمكتب البلدي لمنظمة أبناء الشهداء، الذي اتهمت فيه أحد المواطنين، تعذر علينا الاتصال به لتواجده خارج أرض الوطن، بتعمد تهديم المعلم بحجة حصوله على رخصة من مديرية المجاهدين، أشار مدير القطاع في اتصال هاتفي، إلى أنه متواجد حاليا في عطلة، مؤكدا على طلب هذا المستثمر «الشاب» لرخصة بهدف تحويل النصب التذكاري و تعهده بإعادة بنائه في مكان غير بعيد وفقا للمقاييس و ذلك لإنجاز مشروع استثماري بالمنطقة و هو ما تمت الموافقة عليه حسب ذات المسؤول، بعد خروج لجنة ولائية بحضور ممثلين عن الأمانة الولائية للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، مضيفا بأن النصب التذكاري القديم الذي تم هدمه، لم يتم جرده ضمن المعالم التاريخية و لم يسجل على مستوى الولاية أو الوزارة الوصية، عكس ما نقله المحتجون بقدوم لجنة وزارية منذ سنة 1984 و اختيار مكان النصب التذكاري بعناية في الموقع الذي سقط فيه الشهداء في معركتهم مع قوات العدو الفرنسي.
من جانبه أكد رئيس البلدية للنصر، على أنه الوحيد المخول قانونا بإصدار قرارات الهدم في البلدية إلى جانب الوالي، مشيرا إلى عدم تلقيه لأي طلب و عدم منحه أي رخصة لتهديم النصب التذكاري، مضيفا بأنه كلف لجنة تقنية من البلدية بمعاينة مكان الحادث و تحديد الأضرار، فضلا عن تكليف محضر قضائي بإعداد ملف كامل و تقرير مفصل عن حادثة التخريب التي طالت أحد الرموز التاريخية بالمنطقة، إضافة إلى رفع دعوى قضائية لتحديد المتسببين في الحادثة و من ذلك تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها و كيفية إعادة بناء النصب التذكاري.
و أثارت هذه الحادثة حالة من الاستياء بين سكان المنطقة، رغم تحويل النصب التذكاري و انجازه في مكان آخر، حيث سبق و أن تجمع عشرات المواطنين و ممثلون عن الأسرة الثورية و فعاليات المجتمع المدني، في وقفة احتجاجية أمام النصب المهدم، كما نددت منظمة أبناء الشهداء فرع الحمادية، في بيان لها بحادثة تهديمه، داعية في محضر اجتماع لها بحضور مجاهدين
و أبناء الأسرة الثورية و فعاليات المجتمع المدني، تم إرسال نسخ منه للوزارة الوصية و السلطات المحلية، إلى فتح تحقيق معمق في الحادثة و متابعة المتسببين فيها، مع إعادة بناء النصب التذكاري في مكانه الأصلي، مشيرين إلى أن المكان له رمزية تاريخية و ثورية و قد تم تحديده من قبل لجنة وزارية قدمت لذات الغرض سنة 1984 و بحضور مجاهدين شاركوا في المعركة، أين أقيم النصب التذكاري بالمكان الذي سقط فيه 5 شهداء .
ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى