ووري الثرى، أمس الجمعة، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جثمان المجاهد ووزير الاتصال الأسبق لمين بشيشي الذي وافته المنية الخميس عن عمر ناهز 93 سنة.
وقد جرت مراسم تشييع الجنازة بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، والمستشار لدى رئاسة الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، إلى جانب عدد من أقرباء ورفقاء الفقيد.
وتم خلال كلمة التأبين التي ألقيت بعد صلاة الجنازة، الإشادة بخصال الفقيد الذي كرس حياته مناضلا في سبيل الوطن ضمن الحركة الوطنية ثم مجاهدا إبان ثورة التحرير وبعدها في بناء جزائر الاستقلال، حيث تقلد العديد من المناصب والمسؤوليات.
وفي تصريح له عقب مراسم التشييع، أكد وزير المجاهدين أن الجزائر «فقدت واحدا من عظمائها الذي كان مجاهدا ومناضلا ووزيرا ومثقفا وكرس حياته لخدمة الجزائر وتاريخها وثقافتها».وأضاف أن الراحل انتقل إلى رحمة الله في «أيام مباركة تحتفل فيها الجزائر بالذكرى ال 58 لعيد الاستقلال وباسترجاع رفات شهداء المقاومة».
يذكر أن الراحل، من مواليد 19 ديسمبر1927، بمدينة سدراتة، ولاية سوق أهراس، تتلمذ على يد مجموعة من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و بدأ مسيرته الإعلامية عام،  1956 حيث سافر إلى تونس لإصدار الطبعة الثالثة من جريدة «المقاومة الجزائرية» التي كانت تصدر في باريس، و تطوان، وتونس.
اِنتقل بعد ذلك للعمل في جريدة المجاهد، ثمّ إذاعة «صوت الجزائر» حيث اِشتغل جنباً إلى جنب مع عيسى مسعودي إلى غاية عام 1960، و كان مسؤول مكتب جبهة التحرير في بنغازي بليبيا، وعمل في لجنة التوجيه الإعلامي كمسؤول عن الإعلام الخارجي إبان الثورة، وكان من المساندين لفكرة مواجهة المستعمر عسكرياً.
بعد اِستقلال الجزائر تمّ تعيين الفقيد مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون الجزائري، وكان أحد الأعضاء المُؤسسين للأكاديمية العربية للموسيقى عام 1971، كما تولى إدارة المعهد الوطني للموسيقى، وترأس بين عامي 1991 و1995 المديرية العامة للإذاعة الوطنية، و بعدها عُيّن وزيراً للاِتصال.
تخصص الأمين بشيشي في كتابة الأغاني للأطفال، و تأليف موسيقى مسلسلات و برامج إذاعية و تلفزيونية، أشهرها برنامج «الحديقة الساحرة»، الّذي كان يُقدم في التلفزيون الجزائري، كما لحنَّ شارة البداية و النهاية لمسلسل «الحريق» الّذي تمّ إنتاجه عام 1974، وأخرجه مصطفى بديع.
كما لحن عِدة أناشيد وطنية جزائرية، من بينها نشيد «يا شهيد الوطن» تأليف إبراهيم طوقان، و نشيد «شعب الجزائر مسلمٌ»، الّذي ألفه العلامة عبد الحميد ِبن باديس، وكذا «اِشهدي يا سماء» وهو أيضا من تأليف اِبن باديس. و قد ساهم في إثراء المدونة الفنية الوطنية بإبداعات كثيرة متنوعة، لا تزال  راسخة في أذهان مختلف الأجيال.إلى جانب ذلك ترك الراحل عِدة مؤلفات، منها «أضواء على إذاعة الجزائر الحرة المكافحة»، و»أناشيد الوطن»، و»تاريخ ملحمة نشيد قسمًا»، الصادر عن منشورات «آلفا»، والّذي اِستعرض فيه تاريخ ملحمة نشيد «قسمًا»، وبعض التفاصيل الأخرى، وبعض الأسئلة والتساؤلات التي قدمها الأمين بشيشي في محاضرات متعددة، وضمها و وثقها في هذا الكِتاب.
 كما عُرف الأستاذ بشيشي بالعديد من الإسهامات الفكرية والإعلامية داخل وخارج الوطن حول قضايا الفن والموسيقى والثقافة والتاريخ والإعلام، خاصة ما تعلق بفترة الثورة التحريرية و تاريخها، وبعض أحداثها التي شارك فيها بقلمه كإعلامي ضمن جريدة «المقاومة»، و كذا في حصص و برامج «الإذاعة السرية»، و»صوت الجزائر الحرة المكافحة».
للراحل كتاب مذكرات، بعنوان «الجدول/النهر»، صدر عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، سنة 2014. و جاءت به فصول مذكراته لتغطي الفترة الممتدة من تاريخ الميلاد إلى اِستقلال البلاد، بِمَا فيها من أحداث تتسلسل مع ما عاشه إبان الحرب العالمية الثانية، حينما كان يدرس في تونس إلى أن نزلت قوات محور ألمانيا و إيطاليا بها. وقد غطت أيضا فترات أخرى كثيرة مختلفة، كما عرج من خلال هذه المذكرات على مرحلة دراسته في جامع الزيتونة، ومرحلة دخوله الميدان الفني، عندما كان مُتيّمًا بالموسيقى، و دخل خلالها إلى المعهد الراشيدي، إلى أن جاء نداء الثورة فتجنّد لتحرير الوطن.
المجاهد، ورجل السياسة والإعلام والموسيقى والفن والتأليف، الّذي تقلد عِدة مناصب، صرّح ذات مرّة أن انتماءه الأكبر كان دائمًا للفن والثقافة، أكثر من أي شيءٍ آخر.
نـوّارة/ل

الرئيس تبون يؤكد
المرحـوم لمين بشيشي "استجمع مزايـا ومكارم المجاهدين والمثقفين"
بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، برقية تعزية إلى عائلة المجاهد المرحوم لمين بشيشي ، مؤكدا استحقاق الفقيد للاحترام والعرفان «لما استجمع من مزايا ومكارم المجاهدين والمثقفين».
وجاء في برقية التعزية: «توفى المولى عز وجل المجاهد المرحوم لمين بشيشي، وبرحيله نفقد بحسرة وألم، واحدا من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا، مجاهدا وصحفيا ومثقفا وفنانا ملتزما، عرف في صفوف النخبة المقاومة بالقلم والكلمة في جريدة (المقاومة الجزائرية) وجريدة (المجاهد) وإذاعة (صوت الجزائر) إبان الثورة المباركة». كما أثرى --يضيف رئيس الجمهورية-- «على مدار سنوات طويلة بإبداعاته الراقية الرصيد الثقافي الوطني، فساهم من مواقع المسؤوليات والمهام التي تولاها عن جدارة واقتدار وبإخلاص في مسيرة بناء الجزائر، مديرا لدار الإذاعة والتلفزيون غداة الاستقلال ثم مديرا عاما للإذاعة الوطنية ووزيرا للاتصال».
واستطرد الرئيس تبون بالقول: «لقد كان الراحل مستحقا للاحترام والعرفان لما استجمع من مزايا ومكارم المجاهدين والمثقفين، فأينما حل يحاط بالتكريم، وفي كل الفعاليات الثقافية والفنية التي يحضرها في الجزائر والخارج يحمل معه باعتزاز وبروح المثقف الأصيل والفنان المبدع ما تزخر به بلادنا من عمق وتنوع وثراء ثقافي».
وختم رئيس الجمهورية برقيته قائلا: «وأمام هذا الخطب الأليم، أتوجه إلى عائلة الفقيد وإلى الأسرة الثقافية والفنية بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويلحقه، في جنة الفردوس، بإخوانه الشهداء والمجاهدين ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. عظم الله أجركم..
إنا لله وإنا إليه راجعون».

قوجيل وشنين يشيدان بالمجاهد المخلص للقيم الوطنية
قدم رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، تعازيه إلى عائلة المجاهد ووزير الاتصال الأسبق، محمد لمين بشيشي.
وجاء في برقية التعزية: «تلقينا ببالغ التأثر وعميق الحسرة والأسى نبأ المشمول بعفو الله تعالى ورضاه المرحوم المجاهد الوزير الأستاذ لمين بشيشي، تغمده سبحانه بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه...».وقال السيد قوجيل: «وإنني أمام هذا القدر المحتوم، الذي لم يصب أسرة الفقيد فحسب، وإنما ألم بنا جميعا...أتقدم إلى أسرة الفقيد وذويه البررة ورفاقه المجاهدين الأخيار باسمي الخاص ونيابة عن السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة بخالص التعازي والمواساة...واستحضر، بكل تقدير، مناقب الفقيد المبرور، كشخصية جسدت قيم الوطنية الصادقة، وإسهامه الفاعل في الكفاح من أجل الوطن وسيادته واستقلاله...لقد كان الفقيد، رحمه الله، من الرعيل الأول الذين ضحوا في إباء ونكران ذات، في سبيل بزوغ فجر الحرية والاستقلال...وسيظل اسمه محفورا وخالدا في سجل الذاكرة الجماعية للجزائريات والجزائريين...».
كما بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين برقية تعزية إلى عائلة المجاهد أكد فيها أن الفقيد «ظل مخلصا لمبادئه الوطنية الأصيلة» عبر كافة مراحل مساره الحافل.
و كتب السيد شنين في برقيته: «ترجل اليوم أحد فرسان الجزائر عن جواده عندما جاد بروحه بعد ثلاثة وتسعين سنة أمضى جلها منافحا عن حق بلاده، مجاهدا بالسلاح والكلمة ومبدعا باللحن والقلم ومثريا ثقافة بلاده بخط ملتزم راق».
و استرسل رئيس المجلس الشعبي الوطني «لقد عرف الفقيد لمين بشيشي، عبر مساره الحافل سواء كصحفي أو مثقف أو أكاديمي أو مسير أو وزير، بأنه كان دوما جديرا بالثقة التي وضعت فيه وبأنه ظل مخلصا لمبادئه الوطنية الأصيلة التي نشأ عليها منذ نعومة أظفاره، حيث خدم، رحمه الله، بصدق وشرف كل تلك المسؤوليات التي تقلدها، بما خلد أثره من بعده وأبقى ذكره حميدا بين كل الذين رافقوا دربه وشاركوه مشاق بناء الجزائر».

وزيرا الاتصال والمجاهدين يعزيان أسرة بشيشي
تقدم وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، بأخلص عبارات التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة المجاهد والوزير الأسبق لمين بشيشي، الذي وافته المنية صباح يوم الخميس عن عمر ناهز 93 سنة.
وجاء في برقية التعزية : «ببالغ الحزن والأسى، تلقى وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، البروفيسور عمار بلحيمر، نبأ وفاة المجاهد والوزير الأسبق لمين بشيشي «.
وأمام «هذا المصاب الجلل والمسيرة الإعلامية الحافلة للراحل»، يتقدم وزير الاتصال ب»أخلص عبارات التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة الفقيد، راجيا من المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وينزله منزلة الشهداء والصديقين. إنا لله وإنا إليه راجعون».
كما بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، برقية تعزية لأسرة المجاهد، أكد فيها أن الجزائر فقدت برحيله «مجاهدا رمزا» و»إعلاميا مقتدرا».
وأكد السيد زيتوني في برقيته أنه برحيل المجاهد لمين بشيشي، «تكون الجزائر قد فقدت مجاهدا رمزا و دبلوماسيا محنكا وإعلاميا مقتدرا، كان من خيرة أبناء هذا الوطن».
كما أسهب الوزير في تعداد الإسهامات التي خلفها الفقيد من إنتاج فكري و إثراء المدونة الفنية الوطنية بإبداعات «لا تزال راسخة في الأذهان و الوجدان».
و أمام هذا المصاب الجلل، تقدم السيد زيتوني إلى أفراد عائلة المرحوم بـ»تعازيه القلبية الخالصة المشفوعة بأصدق مشاعر التضامن والمواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة».
واج

الوزير الأول عبد العزيز جراد
الجزائر فقدت  مجاهدا آخر من مجاهديها
بعث الوزير الأول، السيد عبد العزيز جراد، ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المجاهد والوزير الأسبق لمين بشيشي ، تقدم لهم فيها بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة.
وقال الوزير الأول في برقية التعزية: «لقد تلقيت ببالغ الأسى وعميق التأثر نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، المجاهد والوزير الأسبق السيد لمين بشيشي، رحمه الله وطيب ثراه وأفاض على روحه مغفرة وثوابا».
وأضاف قائلا: «بهذه المناسبة الأليمة التي تفقد فيها الجزائر مجاهداً آخر من مجاهديها، فإنني لا أملك أمام قضاء الله وقدره إلا أن أشاطركم آلامكم وأحزانكم في هذا المصاب الجلل وأن أتقدم إليكم ومن خلالكم إلى كل الأسرة الثورية بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة، داعيا المولى جل وعلا أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والغفران ويسكنه فسيح الجنان، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يلهمكم وذويه جميعاً جميل الصبر وعظيم السلوان وأن يجازيكم عنه خير الجزاء، إنه ولي ذلك وعليه قدير. إنا لله وإنا إليه راجعون».                      واج

 

الرجوع إلى الأعلى