تنقضي منتصف ليلة الأحد إلى الاثنين، المهلة التي حددتها الفاف لأعضاء الجمعية العامة، من أجل التصويت على الاستشارة الكتابية، المتعلقة بالحسم في مصير الموسم الكروي العالق، ولو أن كل المعطيات الأولية ترجح كفة الاقتراح القاضي بتوقيف البطولة مع اعتماد صعود دون سقوط، سيما وأن كتلة رؤساء الرابطات مالت ـ حسب مصدر النصر ـ إلى هذا الاختيار، بينما توزعت ردود أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني على كل المقترحات، بين الموسم الأبيض، اعتماد الصعود مع إلغاء النزول وحتى إكمال المنافسة بعد رفع الحجر الصحي، لكن بنسبة تصويت ضئيلة جدا على هذا المقترح.
المعلومات التي اسستقتها النصر من مصدر جد مقرب من المكتب الفيدرالي، تشير إلى أن مشاركة روساء الرابطات في عملية التصويت كانت قوية جدا، والدليل على ذلك أن الأمانة العامة للفاف، تلقت إلى غاية منتصف نهاية أمس ردود 60 رابطة من أصل 62 المنضوية تحت لواء الاتحادية، وهو ما يشكل نسبة 60 بالمئة من التركيبة المعنية بالمشاركة في هذه العملية، على اعتبار أن رئيس الاتحادية خير الدين زطشي، قرر إعفاء أعضاء المكتب الفيدرالي من التصويت، بحكم أنهم أصحاب المقترحات المطروحة للدراسة، وبالتالي فلا يحق لهم الإدلاء بأصواتهم كممثلين للهيئة التنفيذية، رغم أن الأغلبية منهم تبقى معنية بالمشاركة بحمل قبعة رؤساء الرابطات.
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن العديد من أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، ردت على الاستشارة الكتابية التي طرحتها الفاف، الأمر الذي بدد مخاوف مسؤولي الاتحادية من «المقاطعة»، التي كانت بعض الأطراف قد تحدثت عنها، سيما بعد التصريح الذي كان رئيس الرابطة قد أدلى به، والذي أعرب من خلاله عن استيائه من المكتب الفيدرالي، جراء عدم أخذ المقترح الذي زكاه رؤساء الفرق بالإجماع عقب الجلسات الجهوية التي نظمتها معهم الرابطة في النصف الثاني من شهر جوان المنصرم، وتلقت الاتحادية ردود بعض الأندية على الاستشارة الكتابية في نهاية الأسبوع، أسقط هذه الحسابات الأولية في الماء، وجعل كل الأطراف المعنية تسجل مشاركتها في عملية الاستفتاء.
انقسام جناح الأندية بدد مخاوف المقاطعة
وحسب نفس المصدر، فإن كتلة أندية القاعدة الغربية فضلت السير على درب واحد، وذلك بتزكية مقترح توقيف البطولة واعتماد صعود دون نزول، وهو ما ذهبت إليه فرق مولودية وجمعية وهران، أولمبي أرزيو، وداد تلمسان، سريع غيليزان ومولودية سعيدة، بينما صنع اتحاد بلعباس الاستثناء في هذه القاعدة بتزكية إدارته مقترح الموسم الأبيض، وهو نفس النهج الذي سارت على وقعه ـ حسب مصدرنا ـ أندية شبيبة القبائل، مولودية واتحاد الجزائر، نصر حسين داي، في الوقت الذي ساندت فيه إدارة جمعية عين مليلة، الاقتراح القاضي باعتماد صعود دون سقوط، شأنها شأن اتحاد بسكرة ونادي بارادو من الرابطة المحترفة الأولى، بالإضافة إلى شبيبة سكيكدة وأولمبي المدية من الرابطة الثانية.
وانطلاقا من هذه المعطيات فإن اختيار توقيف البطولة مع اعتماد الصعود دون نزول يبقى الأرجح، بعدما كان رئيس الرابطة مدوار قد أعلن عن النتيجة مسبقا، ولو أن الحديث عن رفض الفاف للمقترح، الذي تقدمت به الرابطة بعد تزكيته من طرف النوادي، فتح باب التأويلات على مصراعيه، وجعل مسؤولي الاتحادية يتخوفون من عزوف رؤساء الفرق عن التصويت، وبالتالي مقاطعة العملية، كما فعل رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، الذي استغل الفرصة للتعبير عن موقفه «المعارض» للسياسة التي ينتهجها المكتب الفيدرالي الحالي، لكن الاتحادية ـ حسب مصدرنا ـ بررت رفض المقترح الذي قدمه مدوار بالمخلفات غير المنطقية التي تترتب عنه، خاصة وأنها تتناقض مع نمط المنافسة الذي تسعى الفاف لإنقاذه في هذه المرحلة الاستثنائية، لأن أي تأجيل إلى الموسم الموالي سيضع الفاف في «صدام» قانوني مع الوزارة، مادامت الوصاية كانت قد أصدرت تعليمة بتاريخ 11 جوان 2020، تمنع كل الفيدراليات من إدخال أي تعديل على نظام المنافسة خلال السنة الانتخابية، والتي تتزامن مع نهاية العهدة الأولمبية، وذلك لتجنب أي خطوة يمكن أن تندرج في إطار «الدعاية» الانتخابية.
رفض مقترح الرابطة يهدف لتفادي إشكال قانوني جديد
مصدر النصر، أوضح في نفس الصدد أن مقترح مدوار يقطع الطريق أمام المكتب الفيدرالي لمنح اللقب لشباب بلوزداد، بحجة اعتماد موسم أبيض، لكنه بالموازاة مع ذلك يعتمد صعود 4 فرق من الرابطة المحترفة الثانية، وفق الترتيب المضبوط عند توقف المنافسة، فضلا عن إلغاء السقوط، وهو المقترح الذي اعتبرته الاتحادية «مزيجا» بين الموسم الأبيض بالنسبة للسقوط واللقب، واعتماد الصعود من الرابطة المحترفة الثانية فقط، لأن هذا الطرح سيحول دون تجسيد نمط المنافسة في الأقسام السفلى، لأن الصعود من وطني الهواة سيكون من نصيب فريقين فقط من كل فوج، رغم أن الآليات التي وضعها المكتب الفيدرالي في اجتماعه المنعقد في نوفمبر 2019 بورقلة يعتمد صعود 6 فرق من كل فوج من قسم الهواة، وهي المعطيات التي كانت وراء رفض الاتحادية، إدراج هذا المقترح ضمن الاستشارة التي تم اعتمادها رسميا من طرف الفاف للحسم في مصير الموسم.
هذا، ومن المنتظر أن تعقد خلية الأزمة الناشطة على مستوى الفاف صبيحة غد الإثنين، جلسة عمل تخصص بالأساس لفرز الأصوات الخاصة بالإستشارة، وهذا تحت إشراف محضر قضائي، على أن يتم على ضوء النتائج المسجلة تحرير محضر رسمي، يعرض خلال الاجتماع المقبل للمكتب الفيدرالي، ليبنى بعدها أعضاء الهيئة التنفيذية الاختيار الذي تزكيه أغلبية أعضاء الجمعية العامة، ويكون القرار طبقا للمادة 82 من القانون الأساسي، لأن الاستشارة تم تنظيمها لأخذ نظرة واضحة عن موقف أعضاء الجمعية العامة من هذه القضية، وبالتالي تجنب القرار «الانفرادي»، وتكييف هذه الخطوة مع القوانين المعمول بها يحتم على الفاف استعادة السلطة المخولة للمكتب الفيدرالي في المادة 82، وذلك باتخاذ قرارات في الظروف القاهرة.
ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى