قررت السلطات الولائية بقسنطينة فتح 174 مسجدا عبر  تراب الولاية، بدل فتحها جميعا مثلما كان مقترحا قبل يومين، حيث دعت الأئمة إلى حث المصلين على احترام البروتوكول الصحي واحترام إجراءات التباعد الاجتماعي، كما أكدت على أن عدم تطبيق التدابير الوقائية ستكون نتيجته الغلق لذلك المسجد.
احتضن أمس، مقر ديوان الوالي اجتماعا جمع الأمين العام للولاية ومدير الشؤون الدينية بالأئمة المعتمدين ورؤساء مصالح القطاع والمفتشين، حيث أكد الأمين العام أخروف السعيد، أنه تقرر فتح 174 مسجدا عبر تراب الولاية، بعد كان مقررا في البداية فتح 88 فقط، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن يشمل الإجراء كل المساجد مثلما كان مقترحا قبل يومين.
وتابع المتحدث، أن السلطات وعلى رأسها الوالي، سعت من أجل فتح كل المساجد لكن التعليمات واضحة بهذا الشأن، قبل أن تقرر بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية اتخاذ قرار بفتح المساجد التي تقارب طاقتها الاستيعابية الألف مصلي، مثلما تم بعلي منجلي التي برمج بها في البداية فتح 4 مساجد فقط، قبل أن يرتفع العدد إلى 11.
وطالب الأمين العام الأئمة، بضرورة العمل على توعية المواطنين وحثهم على الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها السلطات، وذلك من خلال وضع نظام رقابة خاصة قبل وبعد الصلاة مع منع النساء والأطفال، فضلا عن الأشخاص المرضى من الدخول مع الإبقاء على المدارس القرآنية مغلقة.
ومن التدابير التي يجب تطبيقها، أيضا أكد الأمين العام على ضرورة ارتداء الكمامات وجلب المصلين لسجادتهم الخاصة، مشيرا إلى أنه وفي حال تطبيق التعليمات فإنه من الممكن أن تطبق الدولة قرار المرور إلى المرحلة الثانية وفتح كل المساجد، لكنه أكد، أنه في حال أي إخلال بالتعليمات أو تسجيل أي عدوى وعدم الإبلاغ عنها فإن السلطات ستلجأ للغلق الفوري وفقا لما تنص عليه تعليمات الحكومة.
وتابع أخروف، أن لجانا من مختلف المديريات، ستعمل على مراقبة مدى تطبيق البرتوكول الصحي من خلال زيارات فجائية في كل أوقات الصلاة، كما دعا الأئمة إلى تخفيف الضغط عن زملائهم من خلال إقناع المواطنين بضرورة الالتزام بالتعليمات في الأحياء والمواقع، التي لم تفتح بها المساجد.
ونبه مدير الشؤون الدينية والأوقاف، لخضر فنيط، على الأئمة بضرورة تطبيق التعليمات والإجراءات، لاسيما ما تعلق منها بصلاة الجمعة، حيث قال إنه وفي حال تنظيمها بأي مسجد فإن السلطات ستقع في حرج كبير، مشيرا إلى أن هذا القرار اتخذ حفاظا على النفس وحماية للمصلين من الإصابة بالعدوى.
وتحدث إمام عن عدم قدرة المسجد الذي يؤمه على التعقيم في جميع الصلوات، كما تساءل عن كيفية إلزام المواطنين الذين يرفضون ارتداء الكمامات، فضلا عن كيفية التحكم في الدخول والخروج قبل وبعد الصلاة، إذ اعتبر أن الوقت ضيق جدا.
وأكد أئمة آخرون، أنهم شرعوا في جمع الكمامات والمعقمات ومواد التطهير من طرف المحسنين، حيث قال إمام أنه سيتم منح الكمامات لجميع المصلين الذين يلاحظ عدم ارتدائهم لها، فيما ذكر آخر، أن المحسنين والصيادلة تبرعوا بكميات معتبرة، في حين تم اقتناء حتى آلة تعقيم يتم من خلالها تطهير المسجد مرة واحدة في اليوم على الأقل، فيما طالب الأمين العام، المشرفين على المساجد التي لم تفتح، بإعداد تقارير حول وضعية كل مسجد وتقديمها لمديرية الشؤون الدينية، من أجل دراستها واتخاذ القرار المناسب بعد ذلك.
وشرع أئمة في حث المواطنين على الالتزام بالتدابير الوقائية داخل المساجد، حيث ذكر إمام مسجد عمار فيلالي بحي جبل الوحش، حمزة بلجدرة، أنه تم تنظيم حملة توعوية ميدانية بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية ببلدية حامة بوزيان، حيث تم من خلالها زيارة العديد من الأحياء والمؤسسات العمومية من أجل إبلاغ المواطنين بالتدابير الوقائية خلال أوقات الصلاة، مشيرا إلى أنهم لمسوا تجاوبا إيجابيا من طرف المواطنين.
وستعمل جمعية حماية البيئة والطبيعة، على تنظيم عمليات تعقيم لبعض المساجد مع توزيع مطويات وكمامات على المواطنين بمداخلها، بحسب ما أكده رئيس التنظيم عبد المجيد سبيح، حيث أشار إلى ضرورة احترام إجراءات التباعد الاجتماعي وتطبيق البرتوكول الصحي المعتمد.
وكان مدير الشؤون الدينية والأوقاف، قد أكد في تصريح للنصر أن منظمات المجتمع المدني ورؤساء الجمعيات والأحياء مدعوون إلى المشاركة في تأطير المساجد وتوعية المواطنين، لضمان عودة آمنة إلى بيوت الله.
لقمان/ق   

الرجوع إلى الأعلى