روبورتاج : صالح فرطـــاس

تمكن شباب الذرعان من انتزاع إحدى تأشيرات الصعود إلى وطني الهواة، عبر بوابة المجموعة الشرقية لبطولة ما بين الجهات، بعدما احتل الصف الخامس، متحديا المشاكل العويصة التي عاش على وقعها، والتي كانت قد وضعته قبل انطلاق الموسم على عتبة الشطب النهائي، لكن تحرك الطاقم المسير في الوقت بدل الضائع، كان كافيا لاحتواء الوضع، لتكون الخاتمة بانقلاب الموازين، وتحوّل المخاوف من «كابوس» الانسحاب النهائي إلى فرحة بالصعود.

هذا الانجاز يعد خطوة إضافية، في رحلة بحث شباب الذرعان عن أمجاده الضائعة، لأن الفريق كان في منتصف العشرية الفارطة، قد صعد إلى الوطني الثاني، وتجربته مع «الكبار» لم تدم سوى سنتين، ليكون بعدها السقوط الحر، بداية من صائفة 2008، وقد بلغ عتبة الشطب النهائي، سيما بعد أن أخذ المنحنى ريتما تنازليا، بالتدحرج إلى الجهوي الثاني، وهو الانهيار الذي أفقد أبناء «موندوفيل» الأمل في رؤية فريقهم يعود إلى الواجهة من جديد، على اعتبار أن الشباب ظل عاجزا عن تحقيق الصعود إلى الجهوي الأول على مدار 6 سنوات متتالية، ثم كانت الانتفاضة بتحقيق الصعود مرتين متتاليتين، ليعود القطار «الأحمر» إلى قسم ما بين الرابطات في جوان 2018.
نجاح شباب الذرعان، في حجز مقعد ضمن «كوطة» الصاعدين إلى وطني الهواة، لا يحجب الرؤية عن المشاكل العويصة التي مر بها، لأن الإشكال الإداري يبقى قائما إلى إشعار آخر، والرصيد البنكي تحت رحمة التجميد، مع طفو صراع للطاقم المسير الحالي مع الرئيس السابق، بخصوص الحصيلة المالية للسداسي الأول من سنة 2018، والذي بلغ أروقة المحاكم، لكن الرئيس الجديد بوسلبة أصر على ضرورة استغلال فرصة العمر، بتوفير الأجواء الكفيلة بتحفيز اللاعبين على تجسيد حلم الصعود، وتحدي المشاكل الكبيرة التي عايشوها، خاصة ما يتعلق بقضية المستحقات العالقة.
واللافت للانتباه، أن الشباب استمد أمل الصعود من روح المجموعة، لأن التعداد كان محدودا، والمدرب رواس وصف الصعود بالمعجزة، لكن وقفة الأنصار مع الفريق في النصف الثاني من البطولة، أعطت دفعا آخر للاعبين، لأن مدرجات ملعب الشهيد نايلي عمار استعادت الحيوية التي افتقدتها لأزيد من عشرية من الزمن، بعد عودة علاقة الود بين الأنصار وفريقهم، لتكون ثمار ذلك تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، عبّدت الطريق أمام التشكيلة لتسلق سلم الترتيب بخطوات ثابتة، والارتقاء إلى الصف الخامس، مما مكّن أبناء «موندوفيل» من تجسيد حلم الصعود إلى الوطني الثالث بعد 12 سنة، من السقوط من الوطني الثاني، ولو أن هذا الإنجاز لا يعني بأن الرؤية بخصوص مستقبل الفريق واضحة، في ظل تواصل المشاكل الإدارية، وطرحها على مستوى المحاكم، في الوقت الذي لاحت فيه مؤشرات ظهور «مشتلة» جديدة في الأفق، بنجاح تشكيلة الأشبال في بلوغ المربع الذهبي لمنافسة كأس الجزائر.                          ص/ ف

التعداد الكامل للفريق لموسم 2019/ 2020
حراس المرمى
 حسان جعفري – رمزي كحل الراس –  مهند رزايقية
الدفاع:
زكرياء بلقاسم – عبد المجيد نايلي – حمزة صياد – أحمد حمدي – شعبان ظافري– أحمد صايفي  إسلام صاولي ـ صالح العابد
وسط الميدان:
بلقاسم ساكر – طارق بوشهدة – أحمد جوامع – جمال الدين لحلاح ـ محمد عشاري
الهجوم:
 وليد عبد النوري – علاء الدين مخالفة ـ أشرف بومدريس – أيمن غناي – وسيم ليتيم –  سليمان بن عميرة.
رئيس النادي: ناصر بوسلبة
المدرب الرئيسي: رفيق رواس
مدرب الحراس: وليد حجو
الكاتب العام: بوزيد باسط
طبيب الفريق: بلال طالبي
المسيرون: طارق قرفة ـ رضوان رقاد ـ العيد عبادلية ـ هشام نانو ـ إسماعيل شلالي ـ شوقي مشنتل ـ لطفي قواسمية ـ ديبس عبد القادر ـ هيثم بوعناني ـ عمار حمدي ـ عبد الرزاق برابح.

رئيس النادي ناصر بوسلبة: لا خوف على الشباب في وطني الهواة


*ما تعليقكم على الكيفية، التي انتزع بها الفريق إحدى تأشيرات الصعود إلى وطني الهواة؟
الصعود كان الهدف الذي سطرناه قبل انطلاق الموسم، وذلك بالنظر إلى النظام الجديد للمنافسة الذي اعتمدته الفاف، رغم أن أمور الفريق كانت في البداية صعبة، بعدما اصطدمنا بجملة من المشاكل الإدارية، كادت أن تتسبب في الانسحاب نهائيا، بدليل أن التشكيلة لم تقم بتحضيرات تتماشى والطموحات، مما انعكس بصورة مباشرة على النتائج في الجولات الأولى، وقد انتظرنا إلى غاية «الخامسة» لتذوق طعم الانتصار، ومع ذلك فإننا نجحنا في التدارك، والفريق لم يخرج من كوكبة الأندية المعنية بالصعود إلا في حالات نادرة، وهذا ما يؤكد على أننا كنا متمسكين بالهدف الذي سطرناه، لأن الفشل في تجسيده يعني العودة إلى نقطة الصفر، بالسقوط إلى الجهوي الأول.
* لكن الانطلاقة الفعلية للفريق، كانت بعد التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية، وقدوم المدرب رواس؟
كما سبق وأن قلت، فإن فريقنا لم يقم بتحضيرات جادة، وذلك بسبب المشاكل الإدارية، التي اصطدمنا بها مع المكتب المسير، والمدرب عبد الرحمان طايف وجد نفسه مجبرا على إجراء اختبارات انتقائية، لضبط تعداد يضم 16 لاعبا، خاصة وأننا قررنا ترقية 6 عناصر من الأواسط، وهذه العوامل كان لها تأثير مباشر على النتائج المسجلة في البداية، كما أن الرزنامة لم تكن «رحيمة» بفريقنا، لأننا لعبنا 3 مقابلات خارج الديار في الجولات الأربع الأولى، والمشكل الذي كان مطروحا هو نقص الانضباط داخل المجموعة، ليكون قرار الإدارة باستقدام المدرب رواس على رأس العارضة الفنية، فكانت لمسته واضحة من جميع الجوانب، وهذا دون التقليل من العمل الكبير الذي قام به طايف.  
*إلا أن اللافت للانتباه أن اللاعبين كانوا قد قاموا بمقاطعة التدريبات في العديد من المرات، بسبب قضية المستحقات؟
هذه القضية لها علاقة مباشرة بالجانب المالي، لأننا بذلنا قصارى الجهود لتغطية مصاريف النادي من جميع الجوانب من المال الخاص، رفقة زميلي طارق قرفة، على اعتبار أن الفريق مازال يتخبط في مشاكل إدارية مع الرئيس السابق للنادي، والذي كان قد حجز الحساب البنكي، رغم أن القضية فيها الكثير من الغموض، على اعتبار أنه لم يقدم الحصيلة المالية للسداسي الأول من سنة 2018 عند استقالته، وخلال نفس الفترة، كان قد سحب مبلغا يقارب 1,2 مليار سنتيم، وديونه الشخصية المقيدة في حصيلة نهاية 2017 تقدر بمليار سنتيم، وهذا الملف يستوجب تدخل السلطات المحلية، خاصة مديرية الشباب والرياضة، سيما بعد طرحه في أروقة المحاكم، كما أن الجميع في الذرعان، يعلم بأنني كنت قد توليت تسيير الفريق في سبتمبر 2018 على رأس لجنة إنقاذ، بعدما كان الشباب يتواجد على عتبة الانسحاب النهائي، بسبب الأزمة الإدارية الخانقة التي عاش على وقعها، وعهدة «الديريكتوار» دامت 4 أشهر، قبل أن أتولى رئاسة النادي بعد تنظيم جمعية انتخابية، والتسيير بالاعتماد على الأموال الخاصة لعضوين من المكتب المسير ليس بالأمر الهيّن، لذا فإن مشكل المستحقات كان يطفو على السطح من حين لآخر، بسبب التأخر في تسديد الرواتب والمنح، لكننا في كل مرة ننجح في احتواء الأزمة، لأن المجموعة كانت تتفهم الظروف، وتضع دوما مصلحة الفريق فوق كل اعتبار.   
*في ظل هذه الظروف، كيف ترى مستقبل الفريق في قسم الهواة؟
مشكل الرصيد البنكي المجمد أرهقنا كثيرا، وحرمنا من استغلال حصة كبيرة من الإعانات المالية، التي رصدتها البلدية و"الديجياس" للنادي، والقضية لا تزال قيد النظر على مستوى المحاكم، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الديون الشخصية إلى أزيد من ملياري سنتيم، وعليه فإن الحديث عن مستقبل المكتب المسير الحالي، يبقى مرهونا بمخلفات هذه القضية، ويتزامن ذلك مع نهاية العهدة الأولمبية، حيث تبقى الانتخابات إجبارية، ولو أن شباب الذرعان له تقاليد في وطني الهواة، وعودته إلى هذا القسم بعد أزيد من عشرية من الزمن، كفيلة بتفعيل النشاط الرياضي في المدينة من جديد، سيما وأن الأنصار استعادوا الثقة في الفريق، وعادوا بقوة إلى المدرجات، وكان لهم دور كبير في الإنجاز المحقق، خاصة في اللقاءات الحاسمة في مرحلة الإياب، وهذا ما يدفعنا للحديث أيضا عن قضية الملعب، لأن مشروع المدرجات الجديدة يبقى متوقفا منذ سنوات، والمدرجات الحالية لم تعد كافية لاستيعاب عدد المناصرين، ومع ذلك فلا خوف على مستقبل الشباب في وطني الهواة، لأن سياسة العمل المنتهجة كانت مبنية بالأساس على الاهتمام أكثر بالأصناف الشبانية، والنادي أصبح يتوفر على خزان من المواهب الشابة، بدليل أن تشكيلة الأشبال بلغت الدور نصف النهائي، لمنافسة كأس الجزائر في إنجاز تاريخي يبعث على التفاؤل بخصوص المستقبل.
ص/ ف

مدرب الفريق رفيق رواس: الإنجاز المحقّق أشبه بالمعجزة


*كيف تقيّم مشوار الفريق هذا الموسم، خاصة وأنك استملت المشعل في منتصف مرحلة الذهاب؟
موافقتي على تدريب شباب الذرعان، كانت بنية المساهمة في إعادة هذا الفريق إلى الواجهة، بعد سنوات عديدة من المعاناة في الأقسام السفلى، خاصة وأن الفرصة كانت جد مواتية، بعد اعتماد نمط جديد للمنافسة، لأن علاقتي بالشباب تعود إلى مواسم سابقة، دربت فيها التشكيلة في مستويات أعلى، لكن الحقيقة الميدانية التي وجدتها عندما باشرت المهام صدمتني، على اعتبار أن المشاكل التي كانت تطفو على السطح مادية بحتة، فوجدت نفسي مرغما على التعامل مع الظروف الطارئة، التي عاشها الفريق من حين لآخر، في ظل مقاطعة اللاعبين للتدريبات بسبب مشكل المستحقات، ولو أن الأنصار كان لهم دور كبير في احتواء هذه الأزمة، وذلك بوقوفهم إلى جانب المجموعة في اللحظات الحرجة، خاصة في النصف الثاني من الموسم، حيث تحركت الإدارة أكثر، بالمقارنة مع ما كانت عليه في مرحلة الذهاب، فكان إصرار كل الأطراف على عدم تفويت الفرصة، وانتزاع إحدى تأشيرات الصعود كافيا لتجسيد الهدف المسطر.
*رغم هذه المشاكل، إلا أن الفريق احتل الصف الخامس، فكيف كان ذلك؟
شروعي في العمل كان بداية من الجولة السادسة، وقد شاءت الصدف أن تكون مباراتي الأولى أمام فريق السابق اتحاد الحجار، لكن ما ساعدني أكثر على العمل هو معرفتي الجيدة للاعبين، لأن هناك حوالي 12 عنصرا سبق لي وأن دربتهم في عدة فرق، وهذه المجموعة كانت تشكل النواة الأساسية للتعداد، لأن تركيبة الشباب هذا الموسم كانت محدودة، الأمر الذي حصر خياراتنا، غير أن روح المجموعة كان بمثابة كلمة السر في النجاح المحقق، حيث شكلنا فريقا منسجما ومتكاملا، تمكن من تجاوز النقائص المسجلة، وتحدي المشاكل العويصة التي كنا نصطدم بها أسبوعيا، رغم أن مستوى البطولة كان عاليا هذا الموسم، في وجود الكثير من الأندية التي كانت تتمسك بحظوظها في الصعود، بدليل أننا وجدنا صعوبات كبيرة في الفوز داخل الديار على كل من وفاق تبسة والقل، كما أننا انهزمنا في الذرعان أمام شباب هواري بومدين، وذلك التعثر كان درسا قاسيا استخصلنا منه العبر، لأنه أجبر اللاعبين والمسيرين على مراجعة حساباتهم، فكانت انطلاقة الفريق في مرحلة الإياب قوية جدا، بعدم التفريط في أي نقطة داخل القواعد، أمام أندية من كوكبة الصدارة، في صورة ترجي قالمة، نجم تازوقاغت وشباب عين ياقوت، ولولا التوقف الاضطراري للمنافسة، فإننا كنا قادرين على التقدم أكثر في سلم الترتيب، بالنظر إلى الرزنامة المتبقية .
*وماذا عن مستقبلك مع الفريق بعد تحقيق هذا الإنجاز؟
الحديث عن مستقبلي سابق لأوانه، لأن اللجنة المسيرة مازالت لم تعقد جمعيتها العامة، والرؤية مازالت غامضة بخصوص الوضعية الإدارية، كما أن فيروس كورونا حال دون تواصل المسيرين مع اللاعبين والطاقم الفني، من أجل تنظيم حفل تكريمي رمزي على شرف من ساهموا في تحقيق الصعود، لأن تشريح وضعية الشباب يجعل الإنجاز المحقق أشبه بالمعجزة، بالنظر إلى حدة المشاكل التي واجهناها، خاصة ما يتعلق بالجانب المادي، وانعكاسات ذلك على الأجواء السائدة داخل المجموعة، لكن المعطيات سارت نحو الأحسن في المواعيد الحاسمة، مما مكن الفريق من الظهور بوجهه الحقيقي في مرحلة الإياب، لأننا حرصنا على ضرورة احترام العقد المعنوي الذي يربطنا بالمسيرين والأنصار، مع بذل قصارى الجهود لتجسيد الهدف المسطر، دون التفكير في مستقبل أي طرف مع الفريق، لأن الغاية كانت ببلوغ وطني الهواة، على أن تبقى الكرة بشأن المستقبل في مرمى الطاقم المسير.
ص/ ف

الرجوع إلى الأعلى