أدانت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء سكيكدة يوم الخميس، شخصا يدعى (ب. ر) بجناية تهريب المهاجرين وأصدرت في حقه حكما بثلاث سنوات سجنا، بينما نطقت ببراءة ثلاثة آخرين، في حين التمس النائب العام تسليط عقوبة عشر سنوات للمتهمين الأربعة.
حيثيات القضية حسب ما جاء في قرار الاحالة، تعود إلى صائفة سنة 2008 عندما وردت معلومات إلى مصالح الأمن بولاية سكيكدة، تفيد بوجود شبكة إجرامية تقوم بتهريب المهاجرين بطريقة غير شرعية مقابل منفعة مالية وتعريض حياتهم للخطر، حيث تنشط عبر إقليم دائرة تمالوس امتدادا لبلدية سيدي سالم بعنابة ويقودها شخص يدعى (ب. ر) كان يقيم بعنابة ثم غير مكان إقامته لتمالوس.
وتم التوصل إلى زعيم الشبكة إثر تلقي مصالح الأمن بتاريخ 16 فيفري 2019 شكاوي من طرف كل من (ع. ح)، (س. ق) و(ب. ع) للتبليغ عن تعرضهم إلى عملية نصب واحتيال من طرف شخص يدعى (ر. ز) يقيم بدائرة تمالوس، حيث صرحوا بأنهم منحوه مبالغ مالية تتراوح بين 10 و12 مليون سنتيم مقابل مساعدتهم على الهجرة غير الشرعية عبر البحر، بحكم أنه يمارس نشاط تنظيم هذه الرحلات للشباب الراغب في «الحرقة»، غير أن رحلتهم فشلت ولم يرجع لهم أموالهم.
وكشفت تحقيقات الضبطية القضائية أن المتهم الرئيسي كان يستغل شاطئ وادي بيبي بتمالوس، نظرا للطبيعة الغابية للمنطقة التي تتسم بصعوبة تضاريسها وبعدها عن المراقبة الأمنية، في إخفاء قوارب الصيد والبنزين المخصص للرحلات، إضافة إلى معرفته الجيدة بالمنطقة بعد تحويل الشبكة لنشاطها من شاطئ سيدي سالم بعنابة إلى تمالوس بسبب الضغط الأمني المكثف والمراقبة الدورية لقوات الأمن المشتركة، وهو ما جعل المتهم يحرق قارب صيد بعد فشل رحلته الأخيرة.
وخلال المحاكمة اعترف المتهم الرئيسي (ر.ب) بتنظيمه رحلات الهجرة غير الشرعية مقابل أموال، مصرحا أنه كان يقيم بمدينة عنابة وتعرف خلالها على شخص عرض عليه فكرة تكوين شبكة لتهجير الشباب الراغب في «الحرقة»، ثم تعرف على شخص ثان يختص نشاطه في تصنيع قوارب الهجرة وقاموا بتنظيم عدة رحلات، آخرها لم تكتمل بسبب ثقوب وقعت بالقارب الذي تم تصنيعه بمدينة عين قشرة.
وصرح بقية المتهمين أنهم سلموا للمتهم الرئيسي مبالغ مالية واتفقوا على أن يكون شاطئ وادي بيبي بتمالوس، مكانا للانطلاق ولما وصلوا هناك في حدود الحادية عشرة ليلا ونصف، تقدمت منهم شاحنة من الحجم الصغير على متنها ثلاثة أشخاص قاموا بإنزال محرك القارب وبراميل البنزين، وأضافوا أنه حوالي منتصف الليل تقدم منظم الرحلة على متن شاحنة محملة بقارب صيد خشبي مرفوقا بشخص تبين أنه قائد الرحلة ويقيم بمدينة عنابة.
وجاء في تصريحات المتهمين أن الرحلة ضمت 17 شخصا جميعهم ينحدرون من ولاية سكيكدة، حيث استغرقت ساعتين قبل أن يقرر قائد الرحلة العودة بسبب اكتشافه وجود ثقب في القارب وبوصولهم إلى شاطئ الانطلاقة، اتصلوا بمنظم محاولة الهجرة من أجل استعادة أموالهم لكنه رفض.      
 كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى