أزمةُ كورونا توقف - هدر - العُملة الصعبة مؤقتا!
ستكون الأندية الجزائرية، مجبرة على إجراء التحضيرات التي تسبق الموسم الكروي الجديد بأرض الوطن، بسبب تواصل غلق الحدود الخارجية سواء البرية أو الجوية وحتى البحرية، بفعل القرار المتخذ من طرف السلطات العليا، حرصا منها على تفادي انتشار فيروس كورونا. وبعيدا عن العواقب الفنية، لهذه المستجدات التي فرضها تفشي فيروس كورونا في العالم ككل، فإن الشق الإيجابي سيكون دون شك ترشيد نفقات الأندية الجزائرية وخاصة المحترفة، وتجنب مواصلة «هدر» العملة الصعبة، نتيجة إقامة المعسكرات في مختلف البلدان المغاربية أو الأوروبية، مثلما جرت العادة كل صائفة.
وباشرت الأندية الترتيبات الخاصة بالعودة لأجواء التدريبات، منذ قرار وزارة الشباب والرياضة، بالسماح لعودة النشاطات الرياضية بدءا من الأحد القادم، مع وجوب الاحترام التام للبروتوكول الصحي، الذي أعدته اللجنة الطبية التي يترأسها الدكتور دامارجي، وهو ما سيعود بالفائدة بالدرجة الأولى على مراكز التدريب المحلية، وحتى الفنادق التي تتوفر على ملاعب للتدريبات، ومثلما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، لأنه حتى وإن أثرت أزمة كورونا بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، لكن من جهة ثانية، قد تكون نقطة تحول بخصوص توقف «هجرة» الأندية كل صائفة نحو الجارة تونس أو المغرب وحتى تركيا وفرنسا، من أجل إقامة تربصات تكلف الفرق مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة، وعلى سبيل المثال الفرق تدفع حوالي 35 ألف أورو، من أجل إقامة معسكر يمتد لأسبوعين بمركب المرادي بحمام بورقيبة.
وتعتبر الفترة الحالية، فرصة ذهبية للقائمين على المركبات التدريبية عبر مختلف الولايات، من أجل إعادة الاعتبار لها، ومحاولة تغيير الذهنيات لدى رؤساء الأندية، من أجل التعود على إقامة التربصات داخل أرض الوطن، سيما في ظل توفر عدة مراكز مقبولة، في شاكلة مدرسة «الباز» بسطيف ومركب «لالا ستي» بتلمسان، إلى جانب مركب تدريبات ولاية مستغانم و نظيره بعين تيموشنت، وأخيرا مركز تدريب ببسكرة، كما أن السلطات، وحتى مسؤولي الفاف باشروا إنشاء مراكز تكوين على مستوى مختلف مناطق البلاد، يمكن استعمالها مستقبلا من طرف الفرق المحلية، وهو ما يجنب تواصل «هدر» العملة الصعبة في الخارج، سيما في ظل الأزمة المالية، التي تعيشها جل الفرق نتيجة الظرف الصعب.
ويبقى الإشكال الوحيد حسب أهل الاختصاص، الذي جعل في وقت مسؤولي الأندية، يفضلون الوجهة الخارجية، توفر مراكز وملاعب التدريب من جودة عالية بدول الجوار، عكس ما هو متوفر ببلادنا،  إلى جانب وسائل الاسترجاع، إضافة إلى إمكانية برمجة لقاءات ودية، التي تعتبر أكثر من مهمة، من أجل ضمان أحسن تحضير لانطلاق الموسم الكروي الجديد.
ومثلما يقال، فإن الأزمة تلد الهمة، وقد تكون هذا الظرف الصحي محفزا لبدء استثمارات في قطاع الرياضة، من خلال إنشاء مراكز تدريب بمواصفات عالمية، تغني الفرق المحلية عن الوجهة الخارجية، ولما لا استقطاب أندية أجنبية للتربص مستقبلا، مثلما تفعل الجارة تونس التي تعرف قدوم فرق عديدة من الخليج، من أجل إقامة معسكرات استعدادا لانطلاق الموسم.
بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى