يجتاز،   بأم البواقي، 7 تلاميذ من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، شهادة البكالوريا لأول مرة، بعد  أن وفر لهم قطاع النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع مديرية التربية كل الظروف لإجراء  هذا الامتحان المصيري  في ظروف صحية استثنائية، و يطمح  التلاميذ السبعة، لتجاوز الصعوبات التي واجهتهم بسبب إعاقتهم للعبور نحو الجامعة، منها  إشكالية عدم وجود مرافق لهم داخل مركز الإجراء، يترجم  الأسئلة  بلغة الإشارة.
ممتحنات يطالبن بتسهيل الإدماج في الحياة المهنية
المترشحون السبعة بينهم 5 إناث منهم 4 داخليين مقيمين بمدرسة الأطفال المعاقين سمعيا، وتلميذة خارجية وتلميذين غير مقيمين بالمدرسة، أشاروا في لقائهم بالنصر عن طريق ترجمة من لغة الإشارة  قام بها مسؤول مصلحة البيداغوجية بالمدرسة نايلي ميهوب، بأنهم يدرسون في ظروف خاصة طيلة الموسم الدراسي، وكذا على مستوى حجرات خاصة داخل المؤسسات التربوية، غير أنهم يجدون أنفسهم يوم الامتحان، يجتازون بمعية التلاميذ الأصحاء وفي نفس الحجرات، مطالبين بضرورة معاملتهم بطريقة خاصة، والترخيص لمترجم للغة الإشارة، بالحضور لقاعة الامتحان وترجمة الأسئلة التي يمتحنون فيها، وأجمعت التلميذات الأربع  بأن إدماجهن ضمن مراكز الإجراء المخصصة لبقية التلاميذ يحد من فرص نجاحهن.

 المترشحات  وهن ليلى حفصة المنحدرة من فكيرينة وابتسام ساسي المقيمة بعين مليلة وشيماء لعموري القاطنة بمسكيانة إضافة إلى أميرة ياسمين خنفر المقيمة بتبسة، أكدن بأنهن تجتزن الشهادة لأول مرة، كونهن غير معيدات، واعتبرت التلميذات الأربع  بأن إعاقة الصمم هي أكبر عائق واجههن في مسارهن الدراسي، مطالبات بمبدأ تكافؤ الفرص لجميع المترشحين لشهادة البكالوريا، وكذا السماح لمترجم للغة الإشارة بمرافقتهن، وذهبت التلميذات   أبعد من ذلك، حين أكدن بأن حظوظ نجاحهن مقارنة بالتلاميذ الأصحاء قليلة جدا، مطالبات بفتح فرص إدماجهن في الحياة المهنية، في حال لم يوفقن في نيل شهادة البكالوريا.
* مسؤول مصلحة البيداغوجيا بمدرسة الصم والبكم نايلي ميهوب
مترجم لغة الإشارة يحضر في  شهادتي التعليم الأساسي والمتوسط ويغيب في  البكالوريا
يشير رئيس مصلحة البيداغوجيا بمدرسة الأطفال المعاقين سمعيا نايلي ميهوب في لقائه بالنصر، أن مترجم لغة الإشارة هو مرافق دائم للتلاميذ من فئة الصم البكم، سواء خلال امتحان مرحلة التعليم الابتدائي أو امتحان شهادة التعليم المتوسط، غير أنه يغيب عن امتحان شهادة البكالوريا، ويعتبر الإشكال الكبير الذي يواجه التلاميذ هو ترجمة الأسئلة إلى لغة الإشارة، والمرافق له دور هام في تبسيط الأسئلة، وغيابه في مرحلة شهادة التعليم المتوسط، ولّد صعوبة لدى التلاميذ في فهم الأسئلة.
 المتحدث الذي يتمحور دوره في تنظيم وتوفير ظروف جيدة للدراسة للتلاميذ على مستوى المدرسة، سواء خلال الموسم الدراسي أو خلال فترة إجراء امتحانات نهاية السنة،  أشار أن المدرسة تحصي 15 تلميذا في الطور المتوسط من مختلف بلديات الولاية، و 10 تلاميذ في الطور الثانوي إضافة إلى 7 تلاميذ في الطور النهائي معنيون بشهادة التعليم البكالوريا، واعتبر المتحدث بأن كل الظروف المتعلقة بإجراء الامتحان حسنة وكل الترتيبات اتخذت لصالح المترشحين السبعة، سواء من حيث المبيت أو الإطعام أو النقل خلال الأسبوع الذي يجتاز فيه التلاميذ امتحانات شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية، أما خلال العام الدراسي، فتتكفل المدرسة بالتلاميذ المستفيدين من النظام الداخلي وتخصص لهم مؤطرين ومربين ومعلمين وأساتذة و أخصائيين.
 ففي المجال التربوي يتم تحديد معلمين متخصصين في الإعاقة السمعية في الطورين الابتدائي والمتوسط. و قال  المتحدث بأن نسبة النجاح في شهادة التعليم الابتدائي بلغت 100 بالمائة وهي النسبة نفسها في شهادة التعليم المتوسط، مضيفا بأن النجاح بصفة كلية يكون بحكم الاتفاقية المبرمة بين وزارتي التضامن الوطني و التربية، أين ينجح التلاميذ عن طريق احتساب المعدلات الفصلية بغض النظر عن المعدل المتحصل عليه في الشهادة، في الوقت الذي لم يشمل البكالوريا هذا الإجراء، وعن كيفية تمدرس التلاميذ أضاف المتحدث بأن  عدد التلاميذ داخل القسم الخاص في الطور الثانوي بثانوية زغداني   قليل  ، ومع ذلك يبقى التدريس صعبا  لأنه يتم التلقين  بشكل فردي لكل تلميذ.
* مديرة مدرسة الأطفال المعاقين سمعيا بأم البواقي بوبيدي عجيبة
لمسنا في المترشحين العزيمة والرغبة
من جهتها مديرة مدرسة الأطفال المعاقين سمعيا بوبيدي عجيبة، أوضحت في تصريحها للنصر، بأن دورة هذا العام عرفت ترشح 7 تلاميذ تابعين للمدرسة يدرسون في القسم الخاص بثانوية زغداني بلقاسم بمدينة أم البواقي شعبة العلوم التجريبية، مبينة بأن الثانوية بها 3 أقسام خاصة، بينها قسم به 3 تلاميذ في السنة الأولى ثانوي وآخر  به 4 تلاميذ في السنة الثانية ثانوي وقسم ثالث به 7 تلاميذ معنيون بشهادة البكالوريا بينهم تلميذة من ولاية تبسة.
 وأضافت المتحدثة بأن المدرسة التي تسيرها كان طابعها ولوقت ليس ببعيد جهويا، وكان التلاميذ بولايات تبسة و خنشلة و قالمة وسوق أهراس و باتنة تابعون بيداغوجيا للمدرسة، وعن مشاركة تلاميذ فئة الصم البكم في شهادة البكالوريا، أوضحت بأنها المشاركة الثانية منذ أن فتحت المدرسة أبوابها سنة 1991، معتبرة بأن أم البواقي هي الولاية الوحيدة بين ولايات الشرق الجزائري التي فتحت أقساما خاصة بتلاميذ الطور الثانوي على مستوى مؤسسة تربوية.
 وعن وضع التلاميذ السبعة، أكدت المديرة بأنها التمست العزيمة والرغبة فيهم، غير أنهم اصطدموا ببعض الصعوبات، على غرار البرنامج الخاص بدورة شهادة البكالوريا،  و هو نفسه المخصص للأطفال العاديين، إضافة إلى مسألة المرافقة أثناء الامتحان، خاصة وأن التلاميذ يعتمدون على لغة الإشارة وسيلة أولى للتواصل، وفي المقابل أجوبتهم تكون عادية، وأشارت المتحدثة بأن المرافقة الخاصة بترجمة أسئلة المواد الممتحن فيها للغة الإشارة تتم بشكل عادي في الطورين الابتدائي و المتوسط، على عكس البكالوريا التي منع فيها المرافق من دخول قاعة الامتحان، وعن تعداد التلاميذ حاليا بالمؤسسة بينت بأن المدرسة بها قرابة 84 تلميذا من بينهم أزيد من 60 تلميذا في الطور الابتدائي والبقية في الطور المتوسط.
* مدير النشاط الاجتماعي مرّاد سليم
قطاع النشاط الاجتماعي وظف 15 أستاذا خصيصا لهذه الفئة
يكشف مدير النشاط الاجتماعي بأم البواقي مراد سليم، بأن قطاعه وفر جميع الظروف لفئة الصم البكم، وكذا لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة عبر مختلف المؤسسات التابعة للقطاع، كما أولت عناية خاصة هذه الأيام بالمترشحين السبعة لشهادة البكالوريا، من فئة الصم والبكم الذين يتوزعون على مراكز ثانوية فرحاتي حميدة وثانوية قوراري رحمان وكذا بمتوسطة الإخوة معرف، أين يجتازون امتحانات شهادة البكالوريا كلهم ضمن تخصص علوم تجريبية، وأكد المتحدث بأن المديرية سهرت على ضمان عملية مراجعة الدروس للمترشحين جميعهم مع التكفل بالقاطنين خارج إقليم مدينة أم البواقي، بضمان إيوائهم وإطعامهم بمدرسة الأطفال المعاقين سمعيا، كما سهر القطاع على تهيئة وتنظيف المرافق التي يستغلونها وتسخير المربين لمرافقتهم، في إطار بروتوكول صحي خاص.
مدير القطاع وفي رده على انشغالات المترشحين لشهادة البكالوريا من فئة الصم البكم، أكد بخصوص مسألة المرافق داخل قاعة الامتحان، بأن قطاعه راسل مديرية التربية في هذا الشأن وطرح القضية على مدير القطاع، أين تبين من خلال التواصل مع ممثل عن فرع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقة بأم البواقي، بأن الأمر ممنوع وأن المنع شامل حتى على مستوى ولايات أخرى،.
 وأضاف المتحدث بأن المنع جاء لأن المترشح يكتب و يقرأ، فلا حاجة لمترجم للأسئلة للغة الإشارة، أما بخصوص إدماج التلاميذ من هذه الفئة مع أقرانهم من التلاميذ الأصحاء، فأوضح المتحدث بأن الأقسام الخاصة التي استقبلت التلاميذ طيلة مسارهم الدراسي في الطور الثانوي، فتحت في الوسط التربوي العادي، حتى يتم إدماج التلاميذ بشكل تدريجي، وهو ما يعني بأنهم يمتحنون في الوسط العادي كذلك، وعن مسألة إدماجهم المهني في حال رسوبهم، فأضاف المسؤول الأول على قطاع النشاط الاجتماعي بأم البواقي، بأن أبواب مراكز التكوين المهني مفتوحة أمامهم، مضيفا بأن منشورا وزاريا مشتركا وقع بين وزارات التربية والتكوين المهني والصحة والتضامن الوطني، يحدد التدابير المتعلقة بالتكوين المهني للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية ومن بينها السمعية، كما يحرص على توجيه صاحب الإعاقة لنمط التكوين الملائم لإعاقته، على أن تعطى لهم الأولوية  في الإدماج  في الفروع العادية بكل مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين.
من جهة أخرى أشار المتحدث ذاته بأن قطاعه فتح هذا العام مسابقة لتوظيف أساتذة وتوجيههم للتكفل بالتلاميذ من فئة الصم البكم، أين تم توظيف 10 معلمين في الطور الابتدائي، بينهم 7 معلمين في اللغة العربية و3 آخرين في اللغة الفرنسية، وفي الطور الثاني، تم توظيف 5 أساتذة ضمن تخصصات مختلفة بينها الأدب العربي والفرنسية والرياضيات والعلوم الطبيعية و الفيزياء، و  الذين سيزاولون مهامهم على مستوى الأقسام الخاصة بثانوية زغداني بلقاسم.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى