أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر لن تشارك في الهرولة نحو التطبيع ولن تبارك هذا المسار، مجددا موقف الجزائر المبدئي من القضية الفلسطينية التي وصفها بالمقدسة والجوهرية للشعب الجزائري وقال إن حل هذه القضية لن يكون إلا بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
و يخرج تصريح الرئيس تبون الجزائر من دائرة التكهنات حول الدوّل العربية المعنية بالتطبيع، خصوصاً وأنّ تسريبات إعلاميّة أشارت في الفترة الأخيرة إلى وجود دوّل مغاربية على قائمة الدول العربية المعنية بهذا المسار. وجاءت تصريحات الرئيس في مقابلة مع وسائل إعلام بثها التلفزيون العمومي أمس ونشرت مقتطفات منها على صفحة ذات المؤسسة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.
من جهة أخرى تحدث رئيس الجمهورية، في ذات اللقاء عن موعد الدخول المدرسي المقبل. وقال الرئيس تبون، إن الدخول الاجتماعي المقبل في يد اللجنة العلمية وليس الحكومة. وأضاف رئيس الجمهورية “هذا القرار ليس سلطوي أو سياسي، نتشاور مع الهيئة العلمية وعلمائنا، على أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية القرار”.
قرار استئناف الدراسة ليس سياسيا بل هو بيد اللجنة العلمية
وأوضح الرئيس تبون، أن عدة دول قامت بفتح المدارس واستئناف الدروس، لكنها اضطرت إلى غلقها بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس وشدد رئيس الجمهورية، على أن الدولة اختارت الحفاظ على سلامة المواطنين، فيما فضلت بعض الدول استئناف الدروس وهو القرار الذي تسبب في تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة، وقال بأن السلطات العمومية فضلت عدم المغامرة وإعادة فتح المدارس.  
وتابع الرئيس تبون “إذا رأينا أننا نسير في العد التنازلي للإصابات، خاصة وأن بعض الولايات لم تسجل ولا حالة إصابة منذ أيام، يمكننا فتح المدارس في تلك المناطق، لتعمم تدريجيا إلى باقي الولايات”.
و جدد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التزام الدولة بمواصلة سياسة الدعم لفائدة المئات المعوزة ومحدودي الدخل وقال الرئيس تبون، خلال اللقاء الإعلامي الدوري، أن تخفيض التحويلات الاجتماعية لن يكون على حساب فئة المعوزين ومحدودي الدخل، مضيفا أن الدولة ستواصل دعم هذه الفئات.
 «لن أتسامح مع من يعطل مصالح المواطنين»
وتحدث الرئيس تبون عن المشاكل التي تواجه البلاد، وقال إن هناك العديد من المشاكل التي يتوجب التصدي لها، مضيفا أن الأمور ستحل تدريجيا، وتابع الرئيس قائلا «كنت أعلم أنني لن أجد الورد لكن الأمور تحل تدريجيا»، موضحا بأن البلاد تعاني من التقهقر في عدة مجالات.
ولم يخف الرئيس امتعاضه من المشاكل التي عرفتها الجزائر في الفترة الأخيرة والتي تسببت في تعطيل مصالح المواطنين، على غرار مشكل ضعف تدفق الانترنت، و قال الرئيس تبون : “تقهقرنا في عدة ميادين، وما حدث في مشكل الأنترنت، بالنسبة لي هذا شيء لا يشرفنا»، كون البلاد تسير نحو الاقتصاد الرقمي والتجارة الالكترونية والدفع الالكتروني، ولا يمكن الذهاب نحو هذا التوجه و استخدام هذه التكنولوجيات دون وجود الأنترنت.
وتابع الرئيس قائلا : «بعض مكاتب البريد تشهد طوابير طويلة ويقولون إن الانترنت مقطوعة... هذه الأمور لن أتسامح فيها قطعيا خاصة الأماكن التي يتوجه إليها الشعب».
   لا تضييق على حرية التعبير ولن نقبل
بالقذف والشتم
من جانب أخر، أكد رئيس الجمهورية أن الدولة لا تمارس التضييق على حرية التعبير  أو على الصحفيين، مضيفا أن القانون سيطبق ضد كل شخص يقوم بالقذف والشتم أو المساس بشخصية الآخرين .
و كشف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، أن هناك 180 جريدة يومية تصدر في الجزائر وتستفيد من الإشهار العمومي والورق المدعم، موضحا أن أغلب هذه الجرائد لا تدفع تكاليف الطبع لدى المطابع العمومية.
وفي رده على سؤال بخصوص حرية التعبير في الجزائر أكد رئيس الجمهورية إن الدولة لا تمارس التضييق على حرية التعبير أو على عمل الصحفيين، مضيفا أن القانون سيطبق ضد كل شخص يقوم بالقذف والشتم ونشر الأخبار الكاذبة.
   مواقف الجزائر ثابتة إزاء القضية الفلسطينية
في الشأن الدولي، أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، إن القضية الفلسطينية ” قضية مقدسة وجوهرية بالنسبة لنا و للشعب الجزائري “، مضيفا أنه “لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية إلا بقيام الدولة الفلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف “.
وتحدث رئيس الجمهورية خلال لقائه مع بعض مسؤولي وسائل الاعلام عن اتفاقيات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي التي وقعتها دول عربية، وقال ” إن هناك نوع من الهرولة للتطبيع ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها”، مؤكدا  “إن مفتاح السلم في الشرق الأوسط هو حل القضية الفلسطينية و إعلان قيام الدولة الفلسطينية رسميا “.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى