أكد الفيلسوف وعالم اللغويات الأمريكي، نعوم تشومسكي، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب "يحتقر" القانون الدولي وحقوق الإنسان، بقراره الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية التي احتلتها عسكريا منذ 45 عاما.

وجاء تصريح تشومسكي، خلال فعاليات الطبعة الرابعة عشر من لقاءات "أرتيفاريتي2020" للفنون وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية - التي انعقدت على عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد-، حيث قال إن، ترامب "كشف مرة أخرى ازدرائه للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية، من خلال الاعتراف الرسمي لاحتلال إجرامي ووحشي على الصحراء الغربية، وجعل الولايات المتحدة أول دولة تفعل ذلك".

واعتبر عالم اللغويات والعالم السياسي الأمريكي - الذي يعتبر أهم المفكرين المعاصرين-، ما حدث للصحراء الغربية، "كان بوضوح هدية للمغرب، مقابل قبوله طلب ترامب الاعتراف باحتلال إسرائيل الإجرامي والوحشي لفلسطين، كما يكشف التناسق المروع وبوضوح كبير لحقد إدارته".

وشدد على أنه "من هذا المنطلق، فإن المجتمع الدولي مطالب بالاتحاد لتقديم دعم قوي لضحايا هذه السياسات القاسية التي تحيي الممارسات المخزية التي أساءت إلى التاريخ الغربي".

وكان تشومسكي، قد تحدث في وقت سابق عن مخيم "أكديم إزيك" الذي أقامه الصحراويون في أكتوبر عام 2010 بالقرب من مدينة العيون المحتلة، عاصمة الصحراء الغربية.

كما أعرب في نوفمبر 2014، خلال مؤتمر الندوة الأوروبية الـ39 المنعقدة آنذاك بالعاصمة الاسبانية مدريد، عن التزامه تجاه الشعب الصحراوي الذي كما قال "يكافح ببسالة من أجل تحريره منذ أربعين عامًا"، منددا بأعمال الاحتلال المغربي، واستمراره في الإفلات من العقاب عن جرائمه في الصحراء الغربية".

ويأتي تصريح نعوم تشومسكي، في وقت تتواصل فيه التنديدات بإعلان ترامب الأخير الذي لقي رفضا من قبل الأمم المتحدة بعد ساعات من صدوره، و من قوى عظمى، مثل روسيا - البلد العضو في مجلس الأمن-، وبريطانيا وكذلك جنوب افريقيا والاتحادين الإفريقي والأوروبي أيضا، وغيرهم من المنظمات الدولية التي حذرت في مجملها من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن هذا القرار الذي قد يعصف بالحل السلمي للنزاع في الصحراء الغربية، ويزيد من حدة التوتر وتهديد الأمن والاستقرار في منطقة شمال غرب إفريقيا و الساحل الافريقي.

الرجوع إلى الأعلى