صاحبت خسارة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية موجة من الجدل والتصريحات والقرارات العدوانية التي عرف بها منذ فوزه بعهدة رئاسية قبل  4 سنوات، حيث ورغم إعلان المحكمة العليا الأمريكية عن رفض دعوى إبطال النتائج إلى أنه صرح عبر تويتر أن « المعركة بدأت الآن».
ترامب الذي دخل البيت الأبيض بالجدل ما يزال إلى اليوم يثير جدلا واسعا في العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تسببت تصريحاته الأخيرة تعليقا على  نتائج  الانتخابات الرئاسية في هز صورة أعرق الديمقراطيات في العالم، لاسيما بعد محاولته بحسب وسائل إعلام عالمية، نقل  الصراع إلى الشارع.
أسهم ترامب بدأت تسقط وسط الشعب الأمريكي بعد التسيير الكارثي لجائحة كوورنا، حيث أبدى في البداية نكرانا و استهزاء كبيرا بالوباء الذي وصفه بالفيروس الصيني المفتعل، كما  لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات وقائية لمنع تفشي الفيروس بمختلف الولايات و أبدى ترامب رفضا قاطعا لغلق الاقتصاد و تطبيق إجراءات الحجر الصحي، لكن مقاومة بعض حكام الولايات واتخاذهم لقرارات مضادة لرؤية ترامب ساهم في تليين موقف الرئيس.
 وتراجعت شعبية ترامب بشكل كبير خلال فترة الجائحة وتصدر الولايات المتحدة لعدد الإصابات والوفيات في العام إلى الآن، كما تسبب تقارب ترامب نوعا ما مع أنصار اليمين المتطرف و عدم اتخاذه لموقف حاسم تجاه موت فلويد الأفروأمريكي على يد الشرطة، في احتجاجات عارمة في العديد من المدن الأمريكية الكبرى، وهو ما جعل مراكز سبر الآراء تتنبأ بسقوط مدو  لترامب في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، لاسيما بعد أن واجه المتظاهرين بالعنف.
و غير الكثير من الناخبين، توجهاتهم لصالح   بايدن بسبب حادثة القتل العنصري «للرجل ذو البشرة السوداء»، كما ارتكب أخطاء سياسية كبيرة كلفته خسارة الانتخابات ولعل أهمها تعرضه للسيناتور جون  ماكين و وصفه بالفاشل، وهو ما تسبب في خسارته  لولاية أريزونا خاصة وأن زوجة ماكين المحسوب على الجمهوريين  أيدت بايدن و دعت للتصويت له.
وصوت أنصار بايدن لتخوفهم من الوباء عبر البريد، في حين أن غالبية الجمهوريين صوتوا بالطريقة التقليدية لتظهر النتائج في البداية لصالح حملة «الحمار» الجمهوري غير أن النتائج انقلبت لصالح «الفيل الديمقراطي» بعد فرز أصوات البريد،  وهو ما لم يتقبله ترامب  بعد الفرز و الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات.
و توجه ترامب ومحاميه  الشهير جولياني، لرفع دعاوى قضائية لإلغاء العديد من الأصوات ما اعتبره متابعون أمرا جد صعب لسبب وحيد وهو أن إدارة ترامب لم تقدم أي دليل يثبت وجود تزوير لتسقط كل الدعاوى القضائية على مستوى المحكمة الأمريكية العليا.
وجدد ترامب في تغريدات عبر موقع تويتر، الذي سبق وأن اتهمه بالتحيز، رفضه لأحكام المحكمة الأميركية العليا برفض دعوى إبطال نتائج الانتخابات الرئاسية في 4 ولايات مختلفة ويتعلق الأمر بنسفالنيا وميشيغان وجورجيا وويسكونسن»  في حين تظاهر أنصاره في واشنطن مطالبين بولاية ثانية له، مرددين شعارات ينددون فيها بتزوير الانتخابات، التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.
وما يزال ترامب يثير الجدل في قرارته خلال ما تبقى له من أيام قليلة قبل تسليم السلطة رسميا في 20 جانفي المقبل، حيث أثار تصريحه بأحقية المغرب بالصحراء الغربية استنكار هيئة الأمم المتحدة التي ما تزال متشبثة بالقرار الأممي بحق الشعب الصحرواي في تقرير مصيره.
لقمان قوادري

الرجوع إلى الأعلى