تتجه أنظار المتتبعين لبطولة الرابطة المحترفة ظهيرة اليوم، صوب ملعب 8 ماي بسطيف، الذي سيكون مسرحا لقمة الجولة العاشرة، والتي تضع الرائد الحالي وفاق سطيف أمام واحد من أصعب الاختبارات، وذلك عند استقباله أولمبي المدية، في قمة يبقى القاسم المشترك فيها سعي كل طرف لتأكيد النوايا، مع حيازة «النسر الأسود» على أفضلية نسبية لكسب الرهان، الأمر الذي قد يسمح به بمواصلة التحليق عاليا، وتعميق الفارق الذي يفصله عن أقرب الملاحقين.
معطيات هذه القمة، تنطلق من «الفورمة» العالية التي يتواجد فيها أولمبي المدية، بدليل نجاحه في إحراز خمسة انتصارات متتالية، ثلاثة منها كانت خارج الديار، وبثلاثية، أمام كل من إتحاد الجزائر، نجم مقرة وجمعية عين مليلة، وهي «ديناميكية» تؤكد على أن أبناء «التيطري»، يجيدون التفاوض في سفرياتهم دون عقدة، الأمر الذي يضع تشكيلة المدرب حجار أمام أصعب اختبار للتأكيد، وذلك بحط الرحال في سطيف لملاقاة الوفاق المحلي، في الوقت الذي يبقى فيه أصحاب الضيافة يعانون نسبيا من فقدان الثقة في النفس بملعبهم، سيما وأن تشكيلة الكوكي أهدرت 5 نقاط بسطيف، مقابل نجاحها في الحصول على العلامة الكاملة خارج الديار، وبالتالي فإن «السطايفية»، سيعملون على ضرب عدن عصافير بحجر واحد، من خلال وقف زحف أولمبي المدية وفك العقدة، التي ظلت تلازمهم في معقلهم، مع إمكانية توسيع الهوة عن أقرب المطاردين.
ولعّل ما يرجح كفة وفاق سطيف، لتعميق الفارق تواجد الوصيف فريق مولودية الجزائر على صفيح ساخن بتلمسان، عند النزول في ضيافة الوداد المحلي، في مقابلة تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، لأن المولودية تبقى مطالبة بنتيجة إيجابية لتمرير الإسفنجة على تعثرها الأخير داخل القواعد، وبالمرة مواصلة المشوار دون هزيمة، مع السعي لتكرار «سيناريو» السفريات» الناجحة صوب القاعدة الغربية لثالث مرة هذا الموسم، عقب العودة بالزاد كاملا من بلعباس وغيليزان في الجولات الفارطة، لكن المأمورية لن تكون سهلة أمام منافس استعادة توازنه تدريجيا، بفضل الانتصار، الذي أحرزه في الجولة الماضية، فضلا عن سعي المدرب الجديد بن شاذلي لتدشين مسيرته مع «الزيانيين» بفوز، تكون له انعكاسات إيجابية على معنويات المجموعة.
على صعيد آخر، فإن باقي المباريات تضع أغلب أندية القاعدة الشرقية أمام امتحانات عسيرة، الأمر الذي يصعب عليها مهمة تدارك ما ضاع في الجولات المنصرمة، وهو الطرح الذي ينطبق على شباب قسنطينة، الذي سيقوم بدورية طويلة وشاقة صوب القاعدة الجنوبية لمواجهة شبيبة الساورة، في مقابلة تصب كلها حساباتها الأولية في رصيد الشبيبة لكسب الرهان، والتعميق من جراح السنافر، كما سيخوض نجم مقرة اختبارا صعبا عند استقبال شبيبة القبائل، ورحلة بحث «المقراوية» عن الانتصار الثاني متواصلة منذ الجولة الثانية، لكن المهمة في غاية التعقيد، مادام «الكناري»، متعود على التمرد على عامل الأرض.
إلى ذلك، فإن إتحاد بسكرة يتواجد في رواق جيد، لتذوق نشوة الانتصار لثاني مرة هذا الموسم، وطي صفحة الجولات الثمانية العجاف، لأن استضافة أهلي البرج تعد فرصة مواتية، لوضع نقطة النهاية لسلسلة التعثرات، على اعتبار أن «البرايجية» مازالوا يتخبطون في أزمة داخلية، كلفت الفريق تلقي 7 هزائم متتالية، بينما تسعى شبيبة سكيكدة لاستغلال فرصة استقبال نصر حسين داي لتدعيم الرصيد، في مقابلة تعد بمثابة فرصة الحظ الأخير للمدرب افتيسان، في الوقت الذي ستخوض فيه جمعية عين مليلة، مقابلة «مفخخة» أمام الضيف سريع غيليزان، وأعين «لاصام» على فوز تؤكد به النتيجة المحققة في الجولة المنصرمة.
من جهة أخرى، يبقى شباب بلوزداد مرشحا للخروج من هذه المحطة، بانتصار يسمح له بمواصلة المشوار دون هزيمة، بالنظر إلى معاناة الضيف اتحاد بلعباس، في حين تتواجد مولودية وهران على المحك، بتنشيطها قمة تقليدية بملعب عمر حمادي، كون أبناء «سوسطارة» عادوا بقوة إلى الواجهة، مما سيصعب من مأمورية «الحمراوة»، في إنهاء الربع الأول من الموسم دون تذوق مرارة الهزيمة، ولو أنهم كانوا قد نجحوا في إحراز تعادلات بنفس النتيجة، في ثلاث سفريات سابقة إلى العاصمة.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى