فتح قرار لجنة الحوكمة التابعة للإتحاد الدولي، والقاضي برفض ملف ترشح خير الدين زطشي لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، الباب على مصراعيه بخصوص مستقبل رئاسة الإتحاد الجزائري لكرة القدم، لأن الكشف عن عقوبتين سابقتين، واحدة قارية والأخرى محلية،  كان زطشي قد تعرض لهما، كفيل بقطع الطريق أمامه نحو الظفر بعهدة ثانية، في ظل تجريده من حق الترشح لخلافة نفسه، في الوقت الذي استغلت فيه أطراف كانت محسوبة على الجناح «المعارض» الوضع، وسارعت للإعلان عن نواياها الجادة في دخول معترك الانتخابات، بنية انتزاع كرسي الزعامة في قصر دالي إبراهيم.
كشف بعض الأسماء عن نوايا الترشح، وفي مقدمتهم محفوظ قرباج الرئيس السابق للرابطة المحترفة لكرة القدم ووليد صادي عضو مجلس إدارة وفاق سطيف الجديد وأمين العبدي المسير بنادي بارادو وأخيرا مراد لحلو الوجه البارز في محيط النصرية يبقى مجرد تلويح، لأن ترسيم الأمور يبقى معلقا إلى ما بعد الجمعية العامة العادية، والوزارة كانت قد حددت الفترة الممتدة ما بين 20 مارس و15 أفريل القادمين، كمهلة للاتحاديات الوطنية من أجل عقد دورتها العادية والانتخابية، تحسبا لعهدة أولمبية جديدة، على أن لا تتعدى الفترة بين الدورتين 15 يوما، مما يعني بأن الحديث عن ترسيم الترشيحات لن يكون قبل حلول شهر أفريل 2021.
صادي.. النسخة المنقحة لروراوة
كشف وليد صادي عن نيته في الترشح لرئاسة الفاف، وهو الذي سجل عودته إلى الساحة الرياضية عبر بوابة مجلس إدارة وفاق سطيف، وأكد بأن الكشف عن رغبته في الترشح، يعود بالدرجة الأولى إلى الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنظومة الكروية الوطنية، لأنني ـ كما صرح ـ  «من أسرة كرة القدم الجزائرية، والكثير من الأطراف الفاعلة طلبت مني الترشح لرئاسة الإتحادية».
صادي، الذي سبق له شغل منصب «مناجير» المنتخب في عهد روراوة، أقر بصعوبة الظرف الحالي، إلا أنني ـ على حد قوله ـ « أسعى للمحافظة على المكاسب المحققة، خاصة ما حققه المنتخب الوطني بقيادة بلماضي، وسأعمل على رفع تحديات جديدة، بأبعاد عالمية، من خلال تحقيق المزيد من الانجازات».
وذهب صادي إلى التأكيد، على أن التنسيق مع كل الأطراف الفاعلة يبقى من المعالم الأساسية لخارطة الطريق التي يعتزم انتهاجها، سعيا لأخلقة الممارسة الكروية وكذا الإرتقاء بالتكوين على جميع الأصعدة، حتى تكون لهذه السياسة انعكاسات إيجابية على المنتخبات الشبانية، وكذا سير المنافسة في الأقسام السفلى.
قرباج بثوب المصلح
دخل الرئيس السابق للرابطة المحترفة محفوظ قرباج على الخط، وأعلن عن نيته الجادة في الترشح لرئاسة الإتحادية، ولو أنه وجه موجة من الانتقادات اللاذعة للرئيس الحالي زطشي، وأكد بأنه سيعمل على إصلاح ما أفسده المكتب الفيدرالي الحالي على مدار عهدة كاملة، لأننا ـ كما قال ـ « سمعنا الكثير عن التكوين، إلا أن ذلك ظل مجرد حبر على ورق، في الوقت الذي كانت فيه فضيحة النمط الحالي للمنافسة، بمثابة النقطة السوداء التي لا يمكن التخلص من آثارها السلبية بين عشية وضحاها».
وأبدى قرباح تحمسه الكبير لخوض معترك الانتخابات مع الرئيس الحالي للفاف، لكن ـ كما قال ـ « إذا ما كان زطشي يستوفي شروط الترشح، لأن عهد تعيين رؤساء الإتحادية قد ولى، والصندوق هو الفيصل في هذا المنصب».
العبدي ورقة زطشي الأخيرة !
إذا كان صادي وقرباج يرتديان قبعة «المعارضة» بالنسبة لزطشي، كونهما من المحسوبين على جناح الرئيس السابق للفاف محمد رورواة، مما يوحي بإمكانية «التحالف» ودخول الانتخابات بقائمة موحدة، فإن نهاية عهد زطشي ارتسمت بعد قضية ملف ترشحه لعضوية الفيفا، وما انجرت عنها من مخلفات، كشفت تفاصيل «الشرعية» وفقدانه حق الترشح على جميع الأصعدة، وعليه فإن أمين العبدي، أحد أكبر المقربين من زطشي أعرب بدوره عن نواياه في خوض مغامرة الترشح لرئاسة الإتحادية، وهو الذي يشغل حاليا منصب مساعد «مناجير» في المنتخبات الوطنية، وترشحه سيكون بالحصول على تفويض من نادي بارادو، في رحلة البحث عن احتفاظ جناح «الباك» بمنصب الزعامة في قصر دالي إبراهيم، وذلك بتسليم زطشي مشعل خلافته لتلميذه العبدي، بينما يبقى الحديث عن ترشح مراد لحلو بمثابة الأمر الروتيني، لأن هذه «الأسطوانة» تسجل حضورها في كل دورة انتخابية، لكن لحلو يفضل في نهاية المطاف الإنسحاب، فضلا عن رفض ملفه في أغلب الأحيان بسبب عدم إتمام الوثائق المطلوبة.
«المناصب الحساسة» مستعصية بسبب الصراعات
يعتبر قرار لجنة الحوكمة ضربة موجعة للكرة الجزائرية، التي لم يشفع لها الانجاز الذي حققه الخضر في صائفة 2019، عند التتويج باللقب الإفريقي في الأراضي المصرية، في كسب مكانة تتماشى وقيمة هذا الإنجاز وتليق بمقامها على الصعيدين القاري والعالمي، لأن البلد الذي يتسيّد القارة «كرويا» يبقى شبه غائب عن الهيئة المشرفة على تسيير الشأن الكروي في إفريقيا، بدليل أن تمثيله مقتصر على بعض المناصب «المجهرية» في عضوية اللجان الدائمة، بينما تبقى المناصب «الحساسة» في المكتب التنفيذي، بمثابة «الحلم» الذي يتطلب تجسيده الميداني المرور عبر مراحل أشبه بالمعجزة، لأن هذه المناصب تستوجب مسايرة «الريتم» المفروض من طرف أصحاب «الحل والربط» في القارة السمراء، وزطشي فضل طيلة عهدته السباحة عكس التيار، وحمل راية «المنتقد» لجميع الهيئات، سواء الكاف أو «لوناف»، قبل أن يفاجئ المتتبعين بدخوله مباشرة سباق عضوية الفيفا، فكانت النتيجة «كارثية»، بتلقيه ضربة ثالثة، كانت «قاضية» على أحلامه، بعد تلك التي استهل بها مسيرته، إثر  رفض ملف ترشح بشير ولد زميرلي، بسبب إيداع الملف بعد انقضاء الآجال القانونية، والثانية كانت بخسارة عمار بهلول الرهان، في انتخابات عضوية الكاف أمام الليبي عبد الحكيم الشلماني، ليخرج زطشي عبر أضيق الأبواب، بعد ارتكابه خطأ «إداريا» في ملف ترشحه للفيفا.
ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى