كان قرار الحكومة، أمس، برفع الحجر الكلي عن ولاية عنابة، الخبر الأكثر تداولا عبر منصة التواصل الاجتماعي لدى العنابيين، الذين لم يصدقوا الخبر في البداية و اعتبروه مزحة، بعد 10 أشهر بين الحجر الكلي و الجزئي و تحديد ممارسة بعض الأنشطة في مواقيت معينة، لأول مرة يرفع الحجر عن عنابة منذ بداية تطبيق الإجراءات الوقائية بسبب تفشي وباء كورونا.
النصر نزلت إلى الشارع و استطلعت أراء بعض المواطنين، حيث كانت تعابير الفرحة بهذا القرار بادية على أوجه العديد منهم بعد أشهر من المنع، حيث عبروا عن سعادتهم البالغة بالعودة إلى الحياة الطبيعية، مثل حرية التنقل دون تحديد توقيت معين للعودة إلى البيت، خاصة و أن عنابة مدينة سياحية، ألف سكانها الجولات الليلية على الكورنيش، بحيث أصبح المكوث لساعة متأخرة مقابل شاطئ البحر بمثابة الحلم.
و رصت النصر يوم الجمعة في حدود الساعة السابعة، ازدحاما كبيرا و طوابير عبر طريق الشريط الساحلي، بحيث امتددت طوابير السيارات على مسافة 3 كلم، محاولين العودة إلى منازلهم قبل الساعة الثامنة موعد تطبيق الحجر و عدم تعرضهم لغرامات مالية.
من جهتهم التجار و أصحاب المحلات، استقبلوا قرار رفع الحجر بارتياح كبير، معلقين آمالا في استرجاع جزء من نشاطهم المعهود، بعد أن لحقت بهم خسائر فادحة، وصلت ببعضهم إلى حد الإفلاس و إغلاق محلاتهم، خاصة في مجال المطاعم، جراء تحديد أوقات النشاط و الترخيص بالبيع عن طريق الحمل و منع استخدام الطاولات و الكراسي.
ولاية عنابة فقدت حركيتها من جراء وباء كورونا، باعتبارها قطبا سياحيا و خدماتيا بشرق البلاد، بحيث لم يرفع عنها الحجر اطلاقا في الأشهر الماضية، باستثناء تعديل في التوقيت بعد فتح الشواطئ منتصف شهر أوت و السماح بالاستجمام إلى غاية 11 ليلا و مع انقضاء موسم الاصطياف و ارتفاع عدد الإصابات، تم تقليص توقيت الحجر إلى غاية الثامنة ليلا و بهذا ستدخل عنابة بداية من اليوم، لأول مرة ضمن الولايات غير المعنية بالحجر المنزلي.و استنادا لقرار الحكومة، فإنه و رغم رفع الحجر المنزلي، فقد تم تمديد تحديد أنشطة الـمقاهي و الـمطاعم و محلات الأكل السريع على البيع الـمحمول فقط، مع تمديد التدابير المطبقة على الأسواق العادية و الأسواق الأسبوعية، المتعلقة بنظام الرقابة من قبل الـمصالح المختصة للتحقق من الالتزام بتدابير الوقاية و الحماية و كذا تطبيق العقوبات المنصوص عليها في التنظيم الـمعمول به ضد الـمخالفين، بالإضافة إلى تمديد إجراء منع كل تجمعات الأشخاص مهما كان نوعها و الاجتماعات العائلية و لاسيما حفلات الزواج و الختان و غيرها من الأحداث مثل التجمعات على مستوى الـمقابر.
و في سياق متصل، أوقفت مصالح أمن ولاية عنابة خلال الأسبوع الأخير، 703 أشخاص و وضع 149 مركبة و دراجتين  ناريتين بالمحشر، لمخالفة القرارات و التدابير الاحترازية المتخذة لمجابهة وباء فيروس كورونا، حيث أنه و من بين الأشخاص الموقوفين، 229 شخصا محل مخالفة عدم إرتداء القناع الواقي.  و جاء قرار رفع الحجر الكلي على ولاية عنابة، بعد تسجيل تراجع كبير في حالات الإصابة و الوفيات، بفضل وعي المواطنين و التقيد بالإجراءات الوقائية، ما سمح بتوفير أسرة الاستقبال و الإنعاش بنسبة 80 بالمائة، فيما انخفض عدد الوفيات من 9 حالات إلى صفر حالة في اليوم.
و مع وصول لقاح فيروس كورونا، أول أمس، و الشروع في التلقيح من ولاية البليدة، وضعت ولاية عنابة جميع الترتيبات البشرية و المادية و التنظيمية، حسب مدير الصحة، عبر الناصر دعماش، من أجل تسهيل تلقي المواطنين اللقاح في ظروف مناسبة. حيث تم تحديد الفئات المعنية بتلقي اللقاح المقدر عددهم بـ 139 ألفا، حيث مُنحت الأولوية للأطقم الطبية و كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة.
كما قامت اللجنة الولائية المنصبة للإشراف على عملية التلقيح، وفقا للمصدر، بإحصاء أماكن استقبال المواطنين من أجل إجراء التلقيح، فيما تم تحديد 66 نقطة للتلقيح، إلى جانب استغلال مرافق قطاع الشباب و الرياضة و كذا الثقافة، في حال تسجيل الاكتظاظ على المراكز الصحية و الاستشفائية.
و أكد دعماش، على أن مصالح الولاية وضعت مخططا لنقل و حفظ اللقاح على مستوى غرفة تبريد خاصة تصل درجة التبريد فيها إلى 20 درجة تحت الصفر، موزعة عبر كامل تراب الولاية، كما سيساهم قطاع الفلاحة بغرف التبريد المخصصة لحفظ السلع، سيتم وضعها تحت تصرف مديرية الصحة، بحيث يصل العدد الإجمالي لوحدات التبريد، إلى 64 وحدة.                  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى