استلمت الجزائر، أمس، 50 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا وهي أول شحنة من اللقاح الأنجلو- سويدي الذي يعد اللقاح الثاني الذي تطلبه البلاد في إطار إستراتيجيتها الرامية إلى مكافحة وباء كوفيد – 19، وأكد الناطق باسم لجنة رصد فيروس كورونا، الدكتور فورار، بأن شحنات اللقاح ستصل تدريجيا إلى الجزائر عبر المطارات، في الوقت الذي بدأت بعض الولايات عمليات التلقيح التي شملت أفراد السلك الطبي والجهات النظامية والمسنين وكذا المرضى المزمنين.
أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية لمتابعة كورونا، الدكتور جمال فورار، أن “الجزائر وضعت كل إمكانياتها من أجل اقتناء اللقاح، للقضاء على وباء كورونا”. وأضاف المتحدث، على هامش وصول شحنة لقاح “استرازينيكا” البريطاني، أن هناك لقاحات أخرى ستدخل الجزائر باستمرار عبر مطاراتها. مشيرا إلى إن هناك دول تعاني كثيرا من الوباء لكن لم تستطع اقتناء اللقاح.
وأوضح فورار أن استلام الشحنة جاء تطبيقا لبرنامج وزارة الصحة، مؤكدا أن الإستراتيجية متواصلة لغاية بلوغ التلقيح الشامل. وأوضح فورار أن اللقاحات سيتم نقلها لمعهد باستور ليباشر بدوره توزيعها عبر الولايات من أجل انطلاق كل الولايات في عملية التلقيح الوطنية، موضحا أنه تم مباشرة استلام الولايات للقاح بداية من الاثنين. وأكد فورار أن جل اللقاحات العشرة الحالية ستكون معتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية، حيث بلغت نسبة فعالية استرازينيكا 95 بالمائة، و92 بالنسبة لسبوتنيك وفعالية بنسبة 100 بالمائة بالنسبة للحالات المتفاقمة. كما أبرز أن برنامج استيراد اللقاحات متواصل بخصوص سبوتنيك وكذا أسترازنيكا، مضيفا أن كل الدول تعاني في ظل حجم الطلب الكبير، إلا أن الجزائر سطرت برنامجا من أجل توفير تدريجي للجرعات لتتواصل الحملة على مدار عدة أشهر. وكانت الشحنة الأولى من اللقاح الأنجلو-سويدي «استرازينيكا» قد وصلت أمس إلى مطار هواري بومدين الدولي، وتقدر بـ 50.000 جرعة من اللقاح الذي يعد اللقاح الثاني الذي تطلبه البلاد في اطار إستراتيجيتها الرامية إلى مكافحة وباء كوفيد- 19. وتضاف هذه الشحنة لتلك التي استلمت يوم الجمعة على مستوى مطار بوفاريك العسكري (البليدة)، والمتمثلة في 50.000 جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك V.
الولايات تتسلم حصصها من اللقاح وانطلاق عملية التطعيم
وشرع معهد باستور، أمس الاثنين، في توزيع اللقاحات على عدد من الولايات، فيما باشرت البعض منها في تلقيح الفئات المصنفة ضمن الفئات التي تصنف في خانة «الأولوية»، على غرار ولاية بومرداس التي  بدأت عملية التلقيح الوطنية ضد كوفيد 19، بمقر عيادة متعددة الخدمات الشهيد محمد بويحياوي ببلدية بومرداس، كما تم تخصيص 72 فرقة طبية وفرق متنقلة لمناطق الظل البعيدة عن مقر الولاية. وستشمل العملية الطاقم الطبي والمسنين، وكذا المكلفين بالمهام الإستراتيجية للدولة.
قال مدير الصحة لولاية بومرداس السعيد أوعباس، أنه تم إتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنجاح عملية التلقيح ضد فيروس كورونا. وأضاف مدير الصحة، أنه تم تجنيد طاقم طبي متعدد الخدمات للوقوف على العملية. وأوضح ذات المتحدث، أن الولاية تحصلت على كمية كافية من اللقاح، لإطلاق الحملة وتلقيح المواطنين.
كما انطلقت عملية التلقيح ضد فيروس كورونا، لفائدة السلك الطبي، وأصحاب الأمراض المزمنة في ولاية تيبازة. على مستوى المؤسسة العمومية الإستشفائية عبد القادر تقزايت. وتم تجنيد لهذه العملية –حسب عضو لجنة متابعة كورونا بمستشفى تيبازة، 79 فرقة موزعة على 36 مركز تلقيح ثابت. إضافة إلى 16 متنقلا يؤطرها 298 مستخدما من مختلف التخصصات والمهام بالقطاع الصحي. وكان أول من تلقى اللقاح مدير الصحة والسكان لولاية تيبازة الذي أشار بالمناسبة إلى ضرورة تقدم المواطنين لتسجيل أنفسهم لتلقي اللقاح الذي يعتبر الحل الوحيد لمواجهة الوباء، لافتا إلى أن حملة التلقيح في مرحلتها الأولى ستشمل عمال قطاع الصحة وكبار السن الذين يفوق عمرهم 65 سنة وكذا الأسلاك الإستراتيجية، فيما ستتواصل الحملة طيلة سنة 2021 لتشمل الجميع. وتنطلق عمليات التلقيح في ولايات اخرى اليوم على غرار قسنطينة ووهران.
استعدادات لتلقيح 5 آلاف مهني في قطاع الصحة
من جانبه أكد البروفيسور رشيد بلحاج، المدير العام للنشاطات الطبية وشبه الطبية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي ورئيس مصلحة الطب الشرعي، استعداد مؤسسته لمباشرة عملية التلقيح التي تخص 5 آلاف مهني في مختلف أسلاك الصحة. وقال البروفيسور بلحاج أن كافة الإجراءات المتعلقة بالعملية تم ضبطها وتجهيزها، حيث خصصت قاعة للتلقيح وقاعة أخرى للتكفل بالملقحين، تحسبا لأي طارئ قد يحدث مجهزة بكافة الوسائل والمستلزمات الطبية، كما تم توفير فضاءات التبريد والبطاقات والسجلات والدفاتر الخاصة بالعملية.
وأوضح المتحدث أن الأسرة الصحية كانت تنتظر بأمل كبير ومنذ قرابة العام توفير اللقاح لحمايتهم من تهديدات الفيروس القاتل، داعيا الجميع إلى التلقيح. وحذّر المختص من العواقب السلبية للتصريحات العشوائية وغير العقلانية الصادرة عن بعض الأطراف بعلم وبدون علم، التي تصب في سياق التخويف والتهويل، وأشار إلى أن التوصيات والنصائح بخصوص التلقيح تصدر فقط من قبل المهنيين المؤهلين لذلك المطلعين على المستجدات العلمية والمحددين على مستوى كل مؤسسة صحية أو هيئة استشفائية محلية كانت أو مركزية. وطمأن بلحاج المهنيين في القطاع بمراعاة وضعياتهم الصحية، فالأولوية، كما قال، ستمنح لذوي الأمراض المزمنة والذين تجاوزوا 65 عاما تليهم بقية الفئات، دون أن يستبعد تلقيح من سبق لهم الإصابة ومرّ على تاريخ شفائهم أزيد من 3 أشهر مع إبراز شهادة توضح ذلك.              ع سمير

الرجوع إلى الأعلى