انطلقت أمس، حملة التطعيم ضد وباء كورونا بقسنطينة، بعد أن استفادت الولاية كمرحلة أولى من أزيد من 1300 لقاح سبوتنيك ، حيث تم في عملية أولى تطعيم 15 شخصا من فئة المسنين وذوي الأمراض المزمنة تقدموا طواعية إلى العيادة الجوارية بحي التوت، فيما تنقل العشرات من المواطنين إلى المؤسسة من أجل تسجيل أنفسهم، في حين أبدى متلقو اللقاح ارتياحا كبيرا قبل أن يغادروا المكان دون ظهور أعراض جانبية.
وتنقلنا صبيحة أمس، إلى العيادة متعددة الخدمات بحي التوت بمدينة قسنطينة، حيث كانت الطواقم الطبية مستعدة لإنجاح حملة التطعيم الوطنية فقد سخرت مديرية الصحة كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاحها، فيما أشرف الوالي أحمد ساسي عبد الحفيظ، على الانطلاق الرسمي للعملية.
3 قاعات لتطبيق البروتوكول الصحي للتطعيم
وتم تخصيص 3 قاعات لتطبيق البرتوكول الصحي المعتمد في عمليات التلقيح، إذ أن الأولى تتعلق بقسم «المعاينات الطبية قبل تلقيح الأشخاص»، أين تتم مراقبة الملف الطبي للأشخاص، فضلا عن طرح أسئلة لمعرفة الوضعية الصحية للمعني، فيما يتم في القاعة الثانية التي تتوفر على جهاز تبريد أقل من 20 درجة مئوية حقن الأشخاص باللقاح، قبل أن يتم توجيههم إلى قاعة الملاحظات الطبية، أين يخضعون للمراقبة لمدة 30 دقيقة قبل مغادرتهم.
وعند دخولنا إلى العيادة وجدنا مجموعة من الأشخاص غالبيتهم من فئة المسنين فضلا عن المصابين بأمراض مزمنة، حيث كانوا ينتظرون دورهم لتلقي اللقاح، قبل أن نقترب من أول مسجل بالقائمة ويتعلق الأمر بالسيد دالي السعيد البالغ من العمر 65 عاما، حيث صرح للنصر وعلامات الفرحة والتفاؤل بادية على وجهه، أنه ومنذ بداية الوباء كان يتابع أخبار انتشار المرض عبر مختلف دول العالم والجزائر على وجه الخصوص، كما أكد أنه التزم بتدابير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي ليحمي نفسه وعائلته من الإصابة بالفيروس.
وتابع محدثنا، أنه ظل يتابع أخبار صناعة اللقاح ومراحل إنتاجه وإخضاعه للتجارب السريرية عبر مختلف وسائل الإعلام منذ بداية الوباء، كما انتظر بداية إنتاجه بفارغ الصبر، مشيرا  إلى أنه كان يتابع أخبار جلب اللقاحات وما شاهده من صعوبة وعجز الكثير من الدول عن اقتنائه، قبل أن يشكر رئيس الجمهورية و السلطات العليا للبلاد التي ساهمت  وعملت على جلب اللقاح وتوفيره بالحي الذي يقطن به.
وذكر المتحدث، أنه كان برفقة زوجته في عيادة التوت لعلاجها، ليقوم ليلة أمس الأول بتسجيل نفسه وتم الاتصال به أمس قبل الثامنة صباحا أين حضر إلى العيادة لتلقي اللقاح واصفا الاستقبال والتحضير للعملية بالجيد، قبل أن يستدعى إلى قاعة الفحص قبل تلقي اللقاح.
معاينة وأسئلة طبية دقيقة قبل التطعيم

وقدم المعني ملفه الطبي لطبيبتين بالقاعة قبل أن توجها له أسئلة حول وضعيته الصحية، حيث تم الاستفسار عن طبيعة مرضه المزمن ويتعلق الأمر بالسكري ليجيب أنه مريض منذ قرابة 17 عاما كما أنه يتلقى العلاج بالأنسولين، ليتم قياس ضغط دمه ودرجة حرارة جسمه، كما سُئل عن إصابته بحساسية تجاه اللقاحات وأدوية معينة فضلا عن تلقيه للقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، ليجيب بأنه متعود على لقاح الأنلفونزا ولا يعاني من أي أعراض حساسية.
وبعد التأكد من قابلية السيد دالي السعيد لتلقي اللقاح، تم توجيهه إلى قاعة التلقيح، أين كان يشرف على العملية ممرض وطبيب وكاتب، حيث فتحت علبة لقاح سبوتنيك الروسي في حين لاحظنا أن عملية تحضير المحلول لم تكن مطابقة لطريقة لقاح الأنفلونزا، فقد كانت مختلفة في بعض التفاصيل والدقة في الاستعمال، قبل أن يتم تطعيم المعني بسرعة، حيث دعا الجزائريين إلى التوجه لتلقي اللقاح للحد من تفشي فيروس كورونا.
وتم بعد ذلك، تطعيم السيد غزال موسى وهو رجل يبلغ من العمر 77 عاما، وذلك وفقا للبرتوكول المعتمد مع الشخص الأول، قبل أن يؤكد في تصريح للنصر، أنه مرتاح للتطعيم كما شكر السلطات العليا على توفير اللقاح لاسيما لفئة المسنين، منوها بحسن الاستقبال والتكفل الذي حظي به.
مراقبة طبية لنصف ساعة وتواصل دائم للتأكد من سلامة المُلقحين
وتنقلنا بعد قرابة نصف ساعة إلى قاعة الملاحظات الطبية، أين كان جميع من تلقوا اللقاح جالسين، وسألناهم عن وضعيتهم الصحية وعما إذا أحسوا بأعراض جانبية لتكون إجاباتهم متطابقة حول عدم تسجيل أو الإحساس بأي عرض صحي أو آلام أو غثيان واصفين حالتهم بالجيدة قبل أن يغادروا بعد انقضاء مدة المراقبة الطبية، فيما أشار أطباء للنصر، إلى أن المعنيين سيظلون تحت المراقبة من خلال التواصل كما يتم التنسيق معهم للعودة مرة أخرى لتلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
وعرفت العيادة إقبالا معتبرا من المواطنين، اللذين قدموا للسؤال عن كيفية التلقيح، حيث لاحظنا أن غالبيتهم من الكهول والمسنين فضلا عن ذوي الأمراض المزمنة، كما أن فئة الشباب كانت منعدمة و مثلت فئة الرجال الغالبية المطلقة من الذين قدموا إلى العيادة، ليتم إبلاغهم بتسجيل أنفسهم ومن ثم الاتصال بهم للتوجه إلى المرفق الصحي، علما أنه تم تطعيم 15 شخصا في اليوم الأول على أن تتواصل العملية عبر مراحل إلى غاية تعميمها على مختلف الفئات المستهدفة وذلك على مدار عام كامل.
مدير الصحة
توافد المواطنين يعكس مستوى الوعي
وأوضح مدير الصحة دعاس عديل بالنيابة، في تصريح للنصر، أنه سجل توافدا لعدد معتبر من المواطنين في اليوم الأول كما تقدم عدد منهم للسؤال عن كيفية التطعيم، وهو ما يعكس مستوى الوعي الذي اكتسبوه منذ بداية الجائحة، مشيرا إلى أن قسنطينة تحصلت على أزيد من 1300 لقاح في المرحلة الأولى، كما ينتظر في الأيام المقبلة أن تتحصل على كميات أخرى.
ولفت المتحدث إلى أنه سيتم تدريجا توسيع عملية التلقيح لتشمل مختلف البلديات، حيث سيتم استعمال العيادات العمومية على مراحل وبحسب توفر اللقاح، داعيا المواطنين إلى التقدم إلى المراكز الصحية للحصول على مختلف المعلومات الإدارية والعلمية حول اللقاح حتى تتكون لديهم مثلما قال، فكرة متكاملة عن التطعيم وأهميته الصحية في مكافحة الوباء، كما أوضح أن الأشخاص مطالبون بالتسجيل حتى يتم فحصهم كمرحلة أولى وذلك للتأكد من سلامتهم البدنية التي تؤهلهم لتلقي اللقاح «ومن ثم برمجتهم للتطعيم حتى تتمكن الطواقم الطبية من تنظيم العملية بشكل جيد».
وأكد مدير الصحة، أن الانطلاق في التلقيح لا يعني تلاشي الوباء بل يجب مثلما أكد، الاستمرار في تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي، كما ذكر أنه سيتم تخصيص عيادة على الأقل في البلديات في حين سيتم وضع برنامج خاص و فرق طبية  للتطعيم في مناطق الظل، مؤكدا أن كل الفئات المستهدفة ستتلقى اللقاح عبر مراحل.  
وتجدر الإشارة، إلى أن مديرية الصحة سخرت  146 فريقا طبيا كل واحد منه يتكون على الأقل من طبيب و ممرض وسكرتير للإشراف على حملة التطعيم، في حين تم تخصيص 113 نقطة تلقيح سيتم توزيعها بحسب الكثافة السكانية بكل منطقة.
روبورتاج: لقمان قوادري

الرجوع إلى الأعلى