يشتكي سكان ولاية قسنطينة من ندرة في مادة الخبز لا تزال مستمرة منذ عيد الفطر، و ذلك بسبب تقليص بعض المخابز لحجم إنتاجها، و دخول أخرى في عطلة “إجبارية” فرضها غياب العمال، الذين ينحدر 80 بالمائة منهم من خارج الولاية، حسب اتحاد الخبازين.
و الملاحظ منذ نهاية شهر رمضان، أن الكثير من المخابز علقت عملها، إما بسبب العطلة السنوية، أو لمغادرة العمال الذين لم يعودوا منذ عطلة العيد، فيما قلصت الكثير منها من حجم الإنتاج و لم تتمكن أخرى من مسايرة الطلب، للسبب ذاته، حيث وجدنا أن الكثير من المخابز بعدد من أحياء مدينة قسنطينة، إما مغلقة أو لا تتوفر على الخبز، لأن الكمية التي تم إنتاجها نفدت بمجرد عرضها، و الملاحظ أيضا أن بعض المخابز يوجد عليها إقبال كبير، لعدم توفر أخرى مفتوحة على امتداد مسافة كبيرة، حيث نجد طوابير من المواطنين ينتظرون دورهم لشراء هذه المادة، خاصة في منتصف النهار.
و ذكر الكثير من المواطنين بأنهم أصبحوا يجدون صعوبة في اقتناء الخبز، بسبب قلة الكميات المعروضة و نفاذها بسرعة، كما أن مخبزة واحدة تعمل بكل حي تقريبا و لا يمكنها تلبية طلب جميع السكان، أما رئيس اتحاد الخبازين بقسنطينة فقد أكد بأن المشكل الأساسي في تذبذب إنتاج و توزيع الخبز خلال هذه الفترة، يكمن في نقص اليد العاملة التي قال بأن 80 بالمائة منها من خارج الولاية، موضحا بأن العمال يغادرون خلال عطلة العيد إلى مقر سكناهم بالولايات المجاورة و لا يعودون إلا بعد مرور أسبوع أو أكثر، و لذلك تبقى الكثير من المخابز مغلقة، فيما تعمل أخرى بالحد الأدنى من طاقتها الانتاجية.
و أضاف محدثنا بأن تزامن فترة العطل مع فصل الصيف يؤدي أيضا إلى تقليص العرض، مؤكدا بأن مديرية التجارة هي التي تتولى الموافقة على عطل المخابز، و يتم التوزيع مع مراعاة عدد المخابز في كل حي، مضيفا بأن العدد الحقيقي للخبازين الناشطين بقسنطينة هو 300 خباز، على عكس ما هو مسجل بالسجل التجاري الذي يصل عدد المسجلين فيه إلى 700، غير أن معظمهم لا يعمل في الواقع لأسباب عدةـ كما طرح السيد بوقرن مشكلة غياب مركز تكوين، مؤكدا بأنه من الضروري دمج هذه المهنة ضمن مراكز التكوين المهني، من أجل تعويض نقص اليد العاملة، التي يأتي أغلبها من مدن و ولايات أخرى.   

   عبد الرزاق / م

الرجوع إلى الأعلى