دخل الفلاحون الذين اختاروا خوض أول تجربة في زراعة نبتة السلجم الزيتي أو الكولزا بولاية ميلة، مرحلة مكافحة الحشائش الضارة التي ظهرت وسط المساحات المزروعة و التي ارتفعت نباتاتها و تكونت حاليا عندها ستة أوراق، باستعمال أدوية خاصة زودتهم بها نفس الشركة التي تكفلت بتوفير البذور.
و بحسب رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية لولاية ميلة، فإن المكافحة الجارية تحت رقابة و متابعة تقنيين مختصين، لا تقتصر على الحشائش الضارة فقط و إنما تشمل بعض الحشرات كذلك، حيث يتلقى الفلاحون و هم حديثو العهد بزراعة السلجم، المرافقة و الدعم اللازمين لتعريفهم بخصوصيات هذا النبات و كيفية التعامل معه عن طريق الأيام التقنية المنظمة لفائدتهم، لمسايرة لمراحل تطور نمو هذا النبات الذي يدخل ضمن الزراعات التحويلية الصناعية لدخوله في إنتاج و استخلاص الزيوت الصناعية.
و كان 15 فلاحا خاصا في الولاية، بالإضافة إلى أربع مزارع نموذجية هي عميرة أحمد ببلدية وادي النجاء، خلالفة احمد ببلدية تيبرقنت بحري أمبارك ببلدية وادي سقان و مشري صالح ببلدية وادي العثمانية، قد استجابوا لدعوة مديرية المصالح الفلاحية التي وضعت، كما قال السيد محمد بولفتات، مساحة 320 هكتارا كهدف مسطر لتطوير زراعة السلجم الزيتي، تم تنفيذ 282 هكتارا فقط بعد التخوف الذي أبداه فلاحون آخرون من خوض التجربة، فتكفل الفلاحون الخواص بزراعة 99 هكتارا بمعدل تراوح بين 3 هكتارات إلى 21 هكتارا للفلاح الواحد.
أما مسيرو المزارع سالفة الذكر، فتكفلوا بزراعة 125 هكتارا يوجه إنتاجها لوحدات تحويل و استخلاص الزيت و قررت تخصيص محصول 58 هكتارا أخرى لبذور الموسم الفلاحي الموالي.
ذات المصدر، أضاف بأن ولوج زراعة السلجم بميلة، يعتبر تنفيذا لخريطة الطريق التي أقرتها الوزارة الوصية ضمن مخطط العمل لفترة 2021/2024 الهادف لتنويع و توسيع مساحات الإنتاج الفلاحي، بحثا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي و تقليص فاتورة استيراد الزيت.
و عن توقعات إنتاج الموسم الفلاحي الجاري، أوضح محدثنا بأن الذروة القصوى التي بلغها الإنتاج في التجارب المحدودة السابقة، كانت 30 قنطارا في الهكتار، غير أن توقعات المديرية تكتفي بإنتاج متوسط يتراوح بين 15 إلى 21 قنطارا في الهكتار، علما بأن هذه الزراعة لا تحتاج لكميات كبيرة من الماء، إلا أنها تتطلب أسمدة خاصة كبريتية  متوفرة حاليا بشكل جيد و كذلك الدقة و التوزيع الجيدين للنبات على المساحة المزروعة، إذ يجب عدم تجاوز 3,2 كيلوغرامات من البذور في الهكتار الواحد، مع الإشارة في الأخير إلى الاتفاقيات المنتظر توقيعها لاحقا بين المزارعين و المتعاملين للتكفل بغلة و إنتاج الموسم عند بلوغه مرحلة الحصاد.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى