تعيش 104 عائلات موزعة على 8 مشاتي بمنطقة «النّصلة» بإقليم بلدية الكويف في ولاية تبسة،  ظروفا معيشية قاسية، بالنظر إلـى انعدام مختلف المرافق و غياب المشاريع التي من شأنها المساهمة في استقرار الساكنة.   
 وأوضح ممثلون عن السكان  في اتصالهم بجريدة النصر، بأنهم يعانون منذ عقود من نقائص كثيرة أثرت سلبا على حياتهم، حيث أن المنطقة تتوسطها 3 أودية كبيرة تشكل خطرا عليهم، خاصة الأطفال منهم، متحدثين عن وجود  قاعة علاج لم تدخل حيز العمل منذ إنجازها.
 ويعد انعدام المياه الصالحة للشرب، من الانشغالات التي تؤرق حياة السكان، فالأزمة الحادة القائمة التي تعود إلى أزيد من 11 سنوات كاملة، حولت حياتهم كما يقولون  إلى جحيم، حيث يضطرون للتزود بهذه المادة بواسطة الصهاريج و بأسعار باهظة، كما أن الحنفية العمومية التي يفترض أنها تزود السكان بالماء لإرواء عطشهم و مواشيهم، توقفت نهائيا بعد جفاف الماء ببئر عين شجرة الذي يموّن هذه الحنفيات، في حين شبكة التوزيع مازالت قائمة، مشيرين إلى أنه و بالنظر إلى غياب هذه المادة الحيوية، تعرضت بعض أجزاء قنوات نقل الماء للتلف والتحطيم أمام الإهمال و اللامبالاة و انعدام المراقبة من طرف الجهات المعنية.
حنفية واحدة لتموين الساكنة بمياه مالحة
و أشار السكان، إلى أن هناك حنفية واحدة فقط مازالت تتوسط 8 مشاتي تقطنها أكثر من 100 عائلة، لكن مياهها مالحة، حيث يضطر المواطنون لقطع مسافات بعيدة لجلب المياه على متن الأحمرة، أو لشراء الصهاريج بأسعار مرتفعة يتراوح ثمنها بين 1200 و1300 دينار للصهريج الواحد و الذي لا يكفي، حسبهم، لاحتياجات العائلة المختلفة و هي الوضعية التي أثقلت كاهل السكان و جعلتهم يشعرون بمرارة العيش ويطالبون الوالي بتصاريح لحفر الآبار.
كما تحدثوا عن عدم استفادتهم من الدعم الفلاحي، رغم ما تتميز به أراضيهم الشاسعة من تربة خصبة صالحة للزراعة، مشيرين إلى أن هناك من السكان من قام بغراسة أنواع مختلفة من أشجار الزيتون و الفواكه و الحبوب و الخضر، لكن انعدام المياه حال دون تطوير هذه الشعب الفلاحية الهامة، مبدين أسفهم لعدم استفادتهم من الإنارة الريفية و البناء الريفي، في وقت يضطر الجميع للجري وراء قارورات غاز البوتان إن وجدت، خاصة في فصل الشتاء.    
كما يشكل انعدام المسالك و تدهور حالة الطرقات بهذه المنطقة، قلقا كبيرا للسكان و لأصحاب المركبات، ما جعل التنقل إلى المنطقة صعبا، خاصة في فصل الشتاء و تساقط الأمطار، حيث يصبح السير مستحيلا،  وفق من تحدثوا إلينا مما جعل أصحاب سيارات الأجرة يرفضون العمل على هذا الخط، كما يطرح السكان ما يتعرض له أبناؤهم من مخاطر يواجهونها يوميا أثناء تنقلاتهم للدراسة؛ حيث أنه على التلاميذ التنقل إلى غاية الطريق الرئيس.
الطريق الرئيس الوحيد المار قرب منطقة النصلة (“طريق النصلة ـ قوراي ـ طريق بكارية” و الذي يعدّ الأمل الوحيد للسكان، بات مهترئا ومتآكلا بسبب مرور شاحنات رفع الحديد و الرمل التي تسلكه على مدار 24 ساعة، ما تسبب في تدهور حالته، رغم أن الدولة خصصت غلافا ماليا بـقيمة 26 مليار سنتيم، لكن لم يمض عام حتى عاد الطريق إلى حالته المزرية، فيما قُدمت وعود من الجهات المعنية، لإيجاد حل استعجالي لهذا الطريق من خلال منع عبور الشاحنات عليه، لكن لا شيء تجسد من ذلك.
الإهمال يحول معالم تاريخية إلى أطلال
منطقة النصلة تتوفر على كنوز أثرية و معالم تاريخية تعود للعهد الروماني، إلا أنها تعاني الإهمال و الزوال و الاندثار، في انتظار التفاتة جادة من قبل الجهات الوصية، لرد الاعتبار لها و إنقاذها من دائرة الإهمال و رد الاعتبار لحضارة هذه المنطقة الغنية و تصنيفها كموقع سياحي و ترفيهي.
رئيس بلدية الكويف، اعترف بالمشاكل المطروحة من قبل سكان مشاتي منطقة النصلة، موضحا بأن مصالحه تعتزم تجسيد انشغالات السكان حسب الأولويات و أوضاع البلدية المالية و مؤكدا بشأن الطريق الرئيس «قوراي – بكارية»، على أنه طريق بلدي أنجزته بلدية الكويف في عهدة سابقة، يُستعمل من طرف سكان المنطقة، لكن شاحنات رفع الحديد تتسبب في تآكله و اهترائه، رغم وضع مصالح البلدية للافتة تمنعهم من استعمال الطريق المذكور الذي يعتبر طريقا بلديا أنجز لسكان المنطقة لا يتحمل ثقل شاحنات رفع الحديد.
مضيفا بأنه اتصل شخصيا بمديرية الأشغال العمومية، لوضع لافتات تمنعهم من استعمال الطريق لكن بدون جدوى، مضيفا بأن أكبر معاناة تشهدها أرياف بلدية الكويف، تتعلق بالمسالك الريفية التي تشكل أكبر مشاكلها، علما بأن البلدية سجلت منذ سنوات، مشاريع لإنجاز 10 كلم من المسالك الفلاحية عن طريق مصالح الغابات منذ سنة 2008.
و في رده على انشغال الماء، أكد على أن جميع أرياف البلدية تعاني أزمة نقص المياه و خاصة منطقة النصلة، كاشفا عن إنجاز بئر على مستوى مشتة الطوالبية من طرف البلدية، ستمون بعض المشاتي انطلاقا من مشتة الأبيار المالحة إلى غاية الزيات و الطوالبية، مع إمكانية تموين منطقة قوراي بالماء الصالح للشرب، إلى جانب برمجة مشروع بئر على مستوى مشتة الرياشة و رد الاعتبار لبئر عين شجرة، مما يسمح بتموين مشاتي القارة، الطباقة و النصلة و هو مشروع ذكر أنه قيد الإنجاز من طرف مديرية الري بالولاية.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى