حذّر رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، من ثورة مضادة يقودها المال الفاسد بالتواطؤ مع أناس مقبوض عليهم، وأكد أن الدولة ستكون لهم بالمرصاد وسيدفعون الثمن غاليا، ودعا كل المواطنين إلى تغيير الذهنيات ومواكبة التغييرات التي وعد بها والتي باشرها في الميدان.
 وأكد الرئيس، عبد المجيد تبون، في اللقاء الشهري الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية مساء أول أمس وجود من  يحاولون عرقلة مسيرة التغيير،  الذين يحاولون زرع اليأس والتشكيك في نفوس المواطنين رغم كونهم أقلية، لكنه أكد جازما» لا يوجد من يستطيع إيقاف تيار التغيير»، مشيرا إلى أن المجتمع يتغير والتغييرات في أي دولة تبدأ بالتغيير لدى شعبها، حتى نصل إلى مجتمع جديد.
وحذّر تبون من ثورة مضادة لنهج التغيير الذي تسلكه البلاد في الوقت الحالي، وقال» هناك ثورة مضادة بالمال الفاسد، وهناك أناس متواطئين مع مقبوض عليهم لكن نحن لهم بالمرصاد ولن ينجحوا وسيدفعون الثمن غاليا لأن أغلبية الشعب طالب بالتغيير»، وأضاف في ذات السياق» المال الفاسد ما زال يسري في المجتمع وستكشف التحقيقات عن حجمه».
وتحدث رئيس الجمهورية هنا عن بعض الإداريين وأصحاب القرار الذين يتحججون في عدم تطبيق القرارات بالتخوف من السجن، و تساءل» هل هناك  من أمضى قرارا إداريا ودخل السجن، لماذا يقارن هؤلاء أنفسهم بالذين مسوا أموال الشعب»، وأسهب في الحديث هنا عن الذين يعرقلون تطبيق القرارات مثل عدم منح القروض وغيرها، وتشكيك المواطنين وترهيبهم، موضحا أن عمل الدولة هنا هو معاودة الاتصال بهؤلاء وتشجيعهم على العمل، وقد بدأت الأمور تتحرك في هذا المجال.
ولم يفوّت رئيس الجمهورية المناسبة للتذكير بأولئك الذين كانوا يهددون الناخبين خلال الاستفتاء الأخير على الدستور، وقال إنهم لا يتركون أي فرصة لإدخال الشك إلى نفوس المواطنين والتشكيك في مستقبلهم.
وفي نفس هذا الإطار يدخل العزوف عن الاستثمار رغم التحفيزات والتشجيعات التي قدمتها الدولة، وقال رئيس الجمهورية بهذا الخصوص إن ذلك أمر غير طبيعي، خاصة بعدما سبق له أن أعلن أن الدولة مستعدة لتمويل كل من يريد الاستثمار في الصناعة التحويلية وخلق مناصب شغل حتى حدود 90 من المائة.
كما تطرق الرئيس تبون في حديثه إلى الإشاعات التي طالته شخصيا عندما كان يمر بفترة العلاج، والتي كان هدفها تهويل وترهيب الشعب، مؤكدا أن الدولة ومؤسساتها تعرف مصدر هذه الإشاعات، وقد بينت التحريات أن 98 موقعا من تلك المواقع التي كانت تنشر الدعاية والإشاعات آتية من دولة جارة لنا، رغم محاولات إظهار أنها تنطلق من فرنسا وإسبانيا.
 كما تحدث أيضا عن القبض في آخر مسيرات الحراك الشعبي على مندسين كانوا مسلحين بسكاكين الجزارين، وهو ما يؤكد وجود من يريدون خلق الفوضى والبلبلة.
 وفي الأخير دعا رئيس الجمهورية كل الجزائريين إلى تغيير الذهنيات وقال إن « التغييرات المجتمعية هي التي تأتي بالتغييرات المؤسساتية»، وإذا كان المجتمع يريد التغيير فعليه أن يبدأ هو بذلك ولا يقبل بالمال الفاسد.
إ-ب

الرجوع إلى الأعلى