• معهد باستور يواصل بحوثه الجينية حول السلالات المتحوّرة
أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن تسجيل قرابة 16 ألف مواطن من مختلف الفئات العمرية المعنية بالعملية عبر الأرضية الرقمية التي تم إطلاقها مؤخرا للاستفادة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وهي النسبة التي يُنتظر أن تتزايد مع مرور الوقت.
وفي حصيلة أولية منذ إطلاق الأرضية الرقمية، أوضحت وزارة الصحة أن 15910 أشخاص سجلوا أنفسهم للاستفادة من اللقاح عبر الأرضية الرقمية إلى غاية يوم أول أمس الأحد، بينهم 11684 من البالغين 50 سنة فما فوق، أي ما يمثل نسبة 73 بالمائة، مبرزة بأن 8613 شخصا من نفس الفئة العمرية من المصابين بالأمراض المزمنة أي ما نسبته 70 بالمائة.
وفي هذا الصدد أوضح الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، الدكتور جمال فورار، أن كل المسجلين المعنيين بالعملية سيتم استدعاؤهم حسب الأولوية لتلقي التلقيح على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية، وفق رزنامة تراعي عدد الكميات المتوفرة، وقدم تطمينات بأن كل أعداد المواطنين المسجلين أو أولئك الذين ينتظر تسجيلهم ، سيستفيدون تباعا من اللقاح في الوقت المناسب بمراعاة الأولوية.
وأشار فورار بأن المواطنين الذين تم تسجيلهم على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية للاستفادة من حملة التلقيح، سيستفيدون بدورهم من التطعيم حسب الأوليات من حصتهم من هذا اللقاح حين يأتي دورهم، حيث سيتم استدعاؤهم عن طريق الرسائل النصية القصيرة أو من خلال الاتصال الهاتفي.
وبعد أن أكد بأن كل الجرعات التي استوردت لحد الساعة تم استهلاكها باستثناء حصة اللقاح الصيني التي لم تستنفذ بعد، أوضح الدكتور فورار بأن كل مستخدمي الصحة بالقطاع العام والخاص سيستفيدون من اللقاح دون تمييز، ولا يوجد فرق بينهما، وقال '' الكل مدعو، إلى جانب المواطنين، إلى التسجيل عبر الأرضية الرقمية للاستفادة من هذه العملية".
وفي ذات السياق أكد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا، البروفيسور، رياض مهياوي، أن حملة التلقيح التي انطلقت ببطء مرشحة لأن تأخذ ديناميكية أقوى بعد وصول الكميات المنتظرة من اللقاح، وقال '' لقد كان التردد ملحوظا بين الجزائريين مخافة الأعراض الجانبية والمضاعفات التي روج لها البعض، غير أنه بعد أن تأكد أن كل الذين تلقوا اللقاح منذ انطلاق العملية في 30 جانفي الماضي وإلى اليوم، لم تظهر عليهم  أي أعراض جانبية خطيرة، وهو ما زاد القناعة لدى الكثيرين بضرورة تلقي اللقاح''، معتبرا أن عدد المواطنين المسجلين على مستوى الأرضية الرقمية وأولئك الذين مازالوا يقبلون على التسجيل بشكل مطرد، يؤكد تجاوب المواطنين مع النداءات الموجهة إليهم للإقبال على التلقيح.
 من جهة أخرى أكد البروفيسور مهياوي أن معهد باستور، يواصل القيام بالبحوث الجينية على كل المصابين الجدد بفيروس كورونا، في إطار المراقبة النشطة للسلالات المتغيرة المنتشرة حاليا في العالم.
وفي رده عن سؤال للنصر عما إذا تم تسجيل حالات إصابة جديدة للسلالات المتحورة، أكد مهياوي، أن معهد باستور لم يعلن لحد اليوم عن تسجيل حالات جديدة عدا الحالتين المسجلتين بتاريخ 25 فيفري الماضي، والحالات الست التي تم تأكيد تسجيلها من نفس السلالة البريطانية يوم الخميس 04 مارس ويتعلق الأمر – كما سبق الإعلان عنه - بأربعة أشخاص كانوا على اتصال بإحدى الحالتين الأوليتين، تأكدت إصابتهم في إطار التحقيقات الوبائية وحالتين أخريين تم عزلهما على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالقطار والمؤسسة العمومية الاستشفائية بالرويبة.
وبخصوص مدى خطورة السلالات المتحورة، وعما إذا كانت الجزائر، أرضية خصبة لانتشار هذه السلالات، أكد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة كورونا، أن المعلومة الوحيدة المتوفرة أن السلالة البريطانية الجديدة أكثر انتشارا من السلالة الأصلية بنسبة 70 بالمائة، وأضاف '' مازالت البحوث جارية للإحاطة بكل التفاصيل عن مدى خطورة هذه السلالة وغيرها من السلالات المتحورة، وعن ظروف انتشارها، لأن فيروس السلالة البريطانية لم يكشف بعد عن جميع أسراره ".
وللحد من انتشار أي من السلالات المتحورة، دعا مهياوي إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والالتزام الصارم بقواعد الوقاية الموصى بها في البروتوكول الصحي، وعدم التراخي أو التهاون لأن الفيروس الأصلي مازال موجودا رغم تحسن الحالة الوبائية ومازال قاتلا كما أن السلالات المتحورة منه سريعة الانتشار ولا يمكن كبح انتشارها سوى بالطرق الوقائية.
                     ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى