جمع مركز فنون و ثقافة بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، عددا كبيرا من نساء الجزائر، في جلسة تقليدية أعادت بعث "قعدات زمان"، أثرتها الحكاية
وميّزها ديكور تقليدي بامتياز، أعاد إحياء أيام القصبة القديمة.
أوضحت مديرة المركز بقصر رياس البحر السيدة فايزة رياش للنصر، أن الاحتفالية التي جاءت تحت عنوان "على حراير دزاير حاكيتك"، تأتي في إطار الاحتفالات الخاصة بشهر المرأة، حيث تم تنظيم جلسة متنوعة ببهو القصر، على وقع أنغام الشعبي أعادت بعث الجلسات التقليدية بالجزائر العاصمة.
و نشطت الجلسة التي ميزها حضور النسوة بالحايك التقليدي، الحكواتية سعاد دويبي التي قدمت حكايات بأسلوب شيق، تخللته فواصل موسيقية للفنانة مينة بلميهوب، فسافرتا من خلاله بالحضور إلى زمن جميل مضى، و أعادتا إحياء أجواء كانت تمثل جزءا لا يتجزأ من حياة نساء القصبة اليومية، فدارت حكايات الحكواتية حول "المعكرة" التي لايزال بيتها موجودا بالقصبة، إضافة إلى قصر "خداوج العمياء" و قصة هذه المرأة التي لا يزال أيضا قصرها قائما بالقصبة و يمثل معلما تاريخيا مهما يشهد توافدا كبيرا للزوار.
و اعتبرت السيدة رياش أن القعدة شكلت أيضا فرصة لبعض المواهب الشابة التي قدمت أغان من التراث الثقافي الشعبي العاصمي و القبائلي، إضافة إلى حضور قوي للنسوة باللباس التقليدي و الحايك الذي كان يرمز للمرأة في قصبة مدينة الجزائر.
و يأتي هذا النشاط و غيره على مستوى قصر رياس البحر، حسب المديرة، كمحاولة لتشجيع النساء على لبس الحايك و التمسك بالهوية و العادات و التقاليد الجزائرية، إضافة إلى إعادة إحياء هذا النوع من "القعدات" التي كانت منتشرة بشكل واسع بالقصبة خصوصا، و العاصمة بشكل عام، خاصة خلال شهر رمضان.
و أكدت السيدة رياش، أن مركز فنون و ثقافة بقصر الرياس، يسعى من خلال مثل هذه النشاطات، للتعريف أكثر بالعادات و التقاليد، و كذا الترويج للتراث الثقافي المادي و اللامادي، لضمان استمرارية التعريف بكل ما هو تقليدي، سواء تعلق الأمر بالقعدات، اللباس و حتى المأكولات و الحلويات.
يذكر أن مركز فنون و ثقافة بقصر الرياس، ينظم عديد التظاهرات لإحياء مختلف المناسبات الثقافية و الفكرية على مدار السنة، بهدف إحياء التراث الثقافي الجزائري، من خلال معارض، خرجات، تظاهرات و استقبال المختصين كالمؤرخين و المجاهدين الذين صنعوا تاريخ و أمجاد الجزائر.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى