بلونه البنفسجي القاتم المائل للسواد، و لذة  تضاهي لذة السمك، يسيل  الباذنجان لعاب الكثيرين، و قد لا يدخل ثلاجات البعض، ممن يظلمونه و يسقطونه عن نظامهم الغذائي،
في حين يؤكد أخصائيو التغذية على فوائد كثيرة، التي لا تتوفر إلا  في هذا النوع من الخضار.
يعتبر الباذنجان من الخضر ذات القيمة الغذائية الكبيرة، حيث قالت أخصائية التغذية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، الدكتورة فريدة عواطي، إنه يحتوي على خزان من المعادن المهمة و الضرورية لصحة الجسم، على غرار البوتاسيوم، الحديد، الفوسفور، الكالسيوم، السيلينيوم، المنغنيز و الزنك، فضلا عن احتوائه على قائمة كبيرة من الفيتامينات، مثل الفيتامين “سي”، “ك”، و البروفيتامين “أ” المفيدة جدا لصحة العين، و يحتوي أيضا، حسب الأخصائية، على فيتامينات المجموعة “ب”  التي تؤكد على أهميتها، لمن يعانون من فقر الدم و مشاكل في الخلايا العصبية.
الباذنجان و الثوم لمحاربة ارتفاع ضغط الدم والقلب
أشارت الدكتورة عواطي إلى أن الباذنجان الذي وصفته ك “واحد من الأغذية المظلومة” التي يهملها الكثيرون، عبارة عن  مسكن  للآلام، للأشخاص  الذين يعانون من آلام المفاصل، بفضل تميزه بخاصية الجمع بين معدني الفوسفور و الكالسيوم، مضيفة أن غناه بالبوتاسيوم يجعل منه مفيد جدا لمرضى ارتفاع الضغط الدموي، خاصة إذا تم تناوله مع الثوم، كما أنه  مفيد  لمرضى  القلب و الشرايين.
الدكتورة عواطي التي دعت الجميع لاستهلاك الباذنجان، استثنت من يعانون من حصى الكلى “أوكزالات”، لاحتوائه على مادة “الأوكزالات”، إضافة إلى الأطفال المصابين بالتوحد الذين يمنع عليه استهلاك هذه المادة.
و أكدت الأخصائية على ضرورة الانتباه لطريقة طهيه التي تؤثر كثيرا على صحة الفرد، و تنصح بعدم قليه، خاصة و أنه يشبه الإسفنج، ما يجعله يمتص كمية كبيرة من الزيت، و يفضل تناوله مشويا ، أو طهيه على البخار، أو حتى تناوله نيئا، مشيرة إلى أن تناوله كسلطة مشوية، مثلا قبل الوجبة الرئيسية، فإنه يمتص الدهون المضرة التي قد تكون في الأكل، كما تحذر من رمي لب الباذنجان المحشو و تعويضه باللحم و الأرز.
و بما أن الباذنجان يحتوي على نسبة عالية من الألياف، فهو مفيد بدرجة كبيرة لمرضى السكري، فضلا عن أن مضادات الأكسدة الموجودة فيه، تساعد على امتصاص السكر بالدم بطريقة أسهل و أسرع، كما أنه مفيد لمرضى الكوليسترول.
“الناسونين” يحارب الخلايا السرطانية
المختصة قالت إن الباذنجان النيئ  أو المشوي، بإمكانه أن يدافع على الجسم و يهاجم الخلايا السرطانية، استنادا  إلى آخر دراسة يابانية، و ذلك لاحتوائه على مادة “الناسونين” التي تعد واحدة من مضادات الأكسدة النادرة، و تعمل على تدمير الخلايا السرطانية سريعة التجدد و الانتشار في الجسم، بشرط أن يكون خاليا من المبيدات و الأسمدة الكيميائية، لأنه يستهلك مع القشور، مشيرة إلى أنه  يحصل على اللون البنفسجي من هذه المادة، فتحميه من أي أضرار قد تؤثر عليه من البيئة المحيطة به.
من جانب آخر، أشارت المتحدثة إلى أن الباذنجان يحسن صحة الكبد ، لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تعمل على تنقية الجسم من السموم و الدهون، كما يصنف ضمن قائمة الأغذية المناسبة في الحميات الغذائية و إنقاص الوزن، و ذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الماء التي قد تصل إلى 90 بالمئة، كما أن سعراته الحرارية قليلة جدا، كما أنه مفيد لمن يعانون من الإمساك. الباذنجان الذي تقوم العديد من ربات البيوت بالتخلص من قشوره قبل طهيه، تدعو المختصة إلى عدم نزعها، لأنها جيدة لخلايا المخ، خاصة بالنسبة للمتقدمين في السن و من يعانون من الخرف و ألزهايمر، و ذلك بفضل مادة “الناسونين” التي تساعد في الحفاظ على أغشية خلايا المخ الدهنية، مما يساعد على الحفاظ على صحة المخ.
و لأنه واحد من أغنى الخضار، تنصح الدكتورة عواطي بتناوله بشكل منتظم، بشرط طهيه بطريقة صحية، بعد أن يتم انتقاء ثماره الجيدة، ذات القشور اللامعة التي يشترط حفظها كاملة في الثلاجة، لضمان الاستفادة القصوى.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى