أكد الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي أمس تجنيد مؤطري المساجد من مرشدين وقيمين إلى جانب متطوعين تحسبا لإقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان، في ظل البروتوكول الصحي، داعيا المواطنين للحرص على تطبيق توصيات وزارة الشؤون الدينية.
أعلن جلول حجيمي «للنصر» عن شروع أئمة المساجد في التحضير لشهر رمضان، فور صدور قرار وزارة الشؤون الدينية بالترخيص بإقامة صلاة التراويح، وذلك بتهيئة قاعات الصلاة، وتجنيد المرشدين والقيمين لاستقبال المصلين وفق الإجراءات الوقائية المنصوص عليها، لا سيما ما تعلق باحترام التباعد الجسدي، ومنع اصطحاب الأطفال إلى المساجد، والحرص على عدم حضور المسنين والمرضى والحوامل.
ولم يخف الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة صعوبة تطبيق بعض الشروط التي حددتها وزارة الشؤون الدينية، بسبب محدودية عدد المرشدين والمرشدات، مما يستدعي حسبه الاستعانة على مستوى المساجد التي تتسع لأكثر من 1000 مصلي بمتطوعين لتأطير صلاة التراويح، ولتنظيم وخروج المصلين حفاظا على سلامتهم، علما أن قرار الترخيص بإقامة صلاة التراويح يشمل أزيد من 17 ألف مسجد عبر التراب الوطني، كثير منها تواجه عجزا في عدد المؤطرين.
وناشد جلول حجيمي وزارة الشؤون الدينية تعميم السماح بإقامة صلاة التراويح عل المصليات المنتشرة بالمناطق النائية والصحراوية والمداشر، لتمكين سكانها من ممارسة هذه الشعيرة على غرار باقي مناطق الوطن، مؤكدا بأن المسافة التي تفصل المناطق المعزولة عن التجمعات السكنية الحضرية سيحرم نسبة هامة من المواطنين من الالتحاق بالمساجد لأداء التراويح.
ويعتقد المتحدث بأن صغر مساحة المصليات سيساعد مؤطريها على تطبيق البروتوكول الصحي والتحكم في الأمر بشكل جيد، دون تعريض المصلين إلى أي مشاكل صحية تذكر، كما طرح المصدر إشكالية استمرار غلق أماكن الوضوء بسبب انتشار فيروس كورونا، قائلا إن هذا الإجراء الاحترازي قد يؤثر على فئة من المصلين لا سيما المصابين بمرض السكري، مقترحا إعادة فتحها في ظل التطبيق الصارم للشروط الصحية، لرفع الحرج عن شريحة من المصليين ممن يعانون من أمراض مزمنة.
وأوضح من جهته رئيس المجلس المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية جمال غول في اتصال معه، بأن عديد المساجد انطلقت مبكرا في التحضير لشهر رمضان، بداية بالحصول على تراخيص من مديريات الشؤون الدينية للاستعانة بمقرئين متطوعين خلال صلاة التراويح، وكذا بإعادة تهيئة الفضاءات والمساحات المتوفرة لاستقبال المصلين، بعد قرار وزارة الشؤون الدينية بالسماح للنساء بأداء التراويح.
وأضاف الأستاذ غول بأن كافة المساحات الموجودة على مستوى المساجد كانت تستغل لاستقبال المصلين الرجال، ومع توقع ارتفاع عدد المصلين خلال الشهر الفضيل وجب على المؤطرين تهيئة كل الفضاءات الممكنة حتى يسمح للجميع بأداء الصلاة في ظل البروتوكول الصحي، مع ضمان التباعد الجسدي بين المصلين.
 واقترح رئيس المجلس المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية على غرار الأستاذ جلول حجيمي توسيع قرار الترخيص بإقامة صلاة التراويح باتخاذ إجراءات أخرى، من بينها السماح بتنظيم دروس الوعظ من طرف الأئمة قبيل إقامة صلاة التراويح، طالما أن المساجد ستفتح أبوابها ربع ساعة قبل حلول موعد أداء هذه الصلاة، لذلك يمكن وفق تقديره استغلال هذا الوقت لإرشاد ونصح الناس، قائلا إن هذه الدروس جد مهمة خلال شهر رمضان.
وأكد المتدخل بأن التحضير لرمضان تضمن أيضا الجانب الخيري، بمناشدة المحسنين لمساعدة الفئات الهشة والفقيرة على تأمين قفة رمضان، عبر المساهمة في جمع الإعانات من مواد غذائية ومستلزمات مختلفة خاصة بالشهر الفضيل، وإعداد قوائم المحتاجين والمعوزين على مستوى الحي، فضلا عن التحضير لإقامة مطاعم الرحمة أو عابري السبيل وفق الشروط الصحية، وهي كلها مبادرات تم إطلاقها مبكرا في انتظار صدور قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بخصوص صلاة التراويح، التي تم منعها السنة الماضية بسبب تدهور الوضع الصحي نتيجة انتشار فيروس كورونا.  
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى