لم يحقق الناخب الوطني جمال بلماضي، كل هذه الانتصارات والمكاسب مع الخضر بمحض الصدفة، بل كانت نتاج عمل جبار قام به الأخير منذ أول يوم استلم فيه زمام العارضة الفنية خلفا لرابح ماجر، أين أحدث ثورة على التشكيلة والفريق ككل، بداية بضخ دماء جديدة لم تكن ضمن حسابات الطواقم الفنية السابقة، في صورة يوسف بلايلي، فضلا عن إعادة الاعتبار،  لعناصر عانت التهميش على مدار عدة سنوات، على غرار مهاجم السد القطري بغداد بونجاح.
وتوضح الإحصائيات والارقام، انه ومنذ وصول بلماضي لتولي منصب الناخب الوطني، فان كل من محرز وبونجاح وبلايلي، أسهموا لوحدهم بـ44 هدفا من اصل 54 هدفا سجلت بمختلف المنافسات، وهو رقم كبير للغاية، ويؤكد نجاح بلماضي في رهانه على بعض الأسماء، على غرار بلايلي وبونجاح، حيث فضلهما على عناصر ناشطة في أوروبا وتفوقهما خبرة، في شاكلة براهيمي وسليماني، أين خطف بلايلي مكانة لاعب الريان القطري، فيما استغل بغداد وضعية سليماني غير المريحة مع فريقه ليستر سيتي، من أجل الانقضاض على المنصب الأساسي.
وبمجرد منح الفرصة لبلايلي وبونجاح لمزاملة القائد رياض محرز في الخط الأمامي، حتى نجح هؤلاء في تقديم عروض مميزة لاقت إعجاب الجميع، بداية بنهائيات كأس أمم إفريقيا، أين خطف الثلاثي السالف الذكر كافة الأضواء، وأسهم بشكل كبير في حصد التاج القاري، الغائب عن خزائن الخضر منذ 29 عاما.
محرز الذي لم يجد ضالته مع عديد الأسماء السابقة، ظهر في أوج عطاءاته مع بلايلي وبونجاح، حيث سجل ثلاثة أهداف كاملة في «كان» مصر، فيما بصم بونجاح على هدفين، وأما بلايلي فسجل هدفا واحدا وزنه من ذهب أمام السنغال، فضلا عن تألقهم بالتمريرات الحاسمة لبقية الزملاء.
وتعكس الأرقام والإحصائيات المبهرة للثلاثي بونجاح ومحرز وبلايلي، سر تمسك الناخب الوطني، بالثنائي المحترف بالدوري القطري، لمزاملة نجم مانشيستر سيتي الإنجليزي في الخط الأمامي، رغم وجود المخضرم إسلام سليماني مهاجم ليون الفرنسي، وسعيد بن رحمة جناح ويست هام الإنجليزي، فضلا عن عدة أسماء أخرى قادرة على خطف مكانة أساسية، في صورة براهيمي وديلور وبولاية.
ويتصدر بغداد بونجاح لائحة الهدافين في عهدة جمال بلماضي، بعد أن سجل 14 هدفا، يليه المايسترو رياض محرز بـ (11) ثم المبدع يوسف بلايلي بـ (5)، بجانب التمريرات الحاسمة.
وعلى صعيد التمريرات الحاسمة، اعتلى القائد محرز القائمة بـ6 تمريرات، ثم بونجاح (5) وأخيرا بلايلي (3)، وكلها أمور ستدفع الناخب الوطني، لا محالة لمواصلة الاعتماد على خدمات هذا الثلاثي خلال التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، خاصة بعد أن وقف بلماضي على نجاعة محرز وبلايلي وبونجاح في لقاء بوتسوانا الأخير، أين كسبوا عديد النقاط الإضافية، على حساب بقية الأسماء، حتى وإن تألق البدلاء في صورة رشيد غزال وفريد بولاية وإسلام سليماني.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى