دعا الخبير الأمني أحمد كروش أمس الشركاء السياسيين والمترشحين للانتخابات التشريعية القادمة، إلى الابتعاد عن الخطابات المستفزة والقائمة على الكراهية والعنصرية والتحريض، لسد الباب أمام الأطراف التي تستهدف استقرار البلاد، عبر إضعاف مؤسساتها وتأجيج الشارع.
وأكد الخبير الأمني في تصريح "للنصر" أن الجزائر مستهدفة من قبل جهات تريد دفعها إلى مرحلة انتقالية، عبر إضعاف مؤسساتها وتفكيك الجبهة الداخلية وضربها، لتهيئة الأرضية للتدخل الأجنبي، مستعملة في ذلك شتى الوسائل، من بينها حركة الماك الانفصالية، التي تعد اليد المنفذة لما يخاط في الخارج.
ويرى المصدر بأن استهداف الجزائر ليس وليد اليوم، بل يعود إلى العهد الاستعماري، ذلك أن الجزائر لم تحارب فرنسا فقط، بل كافة الحلف الأطلسي، الذي تضامن مع المستعمر، وما حققه الشعب الجزائري الأعزل من انتصارات ما يزال غصة في حلق الدول التي تكن العداء له.
وتجلت محاولات زعزعة استقرار الجزائر عبر عدة محطات أليمة مرت بها، من أبرزها العشرية السوداء، وما عانته البلاد من ويلات الإرهاب، قصد إخضاعها وإفشالها، ويضيف المتحدث، بأنه عندما أخفقت هذه المحاولات لجأت ذات الأطراف إلى استغلال الحركات الانفصالية، على غرار الماك ورشاد، وهي كلها جماعات إرهابية، تسعى لزرع الفوضى وعدم الاستقرار لتسهيل التدخل الأجنبي.
ويعتقد المتحدث بأن الأزمة التي مر بها العالم العربي أو ما يعرف بموجة الربيع العربي التي أضعفت عدة دول، ما تزال يستهدف الجزائر، التي ظلت صامدة متماسكة، محافظة على استقرارها ووحدة شعبها، في محيط مشتعل ومزعزع أمنيا، ويعود الفضل في ذلك إلى قوة المؤسسة العسكرية، والمستوى العالي من الوعي الذي أبانه الشعب.
ولم تتخل نفس الجهات عن مخططاتها، فبعد فشلها في اختراق الحدود، فقد حاولت تفكيك الجبهة الداخلية بشتى الطرق، من بينها اللعب على الاختلافات العرقية والمذهبية، ولكنها لم تنجح في ذلك أيضا، والآن تريد ضرب العروة الوثقى التي تربط بين الجيش والشعب، عبر الأصوات التي تستغل الحراك الشعبي لاستهداف المؤسسة العسكرية.
ويؤكد الأستاذ أحمد كروش بأن الزج بالبلاد إلى المجهول وإلى مرحلة انتقالية غير مضمونة العواقب، ما يزال هدفا بالنسبة للجهات التي تكن لنا العداء، إذ لم تتوقف المحاولات التي ترمي إلى ذلك منذ 2019، عبر استغلال كافة الطرق لإضعاف مؤسسات الدولة، ومن تم تمهيد الطريق للاستعانة بالأجنبي، غير أن هذا التكتيك باء بالفشل بفضل وعي الشعب الذي أصر على رفض الانزلاق.
كما باءت الاستفزازات التي استهدفت عناصر الأمن خلال الحراك الشعبي، لدفعه إلى العنف وإسالة الدماء بالفشل، ولم تمكن أصحابها من تحقيق أهدافهم، لذلك لجأوا مؤخرا إلى استقدام السلاح والمتفجرات وإدخال أناس من خارج التراب الوطني عبر الحركة الانفصالية "الماك"، لخلق الفوضى وسط الحراك، كإطلاق النار مثلا أو وضع متفجرات، بغرض خلط الأوراق، والزج بالبلاد إلى موجة أخرى من العنف، ومن تم تركيب أفلام وأشرطة وإرسالها إلى الخارج، لطب النجدة، مع استغلال منصات التواصل الاجتماعي لتأجيج الشارع، وتدويل القضية الجزائرية.
وشدد المتحدث في هذا السياق على ضرورة الحفاظ على مستوى الوعي الذي أبانه الشعب، والعمل على تقوية الجبهة الاجتماعية، وكشف كافة المؤامرات التي تستهدف البلاد، على غرار ما قامت به مؤخرا وزارة الدفاع الوطني، بإصدار بيان بخصوص العملية التي كانت تحضر لها "الماك"، لا سيما وأن بيان الجيش سمى الأشياء بأسمائها لفضح المستور.
وبشأن الانتخابات القادمة، استبعد الخبير الأمني تأثير هذه المحاولات على السير العادي لها، بفضل تجربة الجزائر في تنظيم هذه المواعيد وإنجاحها، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها، التي لم تمنع من السير العادي لجميع الاستحقاقات، وتوفير الأجواء الملائمة التي تسمح للشعب بالتعبير عن أرائه.  
ودعا الخبير الأمني المترشحين والشركاء السياسيين للابتعاد عن خطابات الكراهية والمستفزة التي تؤجج الشارع، وتبني بدلها الخطاب المسؤول، مقترحا التوقيع على ميثاق شرف بين الفاعلين السياسيين، لحظر الخطاب التحريضي أو القائم على الكراهية والتمييز العنصري خلال الحملة
 الانتخابية.                       
    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى