ابتعدت برامج «الكاميرا الخفية» هذه السنة عن العنف و الاستفزاز و الإثارة، و اقتربت أكثر من المواضيع الاجتماعية و الفنية في قالب ترفيهي محض.
المتابع لبرامج «الكاميرا الخفية» التي تبث عبر مختلف القنوات الجزائرية، يلاحظ تغييرا في  مضامينها، مقارنة بالمواسم الفارطة، حيث ركزت بشكل ملحوظ على الجانب الاجتماعي بطريقة لا تخلو من الضحك و المتعة، كما هو الحال بالنسبة ل»النيف و الخسارة» و هو عبارة عن كاميرا خفية اجتماعية تلامس  قلوب الجزائريين، و تشجعهم على التضامن و التكافل ضمن قالب هزلي خفيف.
و يوجد عدد لا بأس به من البرامج الفكاهية الأخرى التي تبث  منذ  بداية  شهر رمضان، على غرار حصة « واش رايك فيا» و هي عبارة عن مقلب هزلي يتم إيقاع المواطنين به، بمشاركة فنان، و كذلك برنامج « لكلوفي» و «غير عس روحك» و «الورث « و برامج أخرى لم تتعد هذا العام عتبة الضحك و المقالب الساخرة، بطريقة لطيفة و مقبولة إلى حد بعيد . و خلت هذه المرة معظم برامج الكاميرا الخفية من التجاوزات المسجلة خلال السنوات الفارطة و التي كانت تكرس العنف اللفظي و الجسدي بطريقة استفزازية وصلت حد المساس بكرامة الضيوف من المواطنين العاديين و بعض الشخصيات العامة من الفنانين و المثقفين،  و منهم من كانوا ضحايا لبعض المقالب المحرجة و المستفزة ،  على غرار ما حدث للكاتب رشيد بوجدرة قبل سنوات عند نزوله ضيفا على إحدى هذه الحصص، ما حرك  مثقفين و أدباء من خارج و داخل الوطن، فأصدروا بيانا يستنكرون فيه ما تعرض له الكاتب المعروف من إهانة ، كما أصدر قبل سنتين المجلس الجزائري لحقوق الإنسان بيانا يدعو من خلاله السلطات القضائية لتطبيق القوانين السارية في حق بعض برامج «الكاميرا الخفية» التي تنشر العنف ضد المرأة و التمييز بين الأشخاص . و أثار هذا النوع من البرامج جدلا واسعا داخل المجتمع الجزائري، و مع تزايد عددها  في المواسم السابقة، تولدت حالة من الغضب لدى المشاهد الجزائري، و تعالت الدعوات لتدخل سلطة الضبط السمعي البصري و وزارة الاتصال ، من أجل وضع  حد لهذا النوع من البرامج  الفارغة من الإبداع و المحتوى، و التي كانت تركز بشكل كبير على مشاهد الضرب و الإساءة و تضع الضيوف في إحراج كبير ، و قد توعدت سلطة الضبط  في بيان صادر عنها باتخاذ إجراءات  صارمة ، داعية وسائل الإعلام السمعية و البصرية إلى  الانتقاء الدقيق للأعمال الفنية والدرامية التي تعرض في رمضان، بما يخدم الإبداع والمجتمع.
كما شددت ذات الهيئة على أهمية اعتماد الطرح الجدي و العميق للظواهر الاجتماعية عبر مختلف الإنتاجات من مسلسلات، سيت كوم، الكاميرا الخفية وغيرها من الأعمال التي غالبا ما كانت تستغل في السنوات الماضية في الاستفزاز و الإثارة المجانية، ، وأكدت الهيئة على ضرورة انتقاء الأعمال الفنية القريبة من معايير الجودة و الإبداع، سواء تعلق الأمر بالأعمال الدرامية أو الفكاهية أو المضامين
 الإشهارية.
وهيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى