يحيي الشعب الفلسطيني وأحرار العالم الداعمين للقضية الفلسطينية، يوم السبت 15 ماي، ذكرى ال73 للنكبة، لكن في ظل تحولات مفصلية أعادت القضية الفلسطينية الى دائرة الاهتمام الدولي والاقليمي، في ظل مقاومة تصعيد العدوان الصهيوني.

وتأتي الذكرى الـ 73 للنكبة وسط اعتداءات صهيونية في حق الشعب الفلسطيني، يميزها العدوان على قطاع غزة، منذ الاثنين الماضي، عقب تحرك سكان هذه الأخيرة رفضا لاستباحته لباحات المسجد الأقصى، واخلاء سكان حي الشيخ جراح، في القدس المحتلة، والذي يعيد الى الاذهان سنوات طوال من "المعاناة والمجازر التي ترتكب في حق شعب أعزل".

و يذكر تاريخ الـ 15 من مايو، بميلاد كيان صهيوني في قلب الأمة العربية والاسلامية على أرض فلسطين، حيث تم تهجير أكثر من 750.000 فلسطيني في سنة 1948، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية وتغيير ملامح الخريطة في المنطقة، والتي لاتزال تبعاتها قائمة الى هذا اليوم.

وأكدت السفارة الفلسطينية في الجزائر، في بيان لها، أن الذكرى الـ 73 للنكبة تأتي "وشعبنا أكثر التصاقا بأهدافه الوطنية، ومتمسكا بالحقوق بالعودة والدولة، لن تنكسر ارادة شعبنا يوما بعد يوم يزداد يقينا بان النصر آت".

وقالت السفارة أنه "ورغم كل السنين التي مرت، لازال شعبنا متسلحا بحقه في العودة الى الوطن الأم فلسطين، الى قراه ومدنه، الى حقله وبيته، التي اجبر على هجرها، بقوة الاحتلال الصهيوني، بعمل ممنهج بمجازر القتل والسلب والدمار"، مردفة أن النكبة "حولت الشعب الفلسطيني من " مجتمع آمن ومستقر في وطنه.. الى شعب متشرد لاجئ في اصقاع الدنيا، أصبح في مخيمات البؤس والحرمان والوجع والتشرد".

وأشارت السفارة في بيانها إلى أن ذكرى النكبة الـ 73 تعتبر "وقفة لتجديد العهد بوعد الاباء والاجداد للشهداء وللأسرى وللجرحى، ولعذابات اهلنا في الوطن والشتات، ومخيمات الصمود"، مضيفة "سنمضي في هذا الطريق الذي اخترناه منذ الايام الاولى، لتأسيس المستوطنات الصهيونية في أرضنا فلسطين".

وأبرزت سفارة فلسطين أن "طريق النضال.. طريق مقاومة المحتل، نحن اليبوسيين الكنعانيين، نحن العرب، نحن حبة القمح الأولى، نحن الفلسطينيين أصحاب الأرض والمقدسات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لنا المستقبل والانتصار ولعدونا الهزيمة والاندثار".

للإشارة، تحل اليوم السبت، الذكرى ال73 للنكبة الفلسطينية، في ظروف أكثر تعقيدا عما مضى، في ظل تصعيد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الأمر الذي أدى الى ارتفاع  عدد القتلى والمصابين الفلسطينيين منذ يوم الاثنين الماضي إلى 140 من بينهم 40 طفلا و20 سيدة وحوالي 1.000 إصابة بجروح مختلفة في أحدث حصيلة رسمية لوزارة الصحة الفلسطينية.

كما تأتي الذكرى، في ظل اعلان بعض الأنظمة العربية، رسميا، عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، على غرار الامارات والبحرين والسودان والمملكة المغربية، الى جانب إصرار المحتل الإسرائيلي على المضي قدما في سياسته التوسعية على حساب أرض فلسطين التاريخية، وسط صمت دولي رهيب وبدعم أمريكي من خلال ما يعرف ب"صفقة القرن".

ويستحضر الفلسطينيون في ال15 مايو من كل عام ذكرى اليوم الأكثر دموية وتهجيرا للفلسطينيين من أرضهم، وتوزيعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، والذي شكل بداية "مأساة شعب بأكمله".

فقبل أكثر من سبعة عقود من الزمن، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية، بالاستيلاء على أغلبية الأراضي الفلسطينية وطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من أراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين، كما اقترف مجازر فضيعة بحق القرويين، وقام بإحراق قراهم وهدم أكثر من 500 قرية واستبدالها فيما بعد بقرى يهودية، كما أقدم على طرد أغلبية القبائل البدوية من النقب.

وأج

الرجوع إلى الأعلى