تمكّن فريق من المهندسين المعمارين من إطلاق أول ورشات دورية و تكوينية في الهندسة المعمارية لفائدة الأطفال ما دون سن الـ15، بغية إشراكهم في تطوير أحيائهم و مدنهم وفق منظور مختلف.
تحت اسم "المهندس الصغير"، اختار فريق من المهندسين المعمارين على مستوى الجزائر العاصمة هذا الاسم، ليكون عنوان ورشات تكوينية دورية لفائدة الأطفال، بعد أن رأت فيها صاحبة الفكرة و مسيّرة المشروع، المهندسة المعمارية آجطوطاح ريمة، الخيار الأمثل للخروج عن التقليد في النشاطات خارج الدراسة التي يمارسها الأطفال بالجزائر، و من أجل تنمية قدراتهم و فتح تفكيرهم أمام ما يمكن أن يكونوا في المستقبل أو المهن التي يختارونها.
و كشفت المكونة و المهندسة المعمارية آمدار نبيلة التي تمثل واحدة من فريق العمل للنصر، أن النادي الذي باشر نشاطه رسميا بداية العام الجاري، كان محل تفكير و تخطيط قبل 6 أشهر، بغية إدخال تكوينات حديثة غير متاحة في الجزائر و يستفيد منها الأطفال مستقبلا، و أضافت المهندسة أن اختيار التكوين في مجال الهندسة المعمارية للأطفال، جاء أيضا بهدف تسهيل الخيار على الأبناء مستقبلا في تكويناتهم الجامعية.
النشاط الممارس من قبل فريق المهندسين الذي يشكل في الأساس مكتب دراسات معتمد يزاول نشاطه بشكل عادي، و استنادا إلى ذات المصدر، يستهدف فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 15 سنة، علما أنه يجري تقسيمهم إلى 3 أفواج حسب السن، مؤكدا أن أكثر المسجلين في هذه الورشات هي فئة الأطفال ما بين 12
و 13 سنة من الذين يحملون شغف الهندسة و يحلمون بأن يكونوا مهندسين مستقبلا. و بخصوص ما يتم تلقينهم في هذه الدورات، فقد كشفت المهندسة آمدار أنهم يلقنونهم أساسيات الهندسة المعمارية، و يمكنونهم من اكتشاف خبايا الهندسة، تاريخها، فضلا عن الورشات التي تمكنهم من إنجاز مجسمات و تحقيق مشاريع مصغرة يصنعونها بأنفسهم بحسب قدرات الأطفال، كالبنايات، التلوين و غيرها، ليكتسبوا في النهاية مهارات إتقان رسم نمط مسطح للمنزل، معرفة المفردات المعمارية الأساسية، إضافة إلى تعلم التجميع ثلاثي الأبعاد للنموذج.
كما تهدف الدورات أيضا لتمكين الأطفال من التعرف على أنفسهم كممثلين
و مستخدمين للبيئة التي يعيشون فيها، و كذا بناء أسس المواطنة النشطة
و الواعية بشكل تدريجي، من خلال هذه الورشات التي تتيح لهم فرصة اكتشاف أساسيات العمارة، و أدوات تمثيل المشروع المعماري و المشاريع التنموية أو الإنشاءات سريعة الزوال، عبر تخيل طرق جديدة للعيش من خلال صناعة نماذج تساهم في تعميق مفاهيم الهندسة المستوية و الهندسة في الفضاء.
كما كشفت المهندسة عن التحضير لخرجات ميدانية تعلم الأطفال تاريخ الهندسة و التي ستكون قصبة الجزائر إحدى محطاتها، إضافة إلى أهم المعالم الهندسة بالعاصمة، و هو كل ما أكدت أنه لقي إقبالا لم يكن متوقعا من طرف الأولياء الذين استحسنوا هذه الفكرة الجديدة
و التي تستهوي الأطفال خاصة و أنها تطبيقية، و ما شجع على وضع مخطط سنوي للعمل لأجل النادي و تطويره و تمكين أكبر عدد ممكن من الأطفال من الاستفادة بالنظر لزيادة الإقبال بحسب قولها.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى