* الإدارة وضعت نفسها في خدمة لوبيات الفساد        * كل شيء كان يتقرر في فيلا تقع في مرتفعات العاصمة
تحدث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في الحوار الذي أجراه مع أسبوعية «لوبوان» الفرنسية، عن الأوضاع التي عاشتها البلاد قبل الانتخابات الرئاسية لديسمبر 2019، وقال إن «البلاد كانت على حافة الهاوية»، وإنها كانت أقرب «لجمهورية موز»، حيث كان كل شيء يتقرر في فيلا تقع في مرتفعات الجزائر العاصمة. مضيفا أن الهبة الشعبية، المتمثلة في الحراك الأصيل والمبارك أوقفت انحلال الدولة بإلغاء العهدة الخامسة.
وقال الرئيس إن العهدة الخامسة، كانت ستمكن العصابة، «تلك المجموعة الصغيرة التي استولت على السلطة وحتى على صلاحيات الرئيس السابق بالعمل باسمه، لتسيير البلاد». وأضاف «انه لم تعد هناك أية مؤسسات فاعلة، فقط مصالح مجموعة ناتجة عن نظام الفساد»، مؤكدا أنه «لذلك كان من الضروري إعادة بناء الجمهورية، بما يتضمنه ذلك من مؤسسات ديمقراطية».
ويؤكد الرئيس، بأن مؤشرات الانهيار كانت بداية منذ 2017، أي خلال فترة تعيينه على رأس الحكومة، وتابع قائلا «لقد كنت فعلا على قناعة في 2017، بأن الجزائر كانت تتجه مباشرة إلى الهاوية، وأنه إذا استمر تدهور المؤسسات، فان ذلك سيؤثر أيضًا على الدولة-القومية ذاتها، وليس السلطة وحدها»، ليؤكد في ذات الصدد «كنا نشبه أكثر فأكثر، جمهورية من جمهوريات الموز، حيث كان كل شيء يتقرر في فيلا تقع في مرتفعات الجزائر العاصمة».
ويوضح رئيس الجمهورية، أن مؤسسات الدولة» أصبحت شكلية بحتة»، باستثناء الجيش الذي استطاع الحفاظ على مكانته»، واعتبر انه كان من الواجب التحرك، حيث أعلن كوزير أول، أمام البرلمان، أن الخلاص سيأتي من الفصل بين المال والسلطة. ولقد دفعت أنا وعائلتي الثمن، لكن هذا يعد جزءا من مخاطر ممارسة السلطة».
واعتبر الرئيس تبون  في هذا السياق انه «عندما تبتلى السلطة بمصالح شخصية، فإنها تدافع عن نفسها بطريقتها الخاصة. ويمكن أن تصبح مهاجمة هذا النظام مميتة وخطيرة جدا، مضيفًا أن «جزءًا من الإدارة، التي من المفترض أن تكون محايدة وتخدم المواطنين، وضعت نفسها في خدمة لوبيات الفساد، التي يطلق عليها خطأ «الأوليغارشية»، لأن الأمر يتعلق أكثر بمجموعة من اللصوص».
كما أشار الرئيس تبون إلى أنه لم يكن مرشح حزب سياسي، بل مرشح الشعب والشباب اللذين يعتبرهما «ركيزتين» يعتمد عليهما كثيراً. وقال في هذا الخصوص، «لم أكن مرشح حزب، بل مرشح الشعب والشباب، وهما ركيزتان أعول عليهما كثيرًا»، معربًا عن أسفه لكون «العديد من أحزابنا لا تمثل تيارًا من الأفكار، لكنها مبنية على شخص يخلد على رأسها، دون أي رغبة في الانفتاح أو الإصلاح»، مضيفا «يجب الانتباه هنا، أنا لا أقول بأنني لا أؤمن بالطبقة السياسية، لكنها تمثل القليل مقارنة بالشعب».
وعلى صعيد آخر، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر بلد «يسهل العيش فيه» وأن «ثقافة التضامن لدينا استثنائية، كما رأينا ذلك خلال الأزمة الصحية: حيث ضاعف المواطنون المبادرات لمساعدة بعضهم البعض». كما أشار إلى أن الصحة والتعليم في الجزائر «مجانيان» و أنه «مقارنة بالدول المجاورة، كان لدينا عدد قليل من المجندين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، ولدينا عدد أقل من الحراقة، وفقًا لإحصاءات مراكز الاحتجاز في إسبانيا وإيطاليا». وختم رئيس الجمهورية حديثه بالقول «يمكن أن نكون سعداء، لكن علينا أن نتحلى بالشجاعة لرؤية بلدنا بشكل مختلف. يمكن أن نكره تبون، لكن لا
 نكره بلدنا».                                             ع س

الرجوع إلى الأعلى