•يجب الاستثمار في ترسانة المواهب المكتشفة
          • لا يمكن الحديث عن المنطق في بطولة نشّطها 12 فريقا
اعتبر مدرب اتحاد الشاوية حسين زكري مشوار فريقه في بطولة الرابطة الثانية للموسم المنقضي ناجحا إلى أبعد الحدود، وأكد بأن احتلال الصف الثالث في المجموعة الشرقية يتجاوز عتبة الهدف الذي كان مسطرا، ولو أننا
 ـ كما قال ـ " كنا قادرين على تحقيق الأفضل لو توفرت الامكانيات المادية".
وأرجع زكري في حوار مع النصر تألق فريقه، إلى جدية العمل المنجز على مدار موسم كامل، خاصة وأن سياسة التشبيب المنتهجة من طرف اللجنة المسيرة قابلها ـ على حد تصريحه ـ " تجاوب كبير من اللاعبين مع طريقه العمل، وذلك بالسعي لرفع التحدي"، فكانت ثمار ذلك خطف الاتحاد الأضواء، وظهوره كقوة ضاربة في البطولة، والتتويج باللقب كان حلما قابلا للتجسيد ميدانيا.
ما تقييمكم للمشوار الذي أداه الفريق، خاصة وأن حلم التتويج باللقب ظل يراودكم إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة؟
الحقيقة، أن إنهاء البطولة في المرتبة الثالثة يتجاوز حدود الأهداف التي كانت إدارة النادي قد سطرتها قبل انطلاق المنافسة، لأن ضمان البقاء بكل أريحية في الرابطة الثانية كان هدفنا الرئيسي، وذلك بمراعاة الإمكانيات التي يتوفر عليها الفريق، والحديث عن التتويج باللقب والتمسك بحظوظنا إلى غاية الجولات الأخيرة من البطولة، كان مجرد طموح كبر في قلوب اللاعبين والمسيرين والأنصار، بالنظر إلى النتائج الإيجابية المحققة، وعليه فإننا لا نتحسر على تضييع فرصة التتويج باللقب، بل نرفع قبعة التحية لكل من ساهم في تأدية هذا المشوار الناجح، والذي كان يتماشى ومكانة اتحاد الشاوية في الساحة الكروية الوطنية، لأن الفريق كان من بين المرشحين على الورق للتنافس على الصعود في المجموعة الشرقية، بالنظر إلى سمعته وعراقته، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يكون المعيار الذي يجب أخذه بعين الاعتبار للحديث عن طموحات وأهداف كل فريق، لأن الإمكانيات المادية أصبحت العامل الأبرز في تحديد الأهداف.
لكنكم كنتم قريبين من المنصة لولا إهدار العديد من النقاط داخل الديار؟
كما سبق وأن قلت، فإن الرغبة الكبيرة في رفع التحدي ساهمت بشكل مباشر في ظهور اتحاد الشاوية كواحد من بين المتنافسين على ورقة اللقب، خاصة وأن سلسلة النتائج الإيجابية كانت قد أعطت المجموعة دافعا معنويا كبيرا، وفتحت باب التفاؤل على مصراعيه، رغم أن خارطة الطريق التي رسمتها اللجنة المسيرة بالتنسيق مع الطاقم الفني لم تتغير طيلة الموسم، وظلت مقتصرة على حصر الهدف في ضمان البقاء بكل أريحية، مع مواصلة المشوار دون فرض أي ضغط إضافي على اللاعبين، فكانت حصيلة ذلك البقاء في سباق الصعود، وقد لعبنا آخر حظوظنا في عنابة، وكنا الأقرب لاعتلاء الصدارة في تلك المواجهة لولا بعض الظروف الاستثنائية، والتي أجبرتنا على الاكتفاء بنقطة التعادل في تلك القمة، لأن هذه النتيجة كانت بمثابة أفضل رد ميداني على كل من شكك في قوة اتحاد الشاوية هذا الموسم، وقد لعبنا تلك المقابلة من أجل الدفاع عن آخر حظوظنا في الصعود، لأننا لو فزنا في عنابة لكان اللقب من نصيبنا، دون وجود أي نية في تقديم خدمة لطرف آخر، والوضعية في نهاية الموسم لا تدفعنا إلى التحسر على ما ضاع، خاصة وأننا أهدرنا 9 نقاط بأم البواقي، لكن  الهزيمة المفاجئة التي تلقيناها في عقر الديار في الجولة الخامسة أمام دفاع تاجنانت تبقى أهم منعرج يمكن التحسر عليه في هذا المشوار، لأن ذلك التعثر كلفنا الكثير، ورد فعل اللاعبين أمام ذات المنافس في مباراة الإياب بتاجنانت كان قويا وصريحا، بتحقيق أثقل نتيجة في البطولة.
وما سر تحدي اللاعبين لمشكل نقص الإمكانيات المادية، والظهور كقوة ضاربة
في البطولة؟
سياسة إدارة النادي كانت واضحة منذ البداية، وذلك بالمراهنة على عناصر شابة، وتأطيرها ببعض اللاعبين من أصحاب الخبرة، لأن الموسم كان استثنائيا، ولعب بطولة في فوج من 12فريقا ليس بالأمر السهل، لأن فرص تدارك التعثرات ضئيلة، وحسابات السقوط كانت صعبة، لأن التدحرج إلى القسم الثالث كان المصير الحتمي لثلث تركيبة المجموعة، وعليه فإن الابتعاد عن منطقة الخطر مبكرا كان هدفنا الرئيسي، قبل السعي لرفع التحدي، والمشوار المميز الذي أديناه في البطولة كان بفضل العمل الجبار الذي قمنا به في فترة التحضيرات، لأننا كنا قد شرعنا في العمل الميداني قبل باقي الأندية، وهذا ما ساعدنا على كسب "أفضلية" كبيرة، خاصة في الجولات الأولى من الموسم،  رغم أننا عانينا بالموازاة مع ذلك مع مشكل كثر الإصابات، ببقاء العديد من الركائز خارج نطاق الخدمة في مرحلة جد حساسة من المنافسة، ومع ذلك فإن الفرصة كانت مواتية لبروز بعض الشبان، خاصة وأن تعدادنا كان يضم 7 لاعبين من الرديف، وهذا أهم مكسب خرج به الفريق من مغامرته هذا الموسم.
وهل يمكن القول بأن المنافسة خضعت للمنطق في المجموعة الشرقية ؟
ليس من السهل الحديث عن المنطق في بطولة نشطها 12 فريقا، وكان فيها السقوط مصير 4 منها، رغم أن سباق اللقب كان ساخنا، في وجود العديد من الأندية التي كنا تتنافس على التاج، منها مولودية قسنطينة  واتحاد خنشلة، إضافة إلى الثلاثي الذي ظل يتسابق إلى غاية آخر جولتين من المشوار، لكن باقي الأندية كانت تصارع من أجل الخروج من منطقة الخطر، والمعطيات ظلت تتغير من جولة لأخرى، إلا أن هناك بعض الفرق استسلمت مبكرا للأمر الواقع، منها دفاع تاجنانت ومولودية باتنة، قبل أن يلقى شباب أولاد جلال وجمعية الخروب نفس المصير في الجولات الأخيرة من البطولة، وذلك لا يعني بأن البطولة كانت سهلة، بل أن الخروج من هذا الموسم الاستثنائي بسلام كان يتطلب تضحيات كبيرة، والتفكير في المرحلة المقبلة بالنسبة لاتحاد الشاوية لا بد أن ينطلق من الاستثمار العقلاني في الثمار التي قطفناها هذا الموسم، بعد اكتشاف ترسانة من المواهب الشابة، والقادرة على إعطاء الإضافة المرجوة، وبناء ركائز أساسية للتعداد بأقل تكلفة مالية.
حاوره: ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى