كرست مخلفات الجولة الثلاثين لبطولة الرابطة المحترفة الأولى الوضع القائم على مستوى قمة هرم الترتيب، وذلك بتواصل جدلية الصراع الثنائي من أجل التتويج باللقب، بين الرائد الحالي وفاق سطيف ووصيفه شباب بلوزداد، في أعقاب افتراق الفريقين على التعادل السلبي في قمة الموسم التي جمعتهما بعاصمة الهضاب، وهي نتيجة تخدم مصلحة أبناء «العقيبة» أكثر من «النسر الأسود»، وتطيل «السيسبانس» في الجولات الثمانية المتبقية، في الوقت الذي اتضحت فيه الرؤية نسبيا على مستوى مؤخرة الترتيب، لأن فرق شبيبة سكيكدة، أهلي البرج واتحاد بلعباس وضعت القدم الأولى في القسم الثاني، وتبقى تنتظر التعرف على هوية مرافقها الرابطة على متن قطار النزول.
بقاء دار لقمان على حالها على مستوى الواجهة الأمامية، جسد تراجع وفاق سطيف بشكل ملحوظ في الأربع الجولات الأخيرة، والتعادل في عقر الديار مع الملاحق المباشر، جعله يهدر فرصة ذهبية لمد خطوة عملاقة نحو منصة التتويج، في قمة لم ترق إلى المستوى المطلوب من حيث المستوى الفني، وخرج منها شباب بلوزداد بنتيجة تسمح له بالتشبث أكثر بحظوظه في المحافظة على لقبه، على اعتبار أنه جسده عودته القوية إلى الواجهة، منذ تفرغه من المنافسة القارية، وأبقى على الفارق الذي يفصله عن قائد القافلة في حدود نقاط مقابلة واحدة، في انتظار تسوية الرزنامة، وهي معطيات تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه في الربع الأخير من الموسم، مع بقاء تاج البطولة في المزاد، ومحل صراع ساخن بين الطرفين.
افتراق ثنائي الصدارة دون فائز، لم يحسن استغلاله ثالث أطراف معادلة اللقب، فريق شبيبة الساورة، الذي اكتفى بدوره بنقطة واحدة في هذه المحطة، بعد تسجيله تعادلا داخل القواعد كان بطعم الخسارة، لأنه جعل «نسور الجنوب» تخسر نقطتين من ذهب في حسابات البطولة، في تعثر هو الثاني من نوعه للشبيبة في عقر الديار هذا الموسم، حيث أجبرت على اقتسام الزاد مع مولودية وهران في قمة تقليدية كان فيها أهل الدار السباقين للتهديف بواسطة حميدي، لكن البديل خطاب أعاد الأمور إلى نصابها، لتقلص هذه النتيجة من حظوظ شبيبة الساورة في خطف اللقب، وتسمح بالمقابل بفتح الطريق أمام بعض الندية للتنافس على المركز الثالث، المؤهل للمشاركة في منافسة كأس الإتحاد الإفريقي الموسم المقبل، لأن «الحمراوة» مازالوا يتواجدون على بعد 4 خطوات من «البوديوم»، بينما واصل اتحاد الجزائر الزحف بخطوات ثابتة نحو قمة هرم الترتيب، وذلك بعد إلحاقه إتحاد بلعباس بقائمة «ضحايا الاستفاقة»، في انتظار تسوية الرزنامة.
بالموازاة مع ذلك فقد أهدر شباب قسنطينة فرصة الاقتراب أكثر من المنصة، في أعقاب انهزامه بمقرة أمام النجم المحلي، بهدف وحيد سجله زيوش في أواخر الشوط الأول، كان كافيا لتمكين أهل الدار من التأكيد على «الصحوة» المحققة منذ عودة عزيز عباس إلى العارضة الفنية، وبالتالي الفوز لثاني مرة هذا الموسم على السنافر، الذين تبخرت بنسبة كبيرة جدا حظوظهم في الظفر بتذكرة قارية، حالهم حال مولودية الجزائر، التي خرجت بأياد فارغة من سفريتها إلى بسكرة، في مقابلة بذكريات الموسم المنصرم، وعرفت انتفاضة «خضراء الزيبان» في المرحلة الثانية، بتوقيع شيبان وتومي ثنائية، ولو ان اللقاء كاد أن يتوقف، قبل ان يقلص «الشناوة» النتيجة من ضربة جزاء نفذها لعمارة، لتواصل تشكيلة المدرب نغيز الهشاشة خارج الديار، شأنها في ذلك شأن اولمبي المدية الذي سقط بالشلف، أمام الجمعية المحلية بهدف أمضاه بوقطاية.
سكيكدة والبرج وبلعباس بقدم في الرابطة الثانية
رسمت إفرازات هذه المحطة، المعالم الأساسية لدائرة التنافس من أجل تفادي السقوط، لأن تسعة أندية ضمنت البقاء، بينما مازال شبح التدحرج على الرابطة الثانية يتربص بباقي الفرق، بالنظر إلى الوضعية الراهنة، ولو أن شبيبة سكيكدة حزمت الحقائب مبكرا تحسبا للعودة من حيث أتت، كما أن أهلي البرج أصبح بحاجة إلى ما يشبه «المعجزة» للمحافظة على مكانته مع «الكبار»، خاصة بعد انهياره أمام نصر حسين داي، بهدفين من بن عياد، وآخر من يايا، والوضعية ذاتها تنطبق على اتحاد بلعباس الذي رهن نسبة كبيرة جدا من حظوظه في البقاء، عقب انهزامه أمام اتحاد الجزائر.
وضع ثلاثي المؤخرة القدم الأولى في الرابطة الثانية، لا يعني تواجد باقي الأندية بمنأى عن شبح السقوط، بل أن الحسابات ازدادت تعقيدا لتحديد هوية رابع النازلين، والصراع من أجل تجنب التذكرة الرابعة احتدم أكثر بين 8 فرق، انطلاقا من نادي بارادو الذي واصل السقوط الحر، إثر انهزامه بعين مليلة أمام «لاصام»، التي نجحت في وضع حد لسلسلة النتائج السلبية، بهدفي بيطام وطيايبة، ردا على الأسبقية التي أخذها بن بوعلي، ليتنفس أبناء «قريون» الصعداء، مقابل دخول «الباك» منطقة الخطر، سيما وأن حصاده اقتصر على 8 نقاط في آخر 10 جولات، في الوقت الذي لم تفوت فيه أندية إتحاد بسكرة، نجم مقرة، جمعية الشلف ونصر حسين داي فرصة اللعب داخل الديار لتدعيم الرصيد النقطي، وإثراء حظوظ النجاة، على العكس من وداد تلمسان، الذي كان أكبر الخاسرين في هذه الجولة، بانهزامه داخل القواعد في قمة المؤخرة و»ديربي» الغرب أمام سريع غيليزان، في «سيناريو» قاتل، من ضربة جزاء في الأنفاس الأخيرة سجلها مازاري، ليبصم على الانتصار الثاني تواليا للسريع تحت قيادة المدرب ليامين بوغرارة، ويدخل «الوات» غرفة الإنعاش، بالتواجد في مركز رابع النازلين، في انتظار تسوية الرزنامة.
ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى