شهدت العشر أيام الأولى من شهر أوت الجاري، إقبالا قياسيا غير متوقع للمصطافين على الشواطئ . حيث احتلت السيول البشرية كامل المساحات ولم تستطع الشواطئ احتواءهم . لقد عرفت مدينة بونة هذا الموسم حركية للمصطافين والسياح لم تشهدها منذ25 سنة  الفنادق اكتظت عن آخرها، حيث يصعب إيجاد مكان للحجز . رغم رفع الأسعار إلى الضعفين تقريبا عكس السنوات الفارطة التي يتم فيها تنزيل الأسعار ولا يوجد طلب على الحجز.
في ذات السياق أوضح مسؤول فندق «رشراش» وسط المدينة، بأن كامل الغرف محجوزة خلال شهر أوت، وهناك طلبات في الانتظار في حال شغور أماكن، مشيرا إلى أن الفندق لم يعرف إقبالا وحركية كهذا الموسم،    بعد الركود الذي ميز شهر رمضان والعشر الأيام الأولى التي تلت عيد الفطر. في سياق متصل عرفت باقي الفنادق كصبري، والريم الجميل بالواجهة البحرية نفس الحركية، حجز فيها المصطافون القادمين من مختلف ولايات الوطن كامل الغرف لقضاء عطلهم قبل الدخول الاجتماعي، يحدث هذا أمام وجود عجز في الإيواء، و نقص مرافق الاستقبال خاصة المخيمات الصيفية . وأكد مصدر مسؤول بمديرية الحماية المدنية للنصر، بأن تدفق المصطافين سجل أرقاما قياسية منذ بداية شهر أوت، حيث شهدت شواطئ كل من عين عشير، ريزي عمر، فلاح رشيد، الخروبة، وكذا واد بقراط ببلدية سرايدي، أكبر معدلات التوافد خلال هذه الفترة مقارنة بالأعوام الماضية، نظرا لقربها من التجمعات السكنية للمدينة ، ولتوفرها على المرافق الضرورية، و وسائل النقل التي تسخرها البلديات الساحلية، و الخواص لتسهيل تنقل المصطافين و السياح على حد السواء، كما شهدت شواطئ بلدية شطايبي توافدا منقطع النظير . واعترفت رئيسة مصلحة السياحة بمديرية السياحة لولاية عنابة السيدة سهام فنيدس، بفرض الشباب مستغلي الشواطئ بطريقة غير شرعية، منطقهم على المصطافين واحتلال أغلب المساحات لكراء الشمسيات، الطاولات، والكراسي، مستغلين الغياب التام للمصالح المعنية المكلفين بتأمين وراحة المصطافين، رغم إعلان الحكومة هذه السنة مجانية الشواطئ.  كما يعد الازدحام وسط المدينة وعلى طول الكورنيش أحد النقاط السوداء التي تمنع المصطافين والسكان من الاستمتاع بموسم الاصطياف، خاصة في الفترة المسائية و حتى بلوغ الفجر أين يزدحم الطريق الساحلي من «سانكلو» إلى غاية رأس الحمراء بالسيارات، و قد تستغرق ساعتين من الزمن للوصول إلى وسط المدينة عبر هذا المسلك، دون أن ننسى الحركة الكبيرة الذي يشهدها طريق سرايدي وسيدي عيسى، الذي يستخدمه المصطافون للذهاب إلى شاطئ واد بقراط .وأرجع متتبعون الإقبال الكبير للمصطافين على ولاية عنابة هذا الموسم  إلى تحسن الظروف الأمنية، والتواجد المكثف لعناصر الشرطة والدرك الوطني بالأماكن الأكثر ترددا للمصطافين، وتوفر وسائل الراحة والنقل، ودخول طرق جديدة حيز الخدمة كالطريق السيار شرق غرب، الذي سهل في شطره المفتوح على العائلات التنقل لقضاء عطلة الصيف بالولايات الساحلية، إلى جانب إلغاء عدد كبير من الجزائريين لرحلاتهم التي كانت مبرمجة إلى تونس، مع الأوضاع الأمنية غير المستقرة هناك على خلفية الاعتداء الإرهابي الأخير على سياح بفندق في مدينة سوسة.  

    حسين دريدح    

الرجوع إلى الأعلى