تدعو المفتشة البيطرية بالحظيرة الوطنية للشريعة بالبليدة، سارة بن قسيمي، السياح إلى عدم إطعام القردة على مستوى الطريق الوطني رقم 1 ، الرابط بين البليدة و المدية، بمضايق جبال الشفة، حيث ينزل القردة إلى الطريق بالعشرات، بحثا عن الطعام الذي يقدم لهم من طرف زوار المكان الذين يلجأون إلى  ذلك لمداعبة القردة و التقاط صور معها، في حين  يشكل  ذلك  خطورة على صحتها.
و تكثر  ظاهرة إطعام القردة على مستوى عدة نقاط بالطريق الوطني رقم 1 في شطره بين الشفة و الحمدانية، و بالرغم من وجود لافتات مثبتة بعدة مواقع تطلب من الزوار عدم إطعام القردة و خطر ذلك على صحتها، لكن العديد من الأشخاص لا يبالون بها و يطعمونها بهدف مداعبتها و التقاط الصور معها.
 أوضحت الطبيب البيطرية سارة بن قسيمي بأن إطعام القردة يشكل خطرا عليها، حيث تصاب بالسمنة و تتعرض لأمراض عدة منها السكري، مشيرة إلى أن ظاهرة إطعام القردة تكثر على مستوى الطريق الوطني رقم 1 ، بمضايق الشفة، حيث تتواجد أفواج من القرد المغاربي الذي يتعرض لهذه الظاهرة، كما أن أغلب السياح يجهلون مخاطر إطعامه على صحته.
و أضافت بأن القرد المغاربي أصبح يعرف المواقيت التي يتواجد فيها السياح و ينزل إلى الطريق و ينتظر تقديم المأكولات له من طرف زوار المنطقة، و في الغالب هذه المأكولات تكون غير صحية وغير ملائمة له.
 وأوضحت بأن هذا السلوك الذي يجهل المواطنون خطورته تحول إلى وسيلة للاقتراب من القرد و مداعبته والتقاط صور معه، خاصة من طرف الأطفال، في حين ضرره كبير على صحة القرد، و أشارت إلى أن النظام الفيزيولوجي للقرد متقارب مع النظام الفيزيولوجي للإنسان ، ويتعرض القرد تقريبا لنفس الأمراض التي تصيب الإنسان، و منها السمنة وما يترتب عليها من أمراض مختلفة، خاصة السكري.
وأشارت المفتشة البيطرية إلى أنها و بقية زملائها لاحظوا أن عدة قردة تعرضت للسمنة بمضايق جبال الشفة ، نتيجة تناولها مأكولات غير طبيعية، كما أن السمنة تجعل القردة لا تقوى على التنقل في الوسط الطبيعي بشكل سليم.
و في نفس الوقت، فإن إطعام القردة جعل سلوكياتها تتغير ولا تتنقل إلى الوسط الطبيعي للبحث عن الطعام و تنتظر ما يقدم لها من طرف السياح بالطريق الوطني رقم 1، في حين أن القرد المغاربي، حسب المتحدثة، يبحث عن طعامه من خلال تسلق الأشجار والجبال و تغيير الأماكن، بحثا عن الغذاء الطبيعي المتمثل في الفاكهة، جذور الأشجار، الحشرات و الأوراق، لكن تغير نمطه الغذائي وتناوله لمأكولات ذات سعرات حرارية عالية، مثل الموز، الفول السوداني «الكاوكاو»، و الحلويات بمختلف أنواعها، جعلها تؤثر على حياته على المدى المتوسط و البعيد.
و وجهت الطبيبة البيطرية نداء لزوار مضايق جبال الشفة، بالامتناع عن إطعام القردة للأخطار الكبيرة التي تشكلها هذه الأطعمة على صحتها، كما دعت إلى تنظيم جولات تحسيسية لتوعية المواطنين بمخاطر ذلك، و نبهت في السياق ذاته، إلى ردود فعل بعض القردة التي قد تكون مؤذية، و يجب التعامل معها دائما على أنها حيوانات برية تعيش في الوسط البري، و ليست حيوانات أليفة، و قد تكون عدوانية و تشكل خطورة على السياح، خاصة الأطفال الصغار.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى