• تضييع 11 نقطة في عقر الديار سبب مجانبة المرتبة الأولى
كشف رئيس اتحاد خنشلة وليد بوكرومة، عن نواياه الجادة في الاستقالة من منصبه، وأكد بأن الأجواء السائدة في محيط النادي، دفعت به إلى التفكير بجدية في رمي المنشفة، لأن مطلب تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة كبر في قلوب مجموعة من الأنصار، وأنا ـ كما قال ـ " لا أملك العصا السحرية التي من شأنها أن تساعد على تجسيد هذا الحلم بين عشية وضحاها، وفي غياب الامكانيات المادية التي توفر الجو المناسب لتحقيق مثل هذا الهدف".
وأشار بوكرومة في حوار خص به النصر، إلى أن قرار انسحابه من رئاسة النادي نهائي كما أنه سيستدعي أعضاء الجمعية العامة، لدورة استثنائية تخصص لتقديم الاستقالة.
*ما هي نظرتك لحصيلة الفريق خلال الموسم المنصرم؟
صدقني، هذا الجانب دفعني إلى التفكير بجدية في الاستقالة، لأن إنهاء المشوار في الصف الثالث اعتبرته مجموعة من الأنصار بمثابة فشل، على اعتبار أنها كانت تطالب بتحقيق الصعود، رغم أننا كإدارة كنا قد سطرنا ضمان البقاء بأريحية في صدارة أهدافنا، وعملنا على توفير الظروف التي من شأنها أن تساعد على ذلك، ولو أننا كنا قد رفعنا عارضة الطموحات نسبيا، بالمراهنة على ورقة الصعود، بفضل النتائج الإيجابية المحققة، لكن بعض الظروف حالت دون الوصول إلى هذا المبتغى، والحقيقة أننا لا يجب أن نغطي الشمس بالغربال، لأننا لا نحوز الإمكانيات المادية التي تكفي، مادامت حصة النادي من اعانات السلطات العمومية لم تتجاوز في مجملها 2,2 مليار سنتيم، منها إعانة بمليار سنتيم من البلدية، ومثلها من الولاية، إضافة إلى 200 مليون سنتيم من مديرية الشباب والرياضة، وهذا المبلغ لم يعد كافيا لتغطية مصاريف فريق ينشط في الجهوي.
*لكن حقيقة الميدان أظهرت بأن الإتحاد كان طرفا بارزا في معادلة الصعود، فكيف ذلك؟
تواجد الفريق في الرابطة الثانية، كان بمثابة الحلم الذي راود أسرة الاتحاد لسنوات، وعودتنا إلى هذا القسم لم تكن هدية كما يعتقد البعض، بل كانت ثمرة عمل جبار قمنا به، واحتلالنا الصف الخامس في ترتيب المجموعة الشرقية عند توقف الموسم الماضي، كان يتماشى والهدف المسطر، لأن الفاف كانت قد قررت تعديل نمط المنافسة مسبقا، وفريقنا كان ضمن "الكوطة" المعنية بالصعود، وعليه فإننا كنا مجبرين على المحافظة على المكسب المحقق، وتفادي العودة السريعة إلى الدرجة الثالثة، مما جعلنا ننتهج إستراتيجية جديدة مبنية على إقناع أبناء الولاية بالعودة مجددا للفريق، وهي السياسة التي وجدت طريقها إلى التجسيد، باستعادة العديد من الأسماء، وهدفنا لم يكن يتعدى عتبة ضمان البقاء بأريحية، ولو أن الانطلاقة المتعثرة فرضت علينا ضغطا نفسيا رهيبا، خاصة وأننا انتظرنا إلى غاية الجولة السادسة لتذوق أول انتصار، وهذا العامل أثر بصورة مباشرة على وضعية الفريق، لأننا عدنا بقوة بعدما كسبت المجموعة الثقة في النفس والامكانيات واستعادت توازنها، إلا أن ذلك لم يكن كافيا.
*نلمس في هذا الكلام نوعا من التحسر على تضييع ورقة الصعود، أليس كذلك؟
حلم الصعود راودنا بالنظر إلى سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها الفريق، لكننا لم نسطره إطلاقا كهدف رئيسي، لأننا كنا على دراية بأن ظروفنا لا تسمح بتجسيد هذا الحلم، على اعتبار أن الانطلاقة المتذبذبة أخرتنا نسبيا عن كوكبة الصدارة، والمنعرج الأبرز في المشوار، كانت الهزيمة المفاجئة التي تلقيناها بملعبنا أمام مولودية العلمة، وكانت بسبب الغيابات الكثيرة، جراء تعرض اللاعبين لإصابات، وهو الاشكال الذي تواصل مع استئناف النصف الثاني من الموسم، إذ فرض علينا الكاب التعادل بخنشلة، وتضييع 5 نقاط داخل القواعد في مقابلتين متتاليتين، أمر صعب تداركه، ومع ذلك فقد استعدنا حظوظنا بفضل فوزنا بالخروب، ثم الإطاحة باتحاد عنابة، قبل فرض التعادل على اتحاد الشاوية بأم البواقي، مما وضعنا أمام فرصة الحظ الأخير عند استضافة "الشاطو"، فكان اكتفاؤنا بالتعادل كافيا لخروجنا من السباق، وهذا المشوار لا يجعلنا نتحسر، بل أننا أدينا موسما ناجحا، لأن اتحاد خنشلة كانت له كلمته في البطولة، وتضييع 11 نقطة في عقر الديار حرمنا من التتويج.
*وهل فعلا ستجسد الاستقالة التي أعلنت عنها؟
قرار انسحابي نهائي، وأنا أنتظر رفع الحجر الجزئي لطلب ترخيص بعقد جمعية استثنائية لترسيم الاستقالة، لأنني لا أملك العصا السحرية التي من شأنها أن تساعد على تجسيد حلم الصعود بين عشية وضحاها، ودون توفر الإمكانيات المادية، وهذا ليس هروبا من المسؤولية ، بل أقر بعدم قدرتي على تحقيق حلم صعب المنال ويتطلب الكثير .
وكما يعلم كل محبي الإتحاد، فتواجدي على رأس اتحاد خنشلة منذ جانفي 2017 كان في ظروف استثنائية، وورثت حينها فريقا مثقلا بالديون، بقيمة تقارب 6,2 ملايير سنتيم، سددنا منها مليار سنتيم، وسياسة العمل التي انتهجناها جعلتنا نلعب الأدوار الأولى في بطولة الهواة كل موسم، وبعد "نكسة مروانة" قررت الاستقالة، لكن عودتي كانت حتمية لإنقاذ الفريق قبل أسبوع من انطلاق البطولة، فحققنا الأهم بحجز مقعد ضمن كوكبة الصاعدين، والحصيلة أننا على مدار 4 مواسم لم نترك أي سنتيم كدين على النادي، الشطر المتبقي من الديون السابق يبقى عالقا، وانسحابي لا يعني ترك الفريق، بل إنني على أهبة الاستعداد لمد يد المساعدة لخليفتي.
حــاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى