تتجه أنظار المتتبعين لبطولة الرابطة المحترفة سهرة اليوم، صوب ملعب 20 أوت ببشار، الذي سيكون مسرحا لقمة الجولة 35، والتي ستستضيف من خلالها شبيبة الساورة متصدر الترتيب شباب بلوزداد، في مقابلة تكتسي نقاطها أهمية قصوى، على اعتبار أنها ستحسم في مصير التأشيرتين المتبقيتين من «كوطة» التمثيل الجزائري على الصعيد القاري الموسم القادم، سواء تعلق الأمر بمرافق شباب بلوزداد في دوري الأبطال، أو بصاحب التذكرة الأولى للمشاركة في كأس الكاف، الأمر الذي يجعل من هذا اللقاء «الفيصل» الرئيسي لفريقين مرشحين للتواجد سويا جنبا إلى جنب في نفس المنافسة الإفريقية، مع بقاء وفاق سطيف واتحاد الجزائر في غرفة الانتظار، لترقب الحصول على «هدايا» بنوعين مختلفين من أبناء «العقيبة».
قمة بشار أصبحت «مصيرية» بعد القرار الذي أصدره المكتب الفيدرالي خلال اجتماعه أواخر شهر جويلية المنصرم، والقاضي بالاتخاذ من وضعية سلم ترتيب الرابطة المحترفة عند تاريخ 10 أوت الجاري، كمعيار رئيسي للحسم في أمر تذاكر المشاركة في النسخة المقبلة من المنافسة القارية، وذلك بمراعاة الآجال التي كانت قد حددتها الكاف، لأن هذا الإجراء دفع بالرابطة إلى اللجوء إلى تسوية الرزنامة قدر المستطاع، لتوضيح الرؤية أكثر بشأن وضعية شبيبة القبائل ضمن كوكبة الصدارة، مما أدى إلى تأخير الجولة 35 بأسبوع عن الموعد الذي كان محددا آنفا، ولو أن هذه القمة ستعلب بمعطيات واضحة، لأن أهل الدار لا يملكون أي خيار سوى انتزاع النقاط الثلاث، لضمان الحضور للمرة الثانية في تاريخ النادي، بعد التجربة الأولى التي كانت قبل سنتين، والتي بلغت فيها الشبيبة دور المجموعات لأغلى منافسة إفريقية، وبالتالي فإن «نسور الجنوب» تتواجد على بعد 90 دقيقة فقط، من تجسيد حلم الظهور الثالث على الصعيد القاري، مادام المصير يبقى بأرجل اللاعبين، ويستوجب استغلال عامل الأرض لتجاوز عقبة بلوزداد، وتحقيق فوز سيكون بالتأكيد هو الأغلى هذا الموسم، خاصة وأن وزنه يعادل تأشيرة المشاركة في دوري الأبطال.
حيازة شبيبة الساورة على أفضلية اللعب داخل الديار يرشحها لكسب الرهان، خاصة وأنها لم تنهزم بملعبها منذ بداية الموسم الجاري، رغم أن تشكيلة المدرب جاليت سجلت تعثرين متتاليين في آخر لقائين ببشار، وذلك بالاكتفاء بالتعادل مع كل من مولودية وهران وجمعية الشلف، لكن حسابات مباراة سهرة اليوم تكون مختلفة، على اعتبار أن الزوار اطمأنوا بنسبة كبيرة جدا على لقب البطولة، ومدوا خطوة عملاقة نحو منصة التتويج، بكسبهم هامش مناورة مريح، فضلا عن الظروف التي طفت على السطح عشية هذه السفرية، وذلك بإعفاء كامل الطاقم الفني بقيادة زوران، جراء التأكد من إصابته بفيروس كورونا، فضلا عن غياب سعيود وبولخوة بداعي العقوبة، الأمر الذي من شأنه أن يعبد الطريق أمام «نسور الجنوب» لتحقيق المبتغى، وإحراز انتصار يسمح لها بالتحليق عاليا، وضمان مرافقة بلوزداد في دوري الأبطال.
بالموازاة مع ذلك سيلعب وفاق سطيف سهرة اليوم، مباراته أمام الضيف اتحاد بسكرة بأرجل في سطيف، وآذان مشدودة إلى بشار، تترصد وصول الخبر السار، والذي لن يكون إلا بتعثر شبيبة الساورة داخل الديار، إلا أن هو الشرط الوحيد الذي يفسح المجال أمام «النسر الأسود»، لحجز مقعد كممثل ثان للكرة الجزائرية في النسخة القادمة من دوري أبطال إفريقيا، وإلا فإن الوفاق سيكتفي للموسم الثاني على التوالي بالمشاركة في كأس الكاف، لأن حسابات المادة 80 لا تخدم مصلحته، عند التساوي في الرصيد النقطي مع شبيبة الساورة، وذلك باللجوء إلى احتساب نتيجتي المواجهتين المباشرتين بين الفريقين، وهو السند القانوني ذاته الذي يمنح بالمقابل الأفضلية للتشكيلة «السطايفية» أمام اتحاد الجزائر حتى في حال انهزامها اليوم أمام اتحاد بسكرة، مما يعني بأن وفاق سطيف، ضمن ظهوره القاري قبل موعد اليوم، وينتظر فقط تحديد المنافسة التي سيشارك فيها، وذلك مقترن بنتيجة قمة بشار، قبل اشتراط فوزه على بسكرة.
من جهة أخرى، سيكون اتحاد الجزائر مجبرا على المكوث في غرفة الانتظار، تحت تأثير «سوسبانس» كبير بالمقارنة مع ثلاثي المقدمة، لأن حلم أبناء «سوسطارة» في العودة للظهور في الساحة الإفريقية، مرهون بالحصول على «هدية» غالية من الجار شباب بلوزداد، وتمر عبر إلحاق الهزيمة بشبيبة الساورة بملعبها، وهو شرط صعب التجسيد ميدانيا، لكنه يبقي على بصيص من الأمل في قلوب أسرة الإتحاد، لأنه هذه الحالة هي الوحيدة التي سيتحصل بموجبها أشبال زغدود على المعقد الثالث فوق «البوديوم»، وذلك باحتساب أفضلية فارق الأهداف مع شبيبة الساورة.
أما على مستوى القاعدة الخلفية، فإن الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة في ملعبي عين مليلة وبلعباس، أين سيكون الموعد مع قمتين بطابع «نهائي النجاة»، لأن «لاصام» ستستقبل جمعية الشلف، في مقابلة لا تقبل نقاطها القسمة على إثنين، بحكم تواجد طرفيها ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، وأهل الدار لا يملكون أي خيار سوى الفوز لمد خطوة إضافية نحو بر الأمان، بينما يبقى «الشلفاوة» مطالبون بتفادي الهزيمة للإبقاء على حظوظهم في النجاة قائمة، في الوقت الذي تكتسي فيه قمة بلعباس نكهة «الديربي»، لكن مع لعب المحليين فرصة الحظ الأخير، لأن أي تعثر سيجبرهم على حزم الحقائب، وحجز التذكرة الثالثة على متن قطار النزول، والمهمة ليست سهلة أمام الجار سريع غليزان، الباحث بدوره عن نتيجة إيجابية تشفع له بالخروج من منطقة الخطر، ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية.
وإذا كانت أوضاع اتحاد بسكرة مرشحة للتأزم أكثر، بالنظر إلى صعوبة مأموريته بسطيف، فإن نصر حسين داي متواجد في رواق جيد للتشبث بأمل البقاء، في ظل استفادته من فرصة اللعب داخل الديار أمام شباب قسنطينة، المعفى من كل الحسابات.
ص / فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى