عامل الوقت ووضعية المستهدفين ضيقا على - الرباعي القاري -
انتهت منتصف ليلة الأحد إلى الاثنين، الفترة التي كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد اعتمدها من أجل تسجيل طلبات تأهيل اللاعبين في النوادي المعنية بتنشيط المنافسات القارية الموسم القادم، لكن اصطدام الفرق التي ستحمل راية تمثيل الكرة الجزائرية، بإشكال "إداري" حال دون قيامها باستقدامات تكفي لرفع عارضة الطموحات عاليا، إلا أن الآمال تبقى معلقة على فترة "الميركاتو" الشتوي لجلب لاعبين آخرين، وإلحاقهم بالتعداد الإفريقي، شريطة النجاح في تجاوز الأدوار الأولى من كل منافسة، وبالتالي بلوغ دور المجموعات.

فترة تسجيل اللاعبين في الكاف عبر البوابة الإلكترونية، جاءت هذا الموسم في مرحلة استثنائية بالنسبة للنوادي الجزائرية، لأن موسم (2020 / 2021) مازال متواصلا، الأمر الذي أجبر المكتب الفيدرالي على فتح سوق التحويلات كإجراء إداري، يبقى المسعى الرئيسي منه إتاحة الفرصة للفرق المعنية بالتمثيل القاري لتدعيم صفوفها، واحترام الآجال التي اعتمدتها الهيئة الكروية الإفريقية، ولو أن "الحركية" التي انطلقت منذ السادس من شهر أوت الجاري، لم تقتصر في أيامها العشر الأولى على الرباعي، الذي سيكون معنيا بخوض المنافسة القارية، بل إن سبعة أندية دخلت سوق الاستقدامات، منها من خرج مبكرا من دائرة الحسابات، واطمأن على مكانته في حظيرة الكبار، في صورة مولودية واتحاد الجزائر وكذا شباب قسنطينة، مما ألقى بظلاله على انتدابات الفرق الأربعة التي ستسجل ظهورها قاريا في النسخة القادمة، بدليل أن بعض اللاعبين كانوا ضمن أجندة إحدى النوادي المعنية بالمنافسة الإفريقية، لكن تعطل المفاوضات معهم جعلهم يمضون لفرق من خارج القائمة القارية، كما حدث مع شعيب دبيح، الذي فضل الإمضاء لشباب قسنطينة، رغم أنه كان مرشحا للإلتحاق بشباب بلوزداد.
وواجهت النوادي الجزائرية إشكالية إدارية، حالت دون تسجيل بعض لاعبيها في نظام الكاف، لأن التأهيل الرسمي يمر عبر الحصول على وثيقة التسريح من الفريق السابق، وهذا الإجراء الإداري يبقى مرهونا بدراسة الشكاوى التي مازالت مطروحة على طاولة الغرفة الفيدرالية للمنازعات، لأن القوانين المعمول بها تخول لأي لاعب إيداع شكوى لدى الهيئة المعنية، في حال عدم تلقي رواتب 3 أشهر متتالية، مع استكمال بعض الإجراءات الإدارية، للمطالبة بمستحقاته ومعها وثيقة التسريح بقرار إداري، لكن الغرفة المختصة إرتأت التكيّف مع المعطيات الميدانية، خاصة وأن الموسم الكروي مازال جاريا، مما دفع بها إلى تأجيل النظر في كل الشكاوى المتواجدة على مستواها إلى ما بعد الجولة الأخيرة من بطولة الرابطة المحترفة، وهو الأمر الذي أبقى بعض اللاعبين دون ملف إداري كامل، لأن ورقة التسريح تبقى بمثابة العمود الفقري لملف تأهيل أي لاعب في فريقه الجديد، وهذه الوثيقة تكون بصورة أوتوماتيكية، نتيجة قرار يصدر من الغرفة الفيدرالية للمنازعات عند النظر في شكوى أي لاعب، إذا ما كسب القضية المتنازع عليها، والأمر ينطبق على الثلاثي حميدي وبوطيش ومطراني المنضم حديثا إلى وفاق سطيف.
من هذا المنطلق، فإن تسجيل المستقدمين الجدد في لائحة الكاف اقتصر على العناصر التي انتهت عقودها في أواخر جوان المنصرم، أو تلك التي تحصلت رسميا على وثائق تسريحها بالتراضي، ولوائح الإتحاد الإفريقي تشترط تأهيل 20 لاعبا على أقل تقدير في هذه الفترة، مع بقاء الباب مفتوحا لتكملة باقي الإجازات في "الميركاتو" الشتوي، وهي الورقة التي حاولت النوادي الجزائرية اللعب عليها، بضمان الحد الأدنى من التعداد، والمراهنة أكثر على الفترة الثانية، سيما وأن شبيبتي القبائل والساورة استفادتا من الإعفاء من الدور التمهيدي لكأس الإتحاد الإفريقي، ودور المجموعات يبقى على بعد محطتين من التصفيات، بينما سيضطر وفاق سطيف وشباب بلوزداد إلى تجاوز عقبة دورين لضمان التواجد في مجموعات دوري الأبطال.
ميركاتو متباين لممثلي الجزائر
أظهرت إدارة الوفاق السطايفي "ديناميكية" كبيرة في آخر ساعات "الميركاتو" القاري، وذلك بنجاحها في تأهيل العناصر التي تم استقدامها، على غرار كل من بن بولعيد (وداد تلمسان)، الواسع (أمل الأربعاء) وبن عياد الذي تمت إعارته من نادي بارادو، مع استقدام زيتي، الذي كان قد خاض تجربة في النصر الليبي، كما تم تمديد عقود كل من نمديل، جحنيط ، دباري ولعريبي، بينما تم شطب العديد من العناصر من القائمة القارية بعد تسريحها أو انتهاء عقودها، على غرار الثنائي لعوافي وغشة الذي احترف في تركيا، برباش وبكاكشي، في حين عجزت إدارة النادي عن تأهيل اللاعب الليبي بودبوس وكذا فرحي المستقدم من النادي الإفريقي، وذلك بعد الاصطدام بقرار غلق النظام، على خلفية تواجد "النسر الأسود" تحت طائلة العقوبة، وهذا الإجراء تم تنفيذه في الساعات الأخيرة من الفترة المعتمدة من طرف الكاف.
بالموازاة مع ذلك، فإن "ميركاتو" شبيبة الساورة اقتصر على عنصرين فقط، وهما المهاجم إسماعيل سعدي الذي تم استقدامه من وفاق سطيف وكذا لاعب وسط ميدان وداد تلمسان أسامة بلطرش، لأن رئيس الشبيبة محمد زرواطي كان قد اشتكى كثيرا من عدم إفراج غرفة المنازعات عن قرارات تسريح الكثير من اللاعبين الذي أودعوا شكاوى على مستواها، لأنه كان قد سجل بعض السماء من هذه الفئة في "أجندته".
إلى ذلك، فإن إدارة شباب بلوزداد سعت للاحتفاظ بركائز تعداد الموسم المنصرم في افتتاح مغامرتها القارية الجديدة، رغم أن سعيود مازال يمدد "السوسبانس"، برفضه تجديد العقد، تمهيدا لتجربة احترافية في الخليج، بينما شهدت شبيبة القبائل تغييرا كبيرا في التركيبة البشرية، بعد الهجرة الجماعية لأغلب اللاعبين، سواء الذين انتهت عقودهم، أو أولئك الذين تحصلوا على وثيقة تسريحهم بالتراضي، إثر الخلاف مع الرئيس ملال، بخصوص مكافأة التتويج بكأس الرابطة، وهو النزيف الذي عالجته إدارة "الكناري" بجلب 14 عنصرا جديدا، وتأهيلهم قاريا، غالبيتهم كانت تنشط في الوطني الثاني، في صورة بوغاشيش وإيليهم من اتحاد الشاوية، خلفاوي وبن زايد من هلال شلغوم العيد، شلفاوي وسيدي صالح من نجم بن عكنون، ولو أن الملفت للانتباه أن قائمة الشبيبة، ضمت أيضا ثنائيا أجبنيا، ويتعلق الأمر بالمهاجم الإثيوبي مجيب قاسم والمدافع المالي ياكوبا دومبيا، مما يعني بأن الفريق القبائلي كان الأكثر نشاطا في هذه الفترة.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى