يصنف أطباء الأعصاب مرض الشقيقة أو الصداع النصفي، من بين الأمراض الشائعة، التي تنتج عنها نوبات من الصداع الشديد، الذي يرافقه  إحساس بالنبض على مستوى الرأس، و رغم أنه يعد مرضا مزمنا لم يتم بعد التوصل لعلاجه بشكل نهائي، إلا أن الأطباء يوصون بإتباع إستراتيجيات من شأنها التقليل من عدد هذه النوبات و شدتها.
تؤكد الطبيبة العامة نزيهة بوطغان أن الشقيقة مرض مؤلم للغاية، و قد تستمر أعراضه ساعات أو أيام، و تظهر على شكل آلام حادة مصحوبة بالغثيان و القيء، و يعاني المصابون بها من حساسية مفرطة تجاه الضوء و الصوت، و فقدان القدرة على القيام بنشاطاتهم اليومية.
و عن أسباب الشقيقة أو الصداع النصفي، قالت الدكتورة بوطغان للنصر، إنه لم يتم إلى غاية اليوم تحديد سبب مباشر للإصابة بهذا المرض، إلا أنه مشكل يتعلق بخلل في الإشارات العصبية و الكيميائية و الأوعية الدموية في الدماغ، له علاقة بالتاريخ العائلي، فقد يكون الخلل وراثيا عن الأم أو الأب، إلا أن هناك بعض العوامل، حسبها، تحفز على ظهور هذا المشكل، و منها بعض الأطعمة المالحة و المصنعة ، و كذا بعض أنواع الأجبان، المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين أو الانقطاع المفاجئ عن هذه المشروبات لمن تعود على شربها، إضافة إلى بعض المحفزات الحسية، مثل الأضواء الساطعة و حتى ضوء الشمس و كذا تغيرات الطقس.
جدير بالذكر أن الشقيقة تصيب النساء أكثر من الرجال، و تؤكد الدكتورة بوطغان أن نوباتها تهاجم النساء بشكل أكبر، نتيجة التغيرات الهرمونية، و هو ما يحدث بشكل خاص عند انخفاض هرمون الإستروجين، و كذا قبل و أثناء الدورة الشهرية، بينما قد تكون حبوب منع الحمل أيضا محفزا لها، فتبرز أعراض الشقيقة المزعجة المتمثلة في الصداع الجانبي بالرأس، مع الإحساس بالنبض، و كذا نبض حول العينين، و حساسية تجاه الضوء، إضافة إلى ضعف عام في التركيز.
و تشدد الدكتورة بوطغان على ضرورة مراجعة الطبيب في حال كان الصداع شديدا، أو مصحوبا بحمى أو تصلب الرقبة، أو الرؤية المزدوجة،  فهي تشير إلى خطر أكبر من الشقيقة في حد ذاتها.
و تنصح المتحدثة بأهمية أخذ القسط الكافي من النوم في غرفة مظلمة و هادئة، و الابتعاد كليا عن محفزات الصداع، كما يمكن التقليص من النوبات و شدتها عبر سلوكات معينة،  منها تناول الطعام في وقت محدد، و ممارسة الرياضة بانتظام  مع تجنب الإكثار من مسكنات الآلام، و الحفاظ على نمط معيشي صحي، من شأنه أن يبقي المريض في أريحية، و يتجنب النوبات المزعجة التي تربك حياته.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى