تشهد شواطئ تيبازة خلال الأيام الأخيرة، بعد قرار تخفيف إجراءات الحجر الصحي، وفتح فضاءات الترفيه، و الشواطئ، إنزالا كبيرا للمصطافين، وسط عدم احترام تام للإجراءات الوقائية.

خلال جولة النصر الاستطلاعية عبر مختلف شواطئ تيبازة الشرقية و الغربية، رصدت  توافدا كبيرا للمواطنين الذين يستغلون الأيام الأخيرة من شهر أوت الجاري للاصطياف ، بعد أن حرموا من متعة البحر و أمواجه طيلة الشهرين الماضين، نتيجة ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا و كذا الوفيات.
الاكتظاظ طال الشواطئ الصغيرة و المعزولة
يستغل الكثير من المواطنين الأيام الأخيرة من شهر أوت للراحة و الاستجمام، قبل العودة للعمل و تغير أحوال الطقس في شهر سبتمبر القادم، فيتوافدون على الشواطئ ، بما فيها الشواطئ الصغيرة والمعزولة التي تلجأ لها بعض العائلات، اعتقادا منهم أنها بمنأى من مشاهد الاكتظاظ التي تعرفها الشواطئ الكبرى، لكنهم  فوجئوا باكتظاظها هي أيضا.
و يشهد كورنيش شنوة إلى غاية شواطئ الحمدانية بشرشال، إقبالا كبيرا للمصطافين، و يسجل ازدحام كبير في حركة المرور و في حظائر السيارات الممتلئة عن آخرها، والزائر لهذه الشواطئ لا يجد مكانا للجلوس في الواجهة الأمامية للبحر المكتظة بالمصطافين منذ الصباح، دون احترام  التباعد بين العائلات في وضع المظليات و الجلوس، أو أثناء السباحة.
وبالرغم من مناشدة الأطباء وحملات التحسيس المختلفة الداعية إلى ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية، لتفادي ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، لكنها منعدمة تماما منذ إصدار قرار إعادة افتتاح الشواطئ ، حيث لا تترك العائلات مسافات بينها في وضع المظليات، خاصة في الواجهة الأمامية للشاطئ.
كما لاحظنا أن بعض العائلات تتوافد على الشواطئ جماعيا على متن حافلات  خصوصا من المدية، البليدة وعين الدفلى، دون الالتزام بإجراءات الوقائية لا في الحافلات ولا في الشاطئ، فهذه العائلات تجلس بالقرب من بعضها البعض، دون احترام التباعد الجسدي أو استعمال الكمامات، و المخاوف قائمة من تسبب هذه المشاهد في عودة الوباء وارتفاع الإصابات من جديد، بعد أن عرفت نوعا من الاستقرار خلال الأسبوعين الماضيين.
مستغلو الشواطئ يعودون بقوة
بالموازاة مع ذلك عادت ظاهرة استغلال الشواطئ بقوة، مباشرة بعد إعلان الحكومة إعادة فتح الشواطئ و فضاءات الترفيه، حيث تقوم مجموعة من الأشخاص باستغلال الواجهة الأمامية للشواطئ ، و ينصبون شمسيات و كراس وطاولات أو خيم، لتأجيرها للمصطافين، و بالتالي لا يجد المصطاف الذي يحضر معه شمسيته الخاصة مكانا لوضعها في الواجهة الأمامية للبحر، فيضطر لتثبيتها في الخلف، أو التخلي عنها و تأجير الشمسيات المثبتة أو الخيم بأسعار تتراوح بين 500   و1000 دينار.
وفي هذا السياق يقوم مجموعة من الشباب بشواطئ البلج والحمدانية، باستغلال أغلب الشواطئ و يفرضون على المصطافين تأجيرها للحصول على موقع جميل في الشاطئ، أو البقاء في الأماكن الخلفية، و خلفت هذه المشاهد انتقادات واسعة من طرف المصطافين،  و تقدم بعضهم بشكاوى شفوية إلى مصالح الدرك التي تنظم دوريات راجلة بهذه الشواطئ.
و المؤسف أن هذه المشاهد تضر بشكل كبير بصورة السياحة الداخلية، مادامت أغلب الواجهات الأمامية للشواطئ، مستغلة من طرف بعض الأفراد،  ضاربين عرض الحائط كل القوانين التي تؤكد مجانية الشواطئ.
وفي السياق ذاته، يستغل شبان آخرون حظائر السيارات، و يلزمون أصحاب المركبات بدفع سعر للدخول محدد ب200 دينار، بالرغم من أن بعض هذه الحظائر عشوائية وتوجد  بمناطق غير مهيأة، ولا يجد المصطاف أمام هذا الوضع سوى دفع المبلغ لقضاء يومه دون عراك.
من جهة أخرى انتقد مواطنون رفع أسعار المراحيض العمومية إلى 40 دينار و المرشات إلى 70 دينار، بالرغم من أنها غير مهيأة بشكل يليق بالمناطق السياحية.
زوارق النزهة تشكل خطرا على المصطافين
تنتشر ببعض شواطئ تيبازة، خاصة الغربية منها، زوارق النزهة التي تؤجر للمصطافين للقيام بجولات وسط البحر، في حين تشكل خطرا على المصطافين المتواجدين داخل مياه البحر، حيث تسير هذه الزوارق في أماكن قريبة من الفضاءات المخصصة للسباحة، و في بعض الأحيان توجد على بعد أمتار فقط من الشواطئ، كما أن أغلبها يسير بسرعة جنونية، وكل هذه الأمور تشكل خطرا على المصطافين.
و قد سجلت في السنوات الماضية عدة حوادث كانت مميتة، تتعلق باصطدام زوارق النزهة بمطافين كانوا يسبحون، دون الانتباه إليهم، ومع تكرار مشاهد تواجد زوارق النزهة في المساحات المخصصة للسباحة بشاطئ الحمدانية، اتصل مواطنون بمصالح الدرك الوطني، قصد منع هذه السلوكات التي قد تحول النزهة إلى مأتم.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى