• الجزائر مطلوب رأسها لتبعد عن القضية الفلسطينية و عن دورها في المنطقة
• على العالم أن يفهم أن صبرنا قد بدأ ينفد و أن بدائلنا جاهزة
قال السفير الفلسطيني بالجزائر الدكتور لؤي عيسى، أن الجزائر مطلوب رأسها لتبعد عن القضية الفلسطينية وعن دورها في المنطقة، مضيفا أن الجزائر لا زالت دولة قوية وتستطيع أن تلعب دورا في إيقاف مخطط إعادة تقسيم المنطقة وأكد من جانب آخر  في حوار مع النصر،  أن صبر الفلسطينيين بدأ ينفد و قال أننا نأمل من العالم أن يفهم أننا لسنا عاجزون وأن بدائلنا جاهزة وأضاف نحن مناضلون لدينا مشروع ، نملك مشروعنا السياسي وآليتنا المختلفة في المقاومة و يزعجنا كثيرا حالة الانقسام الفلسطيني ونأمل أن ننتهي منه.
النصر : ماذا تقولون حول الجريمة البشعة التي ارتكبها المستوطنون  بحرق الرضيع الفلسطيني علي الدوابشة ؟
بداية أتقدم بالشكر مرة أخرى لجريدتنا جريدة النصر، على متابعتها للحدث الفلسطيني بشكل عام وعلى أرضية الالتزام للقضايا الوطنية والقضايا الإسلامية والقومية وهذا شيء نعتز به من خلال ما نقرأه في هذه الصحيفة من قضايا مختلفة ومن بين هذه القضايا آخر الأحداث في فلسطين وطبعا ليس غريب على الصحافة الجزائرية بشكل عام أن تكون بهذا الالتزام ولا ننكر وجود بعض الانفلاتات هنا وهناك في بعض الأحيان التي تزعجنا كثيرا خاصة نحن نتكلم عن قضية مركزية مشتركة للجميع يجب أن يكون الجميع حريصا عليها والحدث الذي تتكلم عنه أخي العزيز ليس جديدا علينا بالرغم من الألم الكبير الذي يعتصرنا فليس غريبا على العدو الصهيوني الذي يقوم بحرق شعب كامل وبتغطية كاملة من المجتمع الدولي وبسكوته وبتعطيل آليات هذا المجتمع كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكثير من المحافل بالتأكيد العدو ضمن هذا الوضع والذي بدأ من البداية بحرق شعب كامل بالسيطرة على أرضة وبطرد شعبه وطمس هويته وارتكاب مجازر تاريخية يندى لها جبين العالم، هذه المجازر التي قد نعجز عن سردها من كفر قاسم إلى دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا إلى مختلف الجرائم الأخرى ومن القضايا المباشرة لهذا الموضوع أيضا الإعدام الميداني للطفل في حضن أبيه محمد الدرة أمام كل شاشات العالم  وأيضا حرق الطفل محمد أبو خضير، حرقه حيا و بعدها مباشرة محاولة حرق غزة ،هذا العدوان الصهيوني على أهلنا وعلى جزء من أرضنا و شعبنا في غزة والآن أمام أعين العالم و كل الدنيا يقوم بحرق رضيع ، وحرق عائلة كاملة بإلقاء القنابل عليها وحرقها وحرق هذا الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر حوالي عام ونصف والآن لا تزال عائلته موجودة في المستشفيات، ما ذا نقول ، نقول هذه نتيجة طبيعية لهذا السكوت الدولي لهذه العربدة الإسرائيلية المتسلحة بالقوة العسكرية والمغطاة من الولايات المتحدة وتعطيل الآليات الدولية وأيضا نتيجة طبيعية لانتشار الفتنة والفوضى الخلاقة في منطقتنا العربية التي أبعدت أمتنا عن معركتها المركزية في فلسطين و أيضا محاولة خلط المفاهيم باعتبار إسرائيل أيضا دولة تتعرض إلى الإرهاب أسوة بغيرها وبالتالي خلق تحالف جديد تصبح فيه إسرائيل ركنا أساسيا وبالتالي هذا تبرئة للكيان الصهيوني  الذي يمارس الارهاب المنظم وهي دولة ارهابية كاملة بممارساتها.
إنما حدث الآن من حرق الرضيع الفلسطيني باختصار شديد هو عبارة عن دولة إرهابية تغطي مستوطنين إرهابيين متسلحين، يقوموا بكل ما يشاؤون دون رادع ولا يغرنا في هذا المجال  التنديد الذي سمعناه من قبل بعض الدول الكبرى أو من الكيان الصهيوني وقياداته، هذا لا يغرنا أبدا فهذا جزء من عملية منظمة لإنهاء القضية الفلسطينية ولإضعاف قيادتها الشرعية ممثلة بالرئيس أبو مازن والمشروع الفلسطيني المقاوم عبر التبادلية بين النظام السياسي الصهيوني ومستوطنيه والأفضل إذا كان هؤلاء فعلا ضد ما يجري فلنرى إجراءات عملية ونحن لا نرى إجراءات عملية، لا نرى أكثر من ذر الرماد في العيون، يسمعوننا كلاما طيبا هذه المرة لكن إلى الآن لا يوجد إجراءات حقيقية على الأرض، نحن شعبنا أعزل بلا غطاء للأسف نقاتل لوحدنا وللأسف نتعرض وحدنا لكافة أنواع الاضطهاد والمتابعة والتصفية ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وحصار غزة كل هذه القضايا شعبنا يتعرض لها وحيدا وليس وحيدا فقط ومتهما أيضا بالإرهاب ، لكن نقول رأسنا مرفوعة، نحن سائرون على الدرب نؤمن بربنا بقضيتنا وبالرغم ما يجري في المنطقة ، نؤمن بشعوبنا ونقول أن أكثر حلقات الليل ظلمة هي اللحظة التي تسبق انبثاق الفجر، نقول أيضا نحن لسنا جالسين ننظر إلى ما يجري، نحن مناضلون لدينا مشروع ، نملك مشروعنا السياسي وآليتنا المختلفة في المقاومة، يزعجنا كثيرا حالة الانقسام الفلسطيني ونأمل أن ننتهي منه بالرغم من ذلك  نقول أن بدائلنا كثيرة وأمورنا واضحة وشعبنا مقاوم وأذكركم بخطاب الرئيس أبو مازن، بعد الحادثة حيث دعا لاجتماع القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأرسل وزير الخارجية، حاملا ملفا جديدا إلى محكمة الجنايات الدولية بعد أن سلم بلاغا سابقا وفي نفس الوقت قال أن هناك قرارات سابقة أخدها المجلس المركزي الفلسطيني تتعلق بآليات العمل النضالي في مواجهة الاحتلال. وهذه قضايا تعكس رؤيتنا وبدائلنا الموجودة ولكن نحن قد تركنا في الفترة السابقة الفرصة لمشاريع السلام المزعومة، نحن نقول أن صبرنا قد بدأ ينفذ وأن بدائلنا جاهزة نحن نأمل من هذا العالم أن يفهم أننا لسنا عاجزون وأننا قادرون وأن السلام والحرب تبدأ في فلسطين وتنتهي في فلسطين، نأمل ألا يستمر هذا الصمت العربي وهذا العجز الدولي .
النصر : ماذا بخصوص الإجراءات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية للرد على هذه الجريمة التي استهدفت الرضيع الفلسطيني وعائلته؟
• أولا ، أرسل الرئيس أبو مازن، وزير خارجية فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية وسلم مذكرة جديدة إلى المحكمة حول ما جرى ويجري وحول ما تم استنكاره من قبل العالم جميعا ، كما دعا الرئيس أبو مازن إلى اجتماع اللجنة التنفيذية ومن ثمة هناك بحث في مسألة تطبيق قرارات المجلس المركزي السابقة الخاص بتحليلنا لمسيرة السلام وكيفية التعاطي مع  هذا العدو الصهيوني والعجز الدولي والصمت العربي والذي تبلور بمجموعة من التصورات طالب الرئيس الآن بتطبيقها و المسالة الثالثة ، تصريحات الأجهزة الرسمية الفلسطينية بأنها ستقوم بمتابعة وملاحقة هؤلاء الذين يقوموا بهذه الأعمال من المستوطنين أو غير المستوطنين وعلى أرضية الاعتراف الدولي و الأممي والقانوني واعتراف قيادة العدو الصهيوني بأن هؤلاء إرهابيين ، الموضوع الآخر، دعوة لجنة المتابعة العربية للالتقاء وأيضا هناك تنسيق كبير فلسطيني عربي وبالتحديد مع الأردن، لطرح الموضوع في مجلس الأمن الدولي وأخذ قرار في مجلس الأمن الدولي وهناك فكرة من أجل إحياء أو استصدار قرار دولي لإقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من قبل الأمم المتحدة .
النصر : ماذا بخصوص الوضع الميداني وهل هناك إمكانية للرد من طرف الفصائل الفلسطينية؟
• أولا نحن نقول هذا صراع وطني لا يخص فصيل بعينه وإنما يخص الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وبالتحديد الآن، المعنيين الموجودين فوق الأرض المعنيين مباشرة بالصراع ولذلك لا بد أن يكون واضحا للجميع أنه من الخطأ ومن الجريمة أن نقوم بمواجهة غير منظمة وغير مرتبة وكل على ليلاه يغني، لأن هذا الكلام سيضعف المعركة يجب أن يكون دائما المعركة فيها آلية واحدة متفق عليها لدينا نحن الآن سلطة وطنية فلسطينية هي التي تقود العمل على الأرض وعلى الجميع أن ينسق ويرتب هذا الموضوع مع السلطة على أرضية هذا التوجه الرسمي وبالتالي يكون هناك تبادلية في العمل فعلى سبيل المثال حركة فتح قد طالبت بتسليح الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه وهذا توجه لحركة فتح ورؤيتها للحالة الموجودة على الأرض و نحن نقول الآن توجد حالة فصائلية واحدة وهناك تصور رسمي وفصائلي وشعبي واحد وهذا شيء جيد ولكن هذا لا يكفي يجب أن يكون أيضا هناك آليات عمل أيضا متفق عليها بين الجميع ليكتمل التصور بالعمل، نأمل أن يحدث ذلك بشكل جيد بين الجميع وأن ينأى الجميع عن الكلام في أي قضايا اتهامية أو اثارة قضايا بعيدا عن ايجاد آليات صراع واضحة ومباشرة مع الاحتلال  ولدينا كما قلت بدائل كثيرة على الأرض لكن تحتاج إلى وفاق وطني، لدينا المقاومة الشعبية السلمية التي يجب أن تكون منتشرة والتي قد تصل إلى  الانتفاضة الثالثة و لدينا مسألة السلطة وآليتها ومسائلها المختلفة مع الاحتلال ، ميدانيا على الارض الوضع يغلي توجد اقتحامات للمسجد الأقصى متكررة واشتباكات متكررة مع الاحتلال وأكثر الاقتحامات تتم من باب المغاربة
 النصر: هل هناك إمكانية للعودة إلى العمل المسلح لمواجهة العدو الصهيوني؟
• نحن أصحاب الكفاح المسلح، نحن من أطلقنا الثورة الفلسطينية المسلحة و نحن لم نلق السيوف ، سيوفنا الآن موجودة في أغمادها تاركين المجال لآليات حكي لنا و طلب منا دوليا وعربيا إعطاء الفرصة لآليات أخرى ربما تؤدي إلى النتيجة ، سيوفنا لازالت جاهزة وكل شيء قائم حسب المصلحة الوطنية العليا والقضية الفلسطينية .
  النصر : فرنسا أوقفت التحقيق في ملف وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات ما ذا تقولون في هذا الشأن؟
• نحن آسفون لهذا القرار الفرنسي والذي سبقه قرار روسي مماثل نحن ناسف لذلك ولا ندري أسباب هذا الموقف الفرنسي بتجميد هذا الموضوع لكن بالنسبة لنا نحن نقول من جهتنا ما زال الموضوع مستمرا ولا زالت لجاننا تعمل ونتابع هذا الموضوع قانونيا ورسميا ودوليا، حتى  نصل في النهاية لتقديم الأدلة الدامغة الواضحة ، على قيام العدو الصهيوني بقتل رئيسنا ورمزنا ياسر عرفات ونحن نقول أن قناعتنا واضحة  وليس  لدينا شك في أن من  قام بهذه العملية هو العدو الصهيوني، نحن واثقون أن من قام بهذا العمل هو العدو الصهيوني ونحن لا نستغرب أن يقوم بإعادة الكرة  مع الرئيس أبو مازن بأساليب أخرى.
 وعلى الصعيد الوطني، أقول نحن محاصرون في كل مكان غزة محاصرة والضفة محاصرة والقدس محاصرة نحن أمام وضع سياسي دولي و عربي صعب  وقد تقدمت دولة فلسطين بطلب العضوية إلى الانتربول الدولي وذلك لجلب  اشخاص مطلوبين للعدالة الفلسطينية
النصر: يرى المراقبون  بأن الجزائر مستهدفة اليوم ما رأيكم في هذا الشأن؟
• لن ينسى للجزائر ما قامت به وعملته في المرحلة التحريرية، حيث استطاعت أن تغير مجرى العالم بعد انتصار الثورة الجزائرية ومن ثمة ما قدمته الثورة الجزائرية لحركات التحرر في العالم و القضية الفلسطينية بعد ذلك التي تبنتها والتي حملتها على أكتافها والتي كان لها دائما الدور المركزي في كل محطاتها المركزية ، مشاركة و نصحا هذا الكلام لا يغفر  و الجزائر الداعم الأساسي لفلسطين مطلوب رأسها من الحالة الدولية، من الجميع، عندما تدخل معركة فلسطين وفلسطين قضية دولية فهي دخلت معركة دولية والجزائر الآن بما تملكه من ثروات وجغرافيا ومن مفاهيم ومن تطورات سياسية على صعيد الوضع الداخلي وفي ظل حالة التفتت العربي وضمن حالة إعادة تقسيم المنطقة ، الجزائر لا زالت دولة قوية وتستطيع أن تلعب دور في إيقاف هذا المخطط وهذا غير مسموح به لذلك الجزائر في منطقتها تحاول أن تنصح و أن تصلح الأمور كما تقوم به  في مالي وليبيا وتونس ومصر وفي كافة الاتجاهات بنصح الناس بطبيعة المشروع الدولي لأن هذه الصراعات تفتيتية ، في هذه الحالة تصبح الجزائر التي لا زالت الحضن الدافئ للثورة الفلسطينية وقلعة القضية الفلسطينية مطلوب رأسها لتبعد عن الفضية الفلسطينية ولتبعد عن دورها في المنطقة ككل، ضمن مشاريع مرسومة في المنطقة، الجزائر لها وجهة نظر أخرى ، لذلك نقول يا إخوتي في الجزائر ، حافظوا لنا على هذه القلعة لتظل دافعا وحارسا لنا في ظل هذه الفتنة الخلاقة التي تسود في هذه المنطقة  والصراعات التي ليس لها نتيجة، لنشعر أن مازال مشروعا تحرريا قويا يستطيع أن يعطي لهذه المنطقة الثقة في مستقبل أفضل .
مراد .ح

الرجوع إلى الأعلى