تخليت عن  الجوق لأن البعض جعلنا فرقة مناسبات
إعترفت الفنانة ليلى بورصلي بتخليها عن جوقها النسوي، لأن البعض جعل من تشكيلتها فرقة مناسباتية تتم دعوتها سوى في احتفالات 8 مارس.
أميرة نوبة الحسين و الحوزي تحدثت أيضا في لقاء جمعها مؤخرا بالنصر عن تجربتها الفنية و سر ميلها لأداء النوبة و تفضيلها للمصدّر و أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
 أيهما تفضل ليلى بورصالي أن تصنف كمتخصصة في النوبة أم الحوزي؟
- لست متخصصة في الحوزي و إنما أتقيّد بأدائه بشكل عام في شهر رمضان باعتبار خصوصية هذا الشهر الكريم، لكن في الواقع معظم تسجيلاتي و الوصلات التي أنتقيها في أغلب حفلاتي لا تخرج عن قالب النوبة الذي أعمل جاهدة للتخصص فيه أكثر، لأن ذلك يناسبني أكثر في رأيي،  و حتى عندما أغني الحوزي أو العروبي أو المغربي أختار قصائد تسرد قصصا لها معنى و تحمل رسائلا هادفة.
 أي النوبات تحبذين و لماذا؟
- من الصعب تحديد ذلك الآن . لأنني لا زلت في بداية رحلتي الإستكشافية في عمق هذه الموسيقى العريقة الساحرة، لكن يمكن القول بأنني وجدت راحة أكبر في ألبومي الأخير عندما أديت نوبة حسن السليم التي ألف و لحن كلماتها أستاذي بن غبريط وفق حالتي الخاصة التي راعى فيها الظروف الاجتماعية و الحالة النفسية التي مررت بها بعد وفاة زوجي، منذ سنتين، و كنت أرغب في مقاسمة كل ذلك مع جمهوري و قد نجح أستاذي في تحقيق ذلك بهذه النوبة التي لا تخرج عن طبع نوبة الحسين و سحر الموسيقى الأندلسية رغم تجديدنا في الألحان و أيضا في الكلمات.. و قد يكون ذلك وراء ميلي لأداء النوبة أكثر من أي طبع آخر لأنني أستمتع بسحر و روح القصائد الشعرية الكلاسيكية الجميلة.
 ماذا عن  جزئك المفضل ضمن النوبة ؟
 صراحة أحب المصدّر رغم أن الكثيرين لا يحبذونه يمكن لبطء موسيقاه، غير أنني شخصيا أجد فيه متعة التعبير عن أحاسيسنا بميلوديا صعبة لكن جميلة جدا.
 نلمس من خلال حديثك ميلك الكبير للشعر فهل علاقتك به تنتهي عند حد القراءة أم التأليف؟
-لن أدعي نظم الأشعار، و أتمنى أن تكون لي موهبة قول الشعر، لكن أحب قراءة الشعر و الاحتكاك بالشعراء.
هل واجهت مشاكل في أداء قصائد جعلتك تقرّين بأنها تليق أكثـر للرجال؟
 -لا ، حتى الآن لم أواجه ذلك، لأنني ببساطة أحاول تكييف القصيدة قدر الإمكان مع إمكانياتي الصوتية حسب سلم الأنغام، لكن يجب الاعتراف بأن هناك بعض وصلات الحوزي التي تتطلب النغمة الحادة مثلا أو لم يسبق لي التدرب تقنيا و فنيا عليها فأضطر حينها إلى انتقاء ما يساعدني و لا يخون خامة صوتي.
راهنت على تأسيس جوق نسوي رغم عدم إستمرار معظم الفرق الموسيقية النسائية، هلا حدثتنا عن ذلك ؟
- هناك ظروف اجتماعية كثيرة تفرض على المرأة عادة الاختيار بين موهبتها و مسؤولياتها و واجباتها الأسرية، لأن الفن عادة يتطلب تفرغا خاصة عندما يتعلّق الأمر بالجولات الفنية و الاضطرار للابتعاد عن البيت و الأسرة لمدة معيّنة و هذا غير ممكن للكثير من العازفات اللائي يجدن صعوبة في ترك أطفالهن و أزواجهن ، فيضطرون للاعتزال، و أنا كنت محظوظة لأنني أنجبت أولادي في وقت مبكر و بدأت مشواري الفني كمحترفة بعد بلوغهم سن الاعتماد على النفس، مما سهل علّي مهمة ممارسة فني بكل ارتياح، لكن للأسف مثل هذه الفرص ليست من حظ الجميع و بالتالي فإن أكثر العازفات تخترن الابتعاد عن عالم الفن بمجرّد دخولهن القفص الذهبي لأنهن لا تجدن التشجيع من طرف الزوج و العائلة عموما، و إن كانت الأمور بدأت في التغيّر في السنوات الأخيرة...أما بخصوص تجربتي في تأسيس جوق نسوي، فاعترف بأن التجربة كانت فاشلة لا لشيء سوى لأن البعض جعل من تشكيلتنا جوقا خاصا بحفلات اليوم العالمي للمرأة، مما جعلني أرفض و أتخلى عن الفكرة و أنسحب لأنني أثق بمواهب و إبداع المرأة في المجال الموسيقي و أرفض أن تعامل وفق الذهنية المناسباتية.
هل أنت مع عصرنة الموسيقى الأندلسية أم ضدها ؟
 مع التجديد، و الإبتكار، لأنني أؤمن بأنه بإمكاننا الإبداع مثلما فعل الذين سبقونا، فهم لم يكتفوا بما تركه لهم الأسلاف بل تركوا لنا من الثراء الموسيقي ما يبعث على الافتخار و هو ما أتمنى أن نصل إليه كجيل جديد من الموسيقيين، و نترك نحن أيضا أثرا لما سيأتون بعدنا.

حاورتها مريم بحشاشي

الرجوع إلى الأعلى