رفعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بقيادة شرف الدين عمارة تظلما وشكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيره الإفريقي ضد الحكم البوتسواني جوشوا بوندو، بعد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها في لقاء الجولة الثانية من تصفيات المونديال أمام بوركينافاسو بملعب مراكش، ما حرم الخضر من الفوز والانفراد بصدارة المجموعة الأولى.
وأكدت عديد المصادر، وفي مقدمتها موقع «لاغازيت دي فونيك»، المعروف بمصداقيته، أن الناخب الوطني جمال بلماضي، لم يهضم التعثر الأخير أمام منتخب «الخيول» بنتيجة هدف لمثله، وأرجع السبب في ذلك للحكم البوتسواني الذي لم يكن موفقا في جل قراراته، وهو ما جعله يقرر بالتنسيق طبعا مع رئيس الفاف، التحرك للدفاع على حقوق المنتخب الوطني، خاصة وأن رفاق رياض محرز عانوا منذ عودتهم من مصر متوّجين بالكان، من عديد الأخطاء التحكيمية التي حرمتهم من الفوز في بعض المباريات.  
وأعدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ملفا ثقيلا ضد الحكم البوتسواني جوشوا بوندو، إذ أرسلت نسخة منه للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فيما أرسلت نسخة أخرى للفيفا، باعتبارها المشرف الأول على تنظيم مباريات تصفيات المونديال، وإن كانت الأخيرة تسند مهمة متابعة أداء الحكام للهيئة القارية.
وتضمن ملف التظلم الذي أعدته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، صورا وفيديوهات موثقة، توضح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الحكم جوشوا في المباراة أمام بوركينافاسو، بداية بعدم احتسابه لضربة جزاء شرعية للقائد رياض محرز في الدقيقة 87 من عمر المباراة، وصولا إلى التدخل الخطير بكلتا القدمين على المدافع الأيسر رامي بن سبعيني، والذي اكتفى فيه البوتسواني بإشهار البطاقة الصفراء في وجه اللاعب البوركينابي بدلا من الحمراء، وكذلك الاعتداء على راميز زروقي، الذي عوّض أن يتم إنصافه، قام الحكم جوشوا بتحذيره من التحايل.
وسبق للفاف أن اشتكت الحكم القمري أديلايد محمد علي، الذي أدار مباراة زامبيا في لوزاكا شهر مارس الماضي، ضمن الجولة الخامسة من تصفيات أمم إفريقيا 2022، بعد أن أهدى الأخير منتخب «الرصاصات النحاسية» ضربتي جزاء غير شرعيتين، منحتا الفريق المحلي نقطة أمام بطل إفريقيا، ليتم إيقافه بعد ذلك لثلاثة أشهر.
كما تحدث المدرب بلماضي عن عدم رضاه على حكم مباراة تونس الودية بملعب رادس، والذي أشهر سبع بطاقة صفراء كاملة في وجه لاعبي الخضر، فضلا عن طرده للاعب عدلان قديورة بعد دقائق فقط من نزوله أرضية الميدان، دون الحديث عن الهفوات المرتكبة في باقي المباريات، على غرار مباراة الإياب أمام منتخب زيمبابوي.
ويبدو أن الفاف والناخب الوطني غير راضين تماما على أداء الحكام المكلفين في الفترة الماضية بإدارة مباريات الخضر، خاصة تلك التي تلعب خارج الجزائر، والدليل أن بلماضي فتح النار على التحكيم الإفريقي في عدة مناسبات، واعتبره من الأمور التي تثير مخاوفه، في انتظار تدخل هيئة باتريس موتسيبي، المطالبة بحماية حقوق بطل إفريقيا.
وسبق لرئيس الكاف الجديد، أن وعد الاتحادات والمنتخبات المحلية بالتكفل شخصيا بملف الحكام، مع الشكاوى المتكررة والأخطاء الجسيمة المرتكبة، سيما خلال المباريات الحاسمة، ولو أن الجميع في انتظار اعتماد تقنية الفيديو المساعد«الفار» التي ستعطي لكل ذي حق حقه، خاصة وأن تردد الحكام في اتخاذ القرارات أو ارتكابهم لأخطاء، يتم تصويبها آنيا بفضل ذات التقنية.
هذا، وتخشى بعض الأطراف في الجزائر، تأثير مثل هذه التحركات على الحكام والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خاصة مع الأخبار المتداولة عن تعرض الخضر لمؤامرات قصد إيقاف مسيرتهم المظفرة الممتدة على مدار ثلاث سنوات كاملة، وهو ما سبق أن لمّح إليه مناجير المنتخب الوطني أمين العبدي، الذي صنعت تصريحاته الأخيرة الحدث، بعد تأكيده أن هناك جهات تسعى لعرقلة بطل القارة.
ويأمل الناخب الوطني أن لا يؤثر الحكام على نتيجة مباراتي النيجر المقبلتين، خاصة وأن الخضر مطالبين بحصد كامل النقاط للبقاء في الصدارة، وتعزيز فرص العبور للدور التصفوي الأخير المؤهل لمونديال قطر 2022.
وعيّن الاتحاد الدولي لكرة القدم طاقم تحكيم غاني لإدارة مباراة الذهاب أمام النيجر، بقيادة الحكم الرئيسي لاريا دانيال نيي ويساعده كل من بروبي كوزاي وأشيمبونغ وأتيماكا بول كودزو، فيما سيتولى طاقم تحكيم سنغالي إدارة لقاء الإياب بنيامي، ويتكوّن الأخير من حكم الساحة عيسى سي، ومساعديه توري سيريني شيخ وبانغورا نوها.
ولم يسبق لهذا الحكم السنغالي إدارة مقابلات الخضر، ولئن كان ذلك لا يهم، بقدر ما يهم الجميع أن يكون عند مستوى التطلعات، رفقة طاقم لقاء الذهاب، على اعتبار أن نتائج اللقاءات ستكون حاسمة في تحديد هوية المترشح ضمن المجموعة الأولى، في ظل تقارب النقاط، واحتدام الصراع بين الخضر وبوركينافاسو.            سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى