اتهمت  العديد من جمعيات أولياء التلاميذ بولاية الطارف، مسيري المدارس الابتدائية و المقتصدين في الطورين المتوسط و الثانوي، بافتعال أزمة الكتاب المدرسي، بحجة حرمانهم من الحصول على هامش الربح لهم أو لمؤسساتهم من عائدات عملية البيع.
و أكدت جمعيات في شكاوى موجهة للوالي، حرمان عشرات التلاميذ من الحصول على الكتاب المدرسي بعد مرور أسبوع من التحاقهم بمقاعد الدراسة، مشيرين إلى حجم المتاعب الكبيرة التي يصادفونها في الطوابير الطويلة أمام مكتبات الخواص لساعات و لعدة أيام وسط فوضى من أجل اقتناء الكتب لأبنائهم، ما أثار مخاوفهم من مغبة تأثير المشكلة على السير الحسن للتمدرس.
و قال بعض الأولياء في تصرح «للنصر»، أنهم اضطروا للتنقل من مكان لآخر و قطع عدة كيلومترات نحو البلديات المجاورة، بحثا عن الكتاب المدرسي لأطفالهم  من دون الحصول عليه، في حين لجأ البعض لشراء كتب قديمة للمواسم الفارطة لتجاوز الإشكال المطروح و ضمان متابعة و مراجعة ذويهم لدروسهم، فيما قالت جمعيات أن عدم توفر الكتاب المدرسي، دفع بالبعض للاستثمار في الأزمة من خلال اقتناء كميات منه من نقاط البيع المعتمدة و إعادة طرحها بضعف أسعارها في السوق السوداء، الأمر الذي أثار استهجان و امتعاض الأولياء حيال هذه الممارسات في غياب تدخل الجهات المعنية لتنظيم عملية بيع الكتاب و التصدي لكل الطفيليين، خاصة و أن مديرة التوثيق المدرسي أكدت لهم وفرة الكتب المدرسية بعناوينها في المخزون الولائي الذي يفوق احتياجات الولاية من الكتب المطلوبة.
و ناشدت جمعيات أولياء التلاميذ، والي الولاية، فتح تحقيق بخصوص الأطراف المتسببة في أزمة الكتاب المدرسي و رفض المؤسسات التربوية بيعه، على أن تحدد المسؤوليات لعدم تكرار مثل هذه الممارسات و التصرفات اللامسؤولة حسب تعبيرهم، مع دعوتهم لفتح أكبر عدد من نقاط البيع عبر البلديات لتوفير الكتاب للمتمدرسين و بالسعر المقنن مراعاة لتحصيلهم التربوي و العلمي.
في حين كشفت مصادر مسؤولة بمديرية التربية، عن توفر الكتاب بما يفوق الاحتياجات بنسبة تفوق 140 بالمائة، غير أن رفض مسيري المدارس و المقتصدين بيع الكتاب، تسبب في بروز الأزمة مع الدخول المدرسي و خلف متاعب للأولياء في اقتناء الكتب المطلوبة لذويهم، مضيفة بأنه تم اعتماد 25 نقطة بيع لمكتبات الخواص التي أسندت لها عملية بيع الكتب، بما فيها فتح نقطة للبيع على مستوى مركز التوثيق من أجل الاستجابة لكل طلبات المتمدرسين.
و طمأنت، نفس المصادر، بتوفر الكتب المدرسية بكميات تفوق ضعف الاحتياجات، بما فيها تكفل المصالح المعنية بتوصيل الكتب نحو المؤسسات قبل الدخول المدرسي، غير أن مقاطعة المؤسسات التربوية لبيع الكتب، أدى إلى بروز المشكلة التي طفت للسطح هذه الأيام، متسببة في أزمة كبيرة أثارت متاعب و قلق الأولياء و متمدرسيهم و ذكر المصدر أن إجراءات استثنائية اتخذت لمعالجة الأمر، مع تحديد المسؤوليات بخصوص المقصرين و المتسببين في الأزمة .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى