حذّر مختصون، من احتمال الدخول في موجة رابعة من وباء كورونا ، تكون عنيفة بالنظر إلى وجود مؤشرات وعوامل تدعو للقلق ، ومن بينها تسجيل موجة رابعة في العديد من الدول والتي تشهد ارتفاعا في الإصابات،  إضافة إلى حالة   الفتح و التراخي من قبل المواطنين وضعف نسبة التلقيح، وأبرزوا ضرورة استعداد المواطنين وأيضا السلطات  للموجة الجديدة المحتملة.
وأوضح الباحث في علم الفيروسات و بيولوجي سابق في مخابر التحليلات الطبية، الدكتور  محمد ملهاق، في تصريح للنصر، أن الوضعية الوبائية الحالية لا تزال مستقرة رغم الارتفاع الطفيف  في عدد الإصابات ، لافتا إلى وجود مؤشرات عالمية وأخرى محلية تدعو إلى القلق .
 فبخصوص المؤشرات العالمية، أشار إلى الحالة الوبائية الحالية في كل من دول شرق أوروبا  وروسيا، حيث توجد بها موجة رابعة وأيضا عودة فيروس كورونا  في الصين وما صاحبه من غلق  ومن جهة أخرى ، بعض الدول العربية التي شهدت  عودة كوفيد 19 بوتيرة متسارعة.
 كما أشار الباحث في علم الفيروسات، إلى  تحذيرات المنظمة العالمية للصحة التي تقول إن الفيروس  والوباء ما زال موجودا ودعوتها الحكومات إلى اتخاذ تدابير الحيطة والاستعداد لموجة أخرى. وبالنسبة للمؤشرات الداخلية، فتتمثل في حالة التراخي التي نلاحظها منذ مدة، وخاصة بعد رفع الحجر الجزئي المنزلي وأيضا فصل الشتاء الذي تزدهر فيه الفيروسات الموسمية .
ومن بين العوامل أيضا، الضعف في عملية التلقيح، رغم الإمكانيات الكبيرة المسخرة ووجود فائض في المخزون ووجود مصنع للقاحات محليا، إلا أن الإقبال على التلقيح يعتبر ضعيفا،  مشيرا إلى أن نسبة التلقيح غير كافية .
و أضاف أن التلقيح بجرعة واحدة غير كافي للحماية من فيروس كورونا، داعيا المواطنين للذهاب لتلقي الجرعة الثانية لحماية أنفسهم في حالة وصول الموجة الرابعة والمتوقعة بقوة.
أما المؤشر الآخر،  فيتعلق بالفيروس  « دلتا» والمسيطر في الجزائر  والذي كان المتسبب بالإضافة الى عوامل أخرى في الموجة الثالثة .
كما أكد الباحث على ضرورة الاستعداد من قبل المواطنين والسلطات للموجة الجديدة المحتملة والتي من الممكن أن تكون  عنيفة وخطيرة وأشد من الموجة الثالثة.
ونصح المواطنين باتباع التدابير  الوقائية، وضع الكمامة وغسل اليدين باستمرار والتباعد الجسدي وخاصة التباعد الاجتماعي  وتفادي التجمعات والازدحام و القيام  بالتلقيح،  مضيفا أن اللقاح يحد من عدد الوفيات ويقلص من عدد الحالات في العناية المركزة  وحالات الاستشفاء ويجنب التعقيدات في حالة الإصابة بالفيروس .
من جانبه، اعتبر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور  الياس مرابط ، أن خطر الموجة الرابعة من وباء كورونا وارد، لأن الوضع تدهور في العديد من الدول وخاصة في أوروبا وهو ما يعزز المخاوف، لافتا إلى أن الموجات السابقة  التي سجلت في أوروبا والهند ومناطق أخرى،  مع الوقت وصلت إلينا
وأضاف أن  التخوف كذلك راجع لعاملين أساسين، أولا حالة التراخي و الابتعاد جماعيا عن العمل بالشروط الوقائية ، ارتداء الكمامة، التباعد الجسدي ، نظافة الأيدي ، البروتوكولات الصحية والتي من المفترض أن تطبق في عديد القطاعات والنشاطات والجانب الثاني ، ضعف نسبة التلقيح، مبرزا ضرورة العودة إلى التحسيس والتوعية والعمل على إلزام المواطنين بصفة غير مباشرة  للذهاب لتلقي اللقاح.
واعتبر أن الوضعية الوبائية الحالية مستقرة مؤقتا، مشيرا إلى ارتفاع في عدد المرضى المصابين والمشكوك في إصابتهم في الأيام الأخيرة،  كما أن  بعض مصالح كوفيد امتلأت مجددا ،  كما تم تسجيل دخول مرضى  للمستشفيات ووحدات الإنعاش في حالة معقدة من المرض وهذا دليل على أن الوضعية بدأت تسوء.  
مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى