اعتبر مدرب نجم تازوقاغت محمد الصغير بن تونسي، الحديث عن الصعود أمر مبالغ فيه ويتجاوز بكثير إمكانيات النادي، وأوضح في هذا الصدد بأن النتائج الميدانية المسجلة تعد ثمرة الاستقرار الكبير الذي يشهده الفريق، لكن دون أن تصل درجة التفاؤل حد الطموح للعب في الوطني الثاني.
وأكد بن تونسي، في حوار خص به النصر على أن متاعب النجم تنطلق من مشكل الملعب، لأن الفريق يضطر لإجراء حصصه التدريبية في ساحة لعب، دون تجاهل قلة الإمكانيات المادية، مشيرا إلى أن التألق في بطولة مابين الجهات للموسم الثالث تواليا لا يكفي لرفع عارضة الطموحات عاليا.
ما تقييمك لمشوار الفريق في بداية الموسم الجاري، خاصة بعد التموقع في برج المراقبة؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن نجم تازوقاغت نجح في نيل تقدير واحترام كل متتبعي بطولة ما بين الجهات، وذلك منذ صعوده من الجهوي قبل ثلاثة مواسم، وهذا التألق يمكن تصنيفه في خانة ثمار استراتيجية العمل المنتهجة من طرف اللجنة المسيرة، والتي يبقى الاستقرار في التركيبة البشرية قوامها الأساسي، لأننا نعمد دوما إلى الاحتفاظ بالركائز، والاستقدامات تكون قليلة، بحسب حاجيات التشكيلة، وهذا الموسم هو الثالث لي مع الفريق، الأمر الذي سمح لنا بتكوين مجموعة منسجمة ومتناسقة، وهذا هو سر نجاح النجم في السطوع، وسرقة الأضواء، بلعبه الأدوار الأولى كل موسم، رغم أنه لا يتوفر على الإمكانيات المادية التي من شأنها أن تمكنه من الصمود في هذه الحظيرة أطول فترة.
لكنكم تتواجدون ضمن كوكبة النوادي المرشحة للتنافس
على تأشيرة الصعود؟
الحديث عن الصعود أمر يتجاوز بكثير طموحاتنا، ولو أن هذا الحلم يراود الأنصار، ويبقى طموح كل عنصر في المجموعة، سواء لاعبين أو مدربين، لكن حقيقة الميدان تجعلنا نصطدم بواقع مغاير، لأن نتائج الفريق تفوق بكثير ما يعيشه ميدانيا، وأبسط دليل على ذلك معاناتنا المتواصلة مع مشكل الملعب، إذ أننا نضطر لإجراء حصصنا التدريبية على مستوى «ماتيكو» بمدينة خنشلة، في ظل استحالة الظفر ولو بحصة واحدة أسبوعيا بملعب حمام عمار، جراء الاكتظاظ الكبير الذي يشهده، وهذا الأمر الحتمي فرضته الأشغال الجارية على مستوى ملعب المحمل، لأن مشروع تجديد الأرضية مازال متواصلا، وقد كنا مجبرين على إجراء التحضيرات على مستوى ساحة لعب بعاصمة الولاية، مما يحول دون تطبيق برنامج العمل الذي يتماشى والخيارات التكتيكية، بسبب استحالة إجراء مباريات تطبيقية وحتى بعض التمارين المقترنة بالجانب التقني في «ماتيكو»، وهي الوضعية التي تثبط العزيمة، وتجبرنا على ضرورة النظر إلى المستقبل بواقعية، لأنه من غير المعقول أن يراهن فريق لا يتوفر على ملعب للتدريبات على ورقة الصعود.
وما سر النتائج التي ما فتئ يسجلها النجم منذ صعوده إلى هذا القسم؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن الاستقرار الكبير الذي يشهده الفريق على جميع الأصعدة كان وراء خلق جو عائلي داخل المجموعة، في وجود ثقة كبيرة بين اللاعبين والطاقم المسير، مما ساعدنا على القيام بالعمل في ظروف من شأنها أن تخفف من معاناتنا من باقي الجوانب التي لها علاقة مباشرة بالإمكانيات، لأن نجم تازوقاغت دخل قسم ما بين الجهات في ثوب الكبار، بلعبه ورقة الصعود منذ أول موسم، وقد نجح في حجز مقعد في الوطني الثالث عند تعديل نمط المنافسة، كما أن مغامرة الموسم الفارط كانت مميزة، بمنافسة إتحاد تبسة على لقب المجموعة، في بطولة لم يكن من السهل الخروج منها بسلام، وبالتالي فإن النتائج المحققة تفوق الإمكانيات الحقيقية للنادي، رغم أننا نتوفر على طاقات بشرية باستطاعتها تجسيد حلم الصعود إلى الرابطة الثانية.
في ظل هذه الوضعية، ما هو الهدف الذي سطرتموه مع الإدارة؟
كل المتتبعين يرشحون نجم تازوقاغت للتنافس على ورقة الصعود، إلا أننا لا ننظر إلى مستقبل الفريق من هذه الزاوية، بل نحصر هدفنا في ضمان البقاء بكل أريحية، وبشكل مبكر في قسم ما بين الرابطات، وهذا لتفادي أي ضغط على اللاعبين، وكذا تجنب التواجد في متاهة الحسابات، رغم أن انطلاقتنا تبقى مقبولة إلى حد كبير، باحراز 3 انتصارات، مقابل تلقي هزيمة كان باستطاعتنا تفاديها، خاصة وأنها كانت في عقر الديار، أمام نجم بني ولبان، وعليه فإن النتائج المسجلة في بداية الموسم الجاري ترفع معنويات المجموعة، وتحفزنا لمواصلة المشوار بنفس الديناميكية، لكن دون تنصيب الصعود كهدف، لأن اللجنة المسيرة ما فتئت تطرح مشكل نقص التمويل، ومع ذلك فإننا لا تتردد في تسوية علاوات المباريات مباشرة في حجرات الملابس للتخفيف من معاناة اللاعبين من هذا الجانب.
حـاوره: ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى