إقامة علاقات مع فرنسا لا يعني الدخول تحت حمايتها 

هناك تعتيم إعلامي للتطورات الايجابية التي تشهدها الجزائر
الجزائر دولة تجمع الفرقاء ولا تعادي أحدا

الدبلوماسية الجزائرية ستعتمد اليوم سياسة الند للند، فمن هاجمنا نهاجمه

أعرب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن أسفه إزاء علاقات التعاون بين المغرب و إسرائيل. وقال تبون في اللقاء الصحفي الدوري “لأول مرة منذ أن خلق الكيان، خزي وعار أن يهدد الكيان بلدا عربيا من بلد عربي آخر”. وجدد الدعوة إلى إدخال إصلاحات على الجامعة العربية مبرزا العلاقات الطيبة للجزائر مع الجميع، إلا مع ” من يريد معاداة الجزائر”. مشددا على أن العلاقات مع فرنسا ستعود بشرط أن يفهم الطرف الآخر أن إقامتها على أساس الند للند ليس استفزازا له.
تأسف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء الجمعة، لتهديد وزير من الكيان الصهيوني لبلد عربي (الجزائر) من بلد عربي آخر (المغرب)، معتبرا ذلك "خزيا و عارا". وقال السيد تبون في لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية: "لأول مرة منذ 1948, وزير من هذا الكيان يزور بلدا عربيا و يهدد بلدا عربيا آخر, هذا خزي و عار".
واستنكر الرئيس تبون في سياق آخر، شن بعض الأطراف الإقليمية والدولية حملات إعلامية تهدف إلى الإساءة إلى الجزائر(في إشارة إلى المغرب ووسائل إعلام فرنسية)، مشيرًا إلى أن هناك إرادة دولية تدفع نحو ترسيخ صورة سيئة عن الجزائر، مبينا أن "لا أحد يعرف على سبيل المثال أن الجزائر تضمن تدريس وإطعام 12 مليون تلميذ مجانا، كما تملك أكثر من 100 جامعة ومركز جامعي".
وأكد رئيس الجمهورية، أن الدبلوماسية الجزائرية ستكون "مرآة" تعكس واقع الجزائر والجهود المبذولة على كل المستويات. و أضاف أن "الكثير يجهل اليوم واقع الجزائر سواء في الداخل أو الخارج, ولا ينقل الإعلام, لا سيما الغربي, الايجابيات التي تعرفها الجزائر بل يتم التركيز على السلبيات".
دبلوماسية الند للند لمواجهة خطة لتركيع الجزائر
وذكر السيد تبون في رده بأن "عديد الأطراف في الداخل والخارج تجهل أن الجزائر تمتلك شبكة طرق ضخمة، و أكثر من 75 سدا مبنيا و أخرى في طور الانجاز, كما أن الكثير يجهل أن 12 مليون تلميذ يزاولون تعليمهم على حساب ميزانية الدولة ولا احد يعرف أن هناك أكثر من 100 مركز جامعي و 12 مدرسة عليا". و استطرد الرئيس تبون يقول أنه "لا ينقل عن الجزائر, إلا السلبيات كأخبار عن اعتقال أو سجن بعض الأشخاص".
و أبرز أنه "إذا ما قورنت الجزائر بمحيطها في المنطقة, فإنها حققت الكثير من الانجازات", و أن "الانتصارات التي حققها الشعب و إطارات الدولة في العديد من المجالات لا سيما الصحية لا يتم الإشارة إليها", مستشهدا بتمكن "إطارات الدولة من احتواء فيروس كورونا وتخفيض نسب الإصابة به, في وقت لازالت دول عظمى اليوم تسجل آلاف الحالات يوميا".
ولفت الرئيس إلى وجود تعتيم إعلامي عن التطورات الايجابية التي تشهدها الجزائر, وحتى وسائل الإعلام الغربية لا تتطرق -كما قال- "أبدا إلى التجارب الناجحة للجزائريين في مختلف المجالات بل يتم إيصال السلبيات فقط"، مضيفا بان هذا التعتيم على الانجازات التي تحققها الجزائر يأتي "في وقت يتجاهل فيه نفس الإعلام دولا أخرى تعاني شعوبها من القهر والجوع, ولا يتم التحدث عن أوضاعها الداخلية أبدا وهو ما يؤكد وجود خطة لتركيع الجزائر".
وذكر أن المشاكل الكبرى التي عرفت تدخل الدبلوماسية الجزائرية, حلت بفضل إتباعها مبدأ السرية في التعامل معها. وختم السيد تبون رده بالتأكيد على أن "الدبلوماسية الجزائرية ستعتمد اليوم سياسة الند للند, فمن هاجمنا نهاجمه ولا نبقى في موقف المتفرج مهما كانت طبيعة الخصم".
التعامل بندية مع الفرنسيين ضرورة
وبشأن الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين الجزائر وفرنسا، قال تبون "لكي تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي بين الجزائر وفرنسا يجب أن يفهم الطرف الفرنسي أن التعامل بندية ضرورة، وليس استفزازا"، مضيفا "لدينا 5.6 ملايين شهيد (...) نحن أقوياء بأنفسنا ولسنا بحاجة إلى أحد، ولن أسمح لأحد بأن يفرض أي شيء".
وقال الرئيس تبون: "يجب أن تعود العلاقات مع فرنسا إلى طبيعتها، لكن بشروط. يجب أن يفهم الطرف الآخر أن الند للند ليس استفزازا له و إنما صيانة سيادة وطن استشهد من أجله 5 ملايين و630 ألف شهيد منذ 1830 إلى 1962". و شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تتغير التعاملات بين البلدين وتكون في إطار "الند للند", مضيفا أن الجزائر "لا تقبل أن يفرض أي شيء عليها" و أن إقامة علاقات بين الطرفين لا يعني "أن ندخل تحت حماية فرنسا".
القمة العربية المقبلة قمة لـ"لمّ الشمل"
وبخصوص القمة العربية المقررة في مارس المقبل في الجزائر، إن الجزائر ترغب في احتضان قمة جامعة تعود فيها سوريا إلى شغل مقعدها، موضحا أن الجزائر تطمح لأن تكون القمة العربية المقبلة قمة لـ"لمّ الشمل"، مشيرًا إلى أن "الجزائر بلد جامع للفرقاء"، معبرًا عن رغبته في أن تحسم القمة المقبلة لصالح عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية. وجدد تبون الدعوة إلى إدخال إصلاحات على الجامعة العربية، مؤكدًا أن "الجامعة العربية لم تتغير منذ 1948. الأمم المتحدة تغيرت والمنظمة الأفريقية تغيرت إلى الاتحاد الأفريقي، بينما الجامعة العربية بقيت على حالها".
ع –سمير

الرجوع إلى الأعلى