تتوجه مجموعة «أوبك+» إلى الإبقاء على سياستها المتعلقة بالزيادة التدريجية في الإنتاج خلال الاجتماع المزمع عقده اليوم الخميس ، حسب مراقبين وخبراء حيث اعتبروا  أن الاستراتيجية التي تنتهجها المجموعة فيما يخص الإنتاج أثبتت نجاعتها و ساهمت في تعافي الأسعار و توزان السوق النفطية ، ويرون أن الأسعار من المرجح أن تعاود الصعود مجددا .   
تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها أو ما يعرف بمجموعة  «أوبك+» اليوم اجتماعا لبحث أوضاع سوق النفط العالمية  و تطوراتها حيث من المنتظر أن يتم  تحديد الزيادة في الإنتاج المتفق عليها من قبل الأعضاء في هذا التحالف النفطي والتمسك بسياستها التي تمكنت من خلالها في الحفاظ على توازن السوق النفطية و تحسن الأسعار على مدى أشهر بالرغم من الضغوط لزيادة الإنتاج.
ويعقد هذا الاجتماع في ظل المخاوف من التأثيرات الناجمة عن انتشار  المتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون»  على المستوى العالمي و عودة الركود للاقتصاد.
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار في تصريح للنصر، أمس، أن مجموعة «أوبك+»،  ستحافظ  على نفس المنحى السابق ، لأنها ما زالت في موقع قوة لحد الساعة ، لافتا إلى أن الشتاء على الأبواب و أيضا موجة البرد التي اجتاحت العالم، لذلك من المتوقع أن تبقي المجموعة على الزيادة التدريجية في الإنتاج بمعدل 400 ألف برميل والتمسك بموقفها إلى غاية اتضاح الأمور مع بداية السنة القادمة .وأكد الخبير الاقتصادي، أن الاستراتيجية التي  اتبعتها المجموعة ناجحة، حيث استطاعت من خلالها التحكم الناجع في أسعار البترول.
وبخصوص انخفاض أسعار النفط في الفترة الأخيرة،  أشار الى  إخراج المخزونات المختلفة وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية ، واعتبر أن الانخفاض  مؤقت في انتظار استقرار السوق، مضيفا أن الأسعار سوف تستقر في حدود 70 دولارا إلى 75 دولارا للبرميل في انتظار ما يستجد بعد شهر ديسمبر.
ومن جانب آخر ، وحول المخاوف من تأثيرات المتحور الجديد  لفيروس كورونا «أوميكرون» على السوق النفطية،  أوضح الدكتور أحمد طرطار ، أن  هذا المتحور الجديد  له تأثير ، حيث سيؤدي إلى ركود اقتصادي، سيما بعد توقيف العديد من  الرحلات .
وأضاف أن الأسعار خلال العام المقبل، مقرونة بالتعافي من كورونا وخاصة السيطرة على المتحور الجديد وإمكانية انفتاح العالم مجددا بعد الجائحة   ، موضحا أنه في حالة السيطرة على المتحور الجديد  وبقيت الأمور كما هي عليه الآن ستتطور الأسعار نحو الأفضل،  و في حالة العودة إلى  الجمود مجددا وتباطؤ الاقتصاد العالمي ، من المرجح أن تتأثر أسعار النفط وتنزل حتى تحت 60 دولارا للبرميل .
ومن جانبه ، توقع الخبير الاقتصادي  البروفيسور محمد حميدوش في تصريح للنصر، أمس،  أن يكون هناك إجماع داخل التحالف النفطي «أويك+»، خلال الاجتماع المقرر عقده اليوم الخميس بخصوص الإنتاج.
وأشار إلى أن السعودية لديها دائما استعداد في خفض الإنتاج خلال شهر ديسمبر للقيام بالصيانة والتي تحتم تخفيض الإنتاج ب500 ألف برميل يوميا ، مضيفا أن  الصيانة من الممكن أن تمتد إلى 3 أشهر .و في هذا السياق ، يرى الخبير الاقتصادي، أن  مجموعة» أوبك+» ، ستبقى متمسكة بسياستها إلى غاية الربيع القادم  .
وبخصوص لجوء  بعض الدول  إلى السحب من المخزونات النفطية، أوضح الخبير الاقتصادي، أن المخزون الذي تم سحبه يتمثل في المخزون التجاري، في حين لم يتغير المخزون الاستراتيجي ولذلك لم يكن له تأثير كبير.
ويرى أن انخفاض أسعار البترول في هذه المرحلة راجع إلى المعلومات و الأرقام  التي تقدمها  وزارة الطاقة الأمريكية، حول  زيادة مخزونات البترول الأمريكية في اوكلاهوما وهو ما أثر نسبيا على الأسعار،  ولكن على المدى المتوسط لن يكون هناك تأثير على الأسعار،  مشيرا إلى أن أسعار النفط ستعاود الارتفاع من جديد،  حيث ستبلغ 75 دولارا للبرميل كمتوسط  ، خلال جانفي المقبل  .
 ويرى  البروفيسور محمد حميدوش، أن سعر 72 دولارا للبرميل  يسمح  للجزائر بضبط توازن الميزانية .
و للإشارة ، سيشارك وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب اليوم في أشغال الاجتماع الخامس والثلاثين للجنة المراقبة الوزارية المشتركة والاجتماع الوزاري الثالث والعشرون لدول «أوبك» والدول خارج «أوبك» الذي سيجمع الدول الموقعة على إعلان التعاون.
وكان الوزير قد أكد في وقت سابق، أن «أوبك+» ستدرس خلال اجتماعها المنتظر  اليوم تقارير الخبراء حول الامدادات النفطية للسوق الدولية،  مضيفا أنها «ستتخذ على ضوء هذه التقارير إجراءات من أجل توفير امدادات جيدة للسوق النفطية و تسمح باسترجاع توازنها» ، مبرزا أن «اوبك+» تعمل على «الحفاظ على توازن السوق و على أن تكون أساسيات السوق سليمة و متوازنة لمصلحة المنتج و المستهلك في نفس الوقت».               مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى