درس عام 2013 يساعد على النهوض
سيكون لزاما على الناخب الوطني جمال بلماضي بعد انتكاسة الكاميرون، أخذ العبرة من المدرب السابق للخضر وحيد حليلوزيتش، الذي نجح في تحويل الإخفاق المسجل في 2013 بجنوب إفريقيا، إلى إنجاز كبير تمثل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، والعبور للدور الثاني في سابقة من نوعها بالنسبة للكرة الجزائرية، التي لم يسبق لها البصم على نتائج مماثلة، رغم الجيل الذهبي الذي امتلكته مطلع الثمانينيات، بقيادة الأسطورتين رابح ماجر ولخضر بلومي.

وتابع الجميع الصفعة التي تلقاها المنتخب الوطني في 2013، عقب مغادرته كأس الأمم الإفريقية من الدور الأول، وهو الذي تنقل إلى جنوب إفريقيا في ثوب المرشح الأول، غير أن الخسارة في أول مباراة أمام منتخب تونس بهدف لصفر، ثم السقوط بهدفين نظيفين أمام منتخب الطوغو في الجولة الثانية، جعل الخضر أول المنتخبات التي تودع البطولة، في حصيلة كانت من بين الأسوأ في تاريخ المشاركات الجزائرية، ولو أن أشبال وحيد حليلوزيتش، قد فرضوا التعادل في الجولة الختامية على منتخب كوت ديفوار بـ(2/2).
ورغم تلك الصدمة التي خلفت تداعيات كبيرة في الشارع الرياضي الجزائري، إلا أن البوسني وحيد حليلوزيتش عرف كيف يتجاوز تلك المرحلة العصيبة، خاصة بعد كلامه المُجدي مع اللاعبين، عقب العودة من جوهانسبورغ، أين طالبهم بضرورة طي هذه الصفحة السوداء، والتطلع للاستحقاق الهام، الذي كان ينتظرهم شهري أكتوبر ونوفمبر من ذات العام، على اعتبار أنهم كانوا على موعد مع مباراتين فاصلتين أمام منتخب بوركينافاسو، والفائز بهما سيظفر ببطاقة التأهل إلى مونديال البرازيل، والذي كانت جميع المنتخبات تأمل المشاركة فيه، كونه سيقام في بلد كرة القدم.
وكانت كلمات التقني البوسني مختصرة، غير أنها مفيدة وأتت بثمارها، خاصة عندما كرر على مسامع اللاعبين عبارة:" عدم الذهاب إلى البرازيل سيكون صدمة كبيرة للكل، ولذلك أنتم مطالبون بنسيان إخفاق جنوب إفريقيا سريعا، والتطلع لما ينتظرنا أمام بوركينافاسو بعد أشهر قليلة، أنا متأكد أنكم قادرون على إدخال البسمة على قلوب الجزائريين، الذين كانوا جد متأثرين، بعد نتائجنا الهزيلة في "كان" 2013".
طي الصفحة والتطلع لما هو قادم مطلب الجميع
مما لا شك فيه، يبحث الناخب الوطني الحالي الذي يعيش نفس الظروف التي مرت على التقني البوسني وحيد حليلوزيتش، عن تكرار إنجاز المنتخب الوطني في عام 2013، حيث عوّض رفاق بوقرة خيبة الإخفاق في جنوب إفريقيا بالعبور إلى مونديال البرازيل، ولم يكتفوا بذلك، بل حققوا إنجازا غير مسبوق بالتأهل للدور الثاني، وهو ما جعلهم حديث العام والخاص في كل أرجاء المعمورة، كيف لا وهم من كادوا أن يقصوا البطل منتخب ألمانيا في الدور الثاني، وأجبروه على الاحتكام للأوقات الإضافية، التي ابتسمت آنذاك لرفاق المتألق مسعود أوزيل.
وبالعودة إلى ما جرى مع الخضر بعد العودة من جنوب إفريقيا، نجد بأنهم طووا صفحة ذلك الإخفاق سريعا، وحولوا تركيزهم إلى الموعد الحاسم المنتظر أمام منتخب بوركينافاسو الذي كان يمر بفترة زاهية، بدليل تنشيطه نهائي كأس الأمم الإفريقية، وخسارته بصعوبة كبيرة أمام منتخب نيجيريا، ولو أن أشبال وحيد حليلوزيتش لم يهتموا كثيرا بالموضوع، وكانوا في الموعد ونجحوا في إزاحة "الخيول" من طريقهم نحو المونديال، وهو ما يأمل بلماضي وكتيبته أن يكرروه شهر مارس القادم، موعد خوض مباراتي السد المؤهلتين لمحفل قطر 2022.
الجيل الحالي يؤمن بمقدرته على بلوغ المونديال
يمتلك المنتخب الوطني حظوظا كبيرة في التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، في ظل حيازتنا على جيل ذهبي من اللاعبين، لم يحالفهم الحظ في دورة الكاميرون لعديد الاعتبارات، أبرزها سوء أرضية الميدان وقساوة الظروف المناخية، ولئن كان الجميع يؤمن بمقدرة محرز ورفاقه على تجاوز هذه الخيبة، والنجاح في تخطي عقبة مباراتي الدور الفاصل، خاصة وأن مباراة الإياب ستلعب في الجزائر في شاكلة ما حدث عند مقابلة الخيول عام 2013، أين لعبت العناصر الوطنية شهر أكتوبر لقاء الذهاب في العاصمة واغادوغو، وعادت بنتيجة مقبولة، عقب الانهزام بـ3/2، رغم التحيز التحكيمي الفاضح من الزامبي سيكازوي، وفي شهر نوفمبر تم خوض لقاء الإياب بملعب تشاكر، وهناك نجح الخضر في اقتطاع تأشيرة العبور لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي والرابعة في المجموع، عقب الهدف الوحيد المسجل من طرف القائد مجيد بوقرة.
هذه رسالة بلماضي للاعبين
رغم أن بلماضي لم يكن له حديث مطول مع اللاعبين عن الإخفاق المسجل في دورة الكاميرون، كون محرز وبقية المحترفين غادروا على جناح السرعة نحو أنديتهم الأوروبية والعربية عقب لقاء كوت ديفوار، إلا أنه سيحاول أن ينقل لهم رسائل خاصة في الأيام المقبلة، مفادها ضرورة وضع تلك الانتكاسة جانبا، والتركيز على الاستحقاق الهام المرتقب شهر مارس، كونه لا يود تضييع الجمل بما حمل.
وعن أكثر الأمور التي تثير قلقه في الوقت الحالي، فقد عبر بلماضي قبل مغادرته إلى فرنسا لتسوية بعض المسائل العالقة، عن تخوفاته إزاء لياقة اللاعبين، سيما أولئك الذين تنقصهم المنافسة مع أنديتهم، متمنيا أن تكون كل العناصر في قمة الجاهزية شهر مارس المقبل، وكان مهندس النجمة الثانية قد ودع المجموعة التي أتت معه إلى الجزائر بهذه العبارات المؤثرة:" مقابلة السد تلعب على مرحلتين، لذلك ينبغي لنا التحضير لهما جيدا، الآن نحن في المنعرج الأخير، ولا ينبغي أن نضيع هذه الفرصة الأخيرة، فعدم الذهاب إلى قطر سيكون صدمة كبيرة
للكل".                               سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى