أفضــل التتويــج بالكــان على التأهل إلى المونديــال
يرى أسطورة كرة القدم الكاميرونية روجي ميلا، بأن عاملا مهما سيحدد نتيجة مباراتي المنتخب الوطني و«الأسود غير المروضة» في تصفيات مونديال قطر شهر مارس المقبل، مرجعا في حوار خص به النصر، الأسباب الرئيسية، لإقصاء الخضر من الدور الأول إلى عدم تقديمهم المستوى المطلوب، ودخولهم الدورة بثقة مفرطة ما انعكس سلبا على الأداء العام للاعبين.

ويعتبر روجي ميلا، بأن التتويج بالكان أفضل بكثير من التأهل إلى المونديال، مشيرا في ذات الحوار إلى أنه يصعب التكهن بهوية الفائز بكأس أمم إفريقيا الحالية، خاصة في ظل زوال الفوارق بين المنتخبات، رغم اعترافه بقوة كوت ديفوار والسنغال.
عامل مهم يحدد نتيجة مباراتي الكاميرون والجزائر
في البداية، ما تعليقك على نتائج قرعة مباريات السد المؤهلة إلى المونديال، التي أوقعت المنتخب الوطني في مواجهة الكاميرون؟
أرى بأننا سنشهد مباريات كبيرة في الدور الفاصل، وهناك عدة مواجهات قوية، بداية بالصدام الناري الذي سيكون بين منتخب بلدي الكاميرون والجزائر وحتى مواجهة السنغال ومصر، وأما بخصوص الحديث عن حظوظ منتخبنا في التأهل أمام الخضر، فحسب رأيي سيكون مرتبطا بالدرجة الأولى بالنتيجة النهائية للكان (الحوار كان قبل مواجهة جزر القمر)، ففي حال نجاح أشبال كونسيساو في الظفر بالتاج القاري، فإن الأمور ستسير معنا بشكل جيد، ويمكننا التفاؤل أكثر من أي وقت مضى بقدرتنا على بلوغ مونديال قطر، رغم أننا نواجه منتخبا يبحث عن تعويض خيبة أمل الكان، بعد الإقصاء المبكر من دور المجموعات.
نفهم من كلامك بأنه في حال فشل الكاميرون في التتويج بالكان، ستميل الكفة لفائدة المنتخب الوطني أم ماذا؟
لم أقصد ذلك بالضبط، ولا يمكن التكهن بهوية المتأهل من الآن، خاصة وأن المباراتين تلعبان شهر مارس المقبل، ما يعني بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت، من أجل التحضير للموعدين، لكن بطبيعة الحال معنويات اللاعبين ستتأثر في حال أي إخفاق، خاصة وأنهم يدركون جيدا بأن الهدف الرئيسي في الوقت الحالي هو الظفر بالتاج القاري، سيما وأن الدورة تلعب على أرضنا وأمام جمهورنا، والاتحادية وعلى رأسها صامويل إيتو قامت معهم بالواجب، وحفزتهم بشكل جيد من أجل الإبقاء على الكأس في الكاميرون، وأنا شخصيا أفضل التتويج بالكان على التأهل إلى المونديال.
لكن المنتخب الوطني يمتلك أفضلية لعب لقاء العودة في الجزائر، ما قد يصب في صالحه، أم لك رأي آخر؟
لا أشاطرك الرأي، فكرة القدم تطورت كثيرا، ولم يعد هناك حديث عن مباراة داخل أو خارج الديار، ولنفرض مثلا بأن هذا العامل موجود، فإن التأهل قد يلعب في اللقاء الأول بالكاميرون، خاصة في حال نجاحنا في تحقيق فوز مريح، رغم أنني لا أؤمن بهذه الأمور، ومثلما قلت لك من قبل، بالنسبة لنا كل شيء متوقف على ما ستؤول إليه نتيجة الكان، والتي تبقى الأهم بالنسبة لي شخصيا، وستكون لديها انعكاسات إيجابية على المجموعة ككل.
تونس قدم درسا في الواقعية وخالف الترشيحات
تبدو متعلقا كثيرا بالكان، ربما بسبب الأحداث التي سبقت انطلاق الدورة، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، ولست الوحيد المتعلق بها، بل الأمر كذلك بالنسبة لكل الكاميرونيين، لقد تحدينا الجميع من أجل إقامة هذه الدورة، خاصة بعد الإشاعات الكثيرة التي انتشرت قبل انطلاق الدورة، والتي روجت لها العديد من الأطراف، بهدف تشويه صورة إفريقيا بصفة عامة والكاميرون بصفة خاصة، حيث لم يتوقفوا عن نشر الأكاذيب، والحديث عن عدم جاهزية الكاميرون وهو ما أثر فينا جميعا، لا تنسوا بأننا قمنا بمجهودات كبيرة من أجل لعب الدورة في وقتها المحدد، والرد كان قويا والآن الأمور تسير بشكل جيد، ونتمنى أن تكون النهاية سعيدة بالتتويج بالكان، بإثراء الرصيد وإضافة كأس آخر إلى خزانة الاتحادية، وهو الأهم بالنسبة لنا، لأن التاريخ لا يحتفظ سوى بالإنجازات، وأما المشاركات والوصول إلى أدوار متقدمة فلا معنى لها، خاصة عندما يتعلق الأمر بدورة تلعب على أرضك.
على حسب رأيك ما هي أسباب الإقصاء المبكر للخضر من الكان؟
حتى نكون صرحاء، بالنسبة لي المنتخب الجزائري لم يقدم ما يشفع له بالتأهل إلى الدور الثاني، صراحة أداء الخضر لم يرق إلى المستوى المطلوب، والذي يليق ببطل النسخة الماضية، صحيح كرة القدم ليست علوما دقيقة، إضافة إلى أن «الكان» عاشت عدة سيناريوهات مشابهة بخروج البطل من الدورة الموالية، لكن ما حز في نفسي هو أن المنتخب الجزائري لم يحسن التعامل مع الوضع الذي عاشه، وعوض التركيز على الأمور الرياضية، انتقل للحديث عن أمور جانبية، وربما هو ما أثر بشكل كبير على مستوى اللاعبين، كما هناك عامل آخر مهم.
الدورة مقبولة فنيا وهذه رسالتي للأفارقة

وما هو العامل الذي تقصده؟
المنتخب الجزائري دخل المنافسة وهو متوج بالبطولة حتى قبل أن يلعبها، وكرة القدم عودتنا بأنه لا يمكن أن تربح لقاء قبل موعده، والثقة المفرطة في النفس، بالحديث على سبيل المثال بتحقيق 34 أو 35 مباراة دون هزيمة أمر غير مقبول في هذا المستوى، لأن أرضية الميدان هي الفاصل، ومن الضروري تقديم الأسباب التي تساعدك على تحقيق الانتصار، من خلال التحضير الجيد ودراسة المنافس، وأكثر من ذلك حتى تفوز يجب عليك أن تسجل الأهداف، وليس البحث عن الأعذار، والحديث عن الأمور الجانبية مثلما قلت من قبل، وهو ما جعلنا لا نشاهد بعض نجوم الخضر في صورة رياض محرز، تظهر بنفس الأداء الذي عهدناه سواء مع فريقه مانشيستر سيتي أو المنتخب الجزائري، رغم أنني من بين المعجبين كثيرا بطريقة لعبه وخاصة تعلقه ببلده.
وهل ترى بأن المنتخب الوطني قادر على العودة في الفترة القادمة؟
كل شيء متوقف على كيفية تعامل أسرة المنتخب الجزائري مع الفترة المقبلة، لأنها ستكون أصعب محطة على حسب رأيي، ودور المدرب واللاعبين سيكون كبيرا، ولا يمكنني تقديم نصائح لبلماضي الذي نجح في قيادة الخضر للتتويج بالكان، وعليه مراجعة حساباته، وهو ما لا أتمناه أن يحدث قبل مواجهتي الكاميرون ..(يضحك).
نعرج للحديث عن كأس أمم إفريقيا الحالية، كيف وجدت المستوى الفني بصفة عامة؟
صراحة المستوى مقبول إلى حد بعيد، ولقد حضرنا إلى عدة مباريات مثيرة، وأكثر ما أعجبني هو أن الفوارق بين المنتخبات لم تعد موجودة، ولم يعد هناك منتخب قوي وآخر ضعيف، وأعتقد بأن ما حدث مع المنتخب الجزائري خير دليل، لأنه لم يكن هناك من ينتظر تعادل الخضر أمام سيراليون ثم الخسارة أمام غينيا الاستوائية، إضافة إلى ما حققه منتخب غامبيا وجزر القمر، وأفتخر كوني إفريقيا.
النسخة الحالية أكدت زوال الفوارق ويصعب التكهن بالبطل
بعد إقصاء منتخب نيجيريا أحد أبرز المرشحين، من المنتخب الذي تراه قادرا على التتويج بالكان؟
لقد قلت لك منذ قليل، لا يمكنني التكهن بمن سيتوج بالكان، بطبيعة الحال كوني كاميروني أتمنى تتويج منتخب بلدي، وأضرب لكم مثالا بسيطا، بخصوص لقاء نيجريا وتونس، ربما تشاطرني الرأي بأن كل الترشيحات كانت تصب في مصلحة «النسور الخضراء»، غير أن نسور قرطاج كان لهم رأي آخر وأحدثوا مفاجأة مدوية، بفضل واقعية لاعبيهم، لقد أظهروا إمكانات كبيرة، سيما من الناحية التكتيكية وتسيير اللقاء، على عكس المنتخب النيجيري، الذي لم يظهر بنفس الأداء المقدم في دور المجموعات، ما يجعل التوقع بالمتوج في الكان صعبا للغاية.
ومن هي المنتخبات التي تراها تمتلك أفضلية نوعا ما؟
كل المنتخبات التي وصلت إلى هذه الأدوار تملك حظوظا وفيرة، ولو أن منتخبا مثل كوت ديفوار بفضل الفوز المحقق أمام المنتخب الجزائري بثلاثية مقابل هدف وخاصة الأداء المقدم، أين سيطر على مجريات اللقاء بالطول والعرض وخلق عدة فرص، سيمنحه الكثير من الثقة وفي حال نجح في تجاوز منتخب مصر، سيكون رقما صعبا إلى جانب منتخب السنغال الذي لم يقل بعد كلمته، وأتوقع بأن مستواه سيتطور أكثر، لأنه يضم تشكيلة قوية ونقطة مهمة أخرى، افتقدتها بعض المنتخبات وتتمثل في كون أسود «التيرانغا» تعرف كيف تفوز في المباريات عندما لا تكون في أفضل أحوالها، وهذه من مميزات المنتخبات الكبيرة.
كوت ديفوار رقم صعب والسنغال يمتلك ميزة الكبار
هل من كلمة أخيرة؟
أود في الختام التأكيد على نقطة مهمة، هي ضرورة الافتخار بالانتماء إلى قارة إفريقيا مثلما هو الحال بالنسبة للأوروبيين أو غيرهم، وأكثر ما حز في نفسي وما زلت متأثرا به إلى غاية الآن، وجود بعض الأطراف من داخل القارة أرادوا إفساد عرسنا، ولكننا تصدينا لهم و«الكان» سينتهي في أبهى حلة.
حاوره: حمزة.س

الرجوع إلى الأعلى