قضت، عشيّة أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، بإدانة الكهل المسمى (ل.ل) المكنى «خلة» البالغ من العمر 52 سنة بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 10 ملايين دينار، بعد أن تمت متابعته بجرم جناية الحيازة والبيع والتخزين لمواد مخدرة في إطار جماعة إجرامية منظمة، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم.
القضية بحسب ملفها الذي طرح في جلسة المحاكمة، ترجع إلى تاريخ الثامن من شهر نوفمبر من سنة 2014، عندما وردت فرقة البحث والتدخل بأمن ولاية خنشلة، معلومات تخص قيام مشبوهين على متن سيارة «رونو كليو» بيضاء اللون باقتناء وحيازة كمية معتبرة من المخدرات، وهم في الطريق لمنزل أحدهما على مستوى حي 700 سكن بخنشلة، ليتم وضع خطة أمنية محكمة انتهت بتطويق الحي ، حيث أوقف المعنيان بعد أن توجها لركن سيارتهما في مكان مظلم، حيث تم توقيف المدعو (ب.د) وهو الذي نزل وبحوزته الكيس البلاستيكي قاصدا منزل والده، وتوقيف مرافقه الذي بينت التحريات بأنه وسيط في مختلف عمليات البيع ويتعلق الأمر بالمدعو (ر.ي) سائق المركبة الذي حاول الفرار لوجهة مجهولة، غير أن عناصر الشرطة نجحت في توقيفه، وبينت التحريات بأن الكيس البلاستيكي به 28 علبة من الكيف المعالج كل واحدة منها تحتوي على 5 صفائح بوزن إجمالي قدر بـ12.580 كلغ، وأثبتت الخبرة العلمية المنجزة على مستوى المخبر العلمي للشرطة العلمية بقسنطينة، أن الأمر يتعلق بقنب هندي، وخلال التحقيق كشف الموقوف الأول صاحب البضاعة (ب.د) الذي أدين رفقة شريكه صاحب المركبة بعقوبة 10 سنوات سجنا بمحكمة خنشلة، بعد أن ضبطت بحوزتهما أيضا مبالغ مالية من عائدات الترويج وكذا رخصة سياقة مزورة، يستغلها المتهم الأول الذي كشف بأن المتهم الحالي (ل.ل) المكنى «خلة» هو صاحب البضاعة، أين اشتراها من عنده بعد أن اتفقا على سعر الكلغ الواحد بمبلغ 25 مليون سنتيم، واتفقا على تحضير كمية من القنب الهندي بقيمة 350 مليون سنتيم، وبينت التحريات وكذا كشف المكالمات الهاتفية عن وجود اتصالات بين المتهمين والمتهم الحالي، الذي اتضح بأنه معتاد على التوجه لولايات الشريط الحدودي الغربي، أين يقتني المخدرات ويعيد بيعها بولايات الشرق ، فبولاية باتنة توبع في 3 قضايا أدين في اثنتين منها بعقوبة 10 سنوات سجنا وأدين في الثالثة بعقوبة 18 سنة سجنا نافذا، ولاذ المتهم الحالي بالفرار لحظة الإيقاع بزبونيه، وصدرت في حقه عديد الأوامر بالقبض، غير أنه ظل متخفيا بهوية مزورة، وتم القبض عليه بباتنة في قضايا مماثلة تتعلق بتخزين المخدرات وترويجها.
وأنكر المتهم الحالي ما وصفها بادعاءات زبونه الذي كشف بأنه تعامل معه لثلاث مرات وبشحنات مختلفة، مبينا بأنه تعرف على الزبون في سجن باتنة سنة 2014، وعند خروجه من المؤسسة العقابية ألصق به جرم الحيازة والتخزين للكيف المعالج، مشيرا بأنه تورط في قضية واحدة لتخزين الكيف بباتنة، وخزّن لشخص من مدينة بريكة يدعى «حميد» وعلى مرتين كميتين من المخدرات الأولى بها 5 كلغ والثانية بها 20 كلغ مقابل مبالغ مالية تصل 20 مليون سنتيم، وهي الكميات التي ضبطت بحوزته بمنزل بحي حملة بباتنة، دون أن يتورط في قضية مدينة خنشلة، وظل المتهم في حالة فرار منذ تاريخ الوقائع وأدين غيابيا في جلسة السابع عشرة من شهر أفريل من سنة 2018 بالسجن المؤبد، وصدر في حقه أمر بالقبض، ليتم الإيقاع به وبحوزته هوية مزورة في الخامس من شهر سبتمبر من السنة الماضية بمدينة باتنة.
ممثل النيابة العامة أشار بأن المتهم الذي ضبط بالكيس البلاستيكي اعترف باقتناء البضاعة المحجوزة من المتهم الحالي، معتبرا بأن الوقائع تكتسي طابعا من الخطورة نظرا لتفشي هذه الظاهرة في الوسط المحلي.
           أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى